ومن طيب الأقدار أن تبدأ مناسك الحج في (يوم التروية) وهو اليوم الثامن من العشر الأول من ذي الحجة والتي قال فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام –يعني أيام العشر- قالوا : يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ) (صحيح البخاري)
<!-- فمن لم يكتب له الحج هذا العام ؛
<!--فعليه في هذه الأيام الاجتهاد في الأعمال الصالحة ، ومن ذلك :
<!--صيام ما تيسر وبخاصة يوم عرفة فإنه (يكفر السنة الماضية والباقية ) كما أخبر المصطفى –صلى الله عليه وسلم- (أخرجه مسلم)
<!--كذلك يكثر من التسبيح والتحميد والتهليل - والتكبير
<!--وليكن له حظ من القيام والدعاء وقراءة القرآن والصدقة
ويشارك أخوانه الحجيج فرحتهم بأداء فريضة الحج وفرحة الجميع بأداء الأعمال الصالحة ،
<!--- ويقوم بذبح الأضحية في العيد –إن تيسر له ذلك- فهي سنة مؤكدة عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم).
فكل ميسر لما خلق له حسب طبيعة الوقت والمكان والمهام المطلوبة ، وهو ما يجسد روح التواد والتعاطف بين المسلمين جميعا ، ويهيئ للحجيج جواً روحانياً واجتماعيا لأداء هذه الشعيرة المتفردة.
<!-- وما أسعد المعتمر أو الحاج الذي:
<!--يستحضر النية ويقوم قدر جهده بالأعمال الصالحة في هذه الأيام
<!--ويؤدي العمرة ثم ينوي الحج ويشرع في أدائه!
<!--ويقوم بذبح الهدي في يوم النحر أو في أحد أيام التشريق إن كان قد حج متمتعا أو اقترف أحد محذورات الإحرام التي تستوجب ذبح الهدي ، وأعظِم بالأجر الذي سيحصل عليه !
# وإذا كان الله عز وجل قد ذكر في الحديث القدسي على لسان حبيبه محمد (صلى الله عليه وسلم) (إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زواري فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته، ثم زارني في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره: قال الزيلعي حديث غريب )
فما بالكم بمن يتطهر ويترك بيته وأهله وعمله ووطنه ويسعى لينزل ضيفا على الرب العظيم زائرا للبيت الحرام وليكون من وفد الرحمن الذين شرفهم الله بأداء فريضة الحج فكيف سيكرمه الرب الجواد الكريم؟
# كما يخبرنا الحديث القدسي أيضا عن قول الرب الكريم أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منه، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )صحيح البخاري ؛ 7405(.
كذلك تخبرنا الأحاديث الشريفة الصحيحة بالعديد من صور هذا الإكرام ، ومنها :
# (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ( J )صحيح البخاري ؛ 1773 |
# وأيضا مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما ولَدَتْهُ أُمُّهُ) (صحيح البخاري).
<!--# (صَلاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن ألْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إلَّا المَسْجِدَ الحَرامَ((صحيح البخاري
فاللهم اكتب لنا هذا الشرف واجعلنا من أهل هذه التحايا والرحمات، وكل عام وأنتم بخير...
وللحديث بقية.
ساحة النقاش