18- أن يكون البيت واحة للراحة والاستقرار
وكي أقرب لك هذا المعنى من حياتنا المعاصرة فتخيل معي أن الأب والأولاد وربما الأم معهم يسيرون في أحد شوارع المناطق الحارة لفترة ليست بالقليلة ولا يوجد مكان يستظلون به ثم إذا بهم يجدون سيارتهم المكيفة أو يدخلون إلى بيتهم أو مكتبهم المكيف ، كيف سيكون إحساسهم ؟ وما مقدار الراحة والسرور الذي يشعرون به ؟
نحن نريد أن يكون هذا هو إحساس الأب والأم والأولاد حين يدخلون إلى منزلهم ، ولكن كيف ؟
يمكن أن يتحقق ذلك بأمور بسيطة منها :
<!--المقابلة الباشة لمن يدخلون إلى البيت سواء كان الزوج أو الأولاد أو الزوجة أو الضيوف .
<!--شعور كل إنسان منهم حين يدخل إلى البيت بالراحة والاسترخاء بمجرد جلوسه على أول كرسي أو أريكة تقابله .
<!-- جو الهدوء الذي يسود في المنزل : فلا ضوضاء ولا إزعاج بصوت الغسالة أو المكنسة أو الخلاط أو التلفاز أثناء المذاكرة .
<!--احترام نوم النائم فلا يوقظ أو ينغص وإنما يحترم وينظم .
<!--تقديم الطعام في أوقات منتظمة واجتماع الأسرة على وجبه واحدة على الأقل في اليوم ، وأذكركم ثانية بقول إمامه الباهلية توصي ابنتها وهى تعدها لإقامة عش الزوجية وكيفية التعامل مع زوجها " وأما الوصية الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن تواتر الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبه .
<!-- وقد أشارت الدراسات إلا أن الأطفال الذين ينشأون في جو من الاستقرار الأسري والمدرسي يشعرون بقسط أوفر من الأمن في حياتهم ، وهم أكثر ارتياحا عندما يقومون بممارسات تربوية تعني بمبادرات التلاميذ وحريتهم ، ويتمتعون بعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل من أساتذتهم وأسرهم .
<!--فإذا سعينا لأن تكون بيوتنا واحة للراحة والاستقرار ومصدرا للسكن والهدوء فإن ذلك سيخفف عن جميع أفراد الأسرة الكثير من الضغوط التي تقابلهم خارج البيت ؛ في أعمالهم وتعاملاتهم وفي حياتهم بصفة عامة ... نسأل الله أن يعيننا على ذلك : وللحديث بقية.
ومن أسس بناء البيت السعيد؛
19- وضع نظام داخل البيت واحترامه من الجميع :
وذلك يتحقق عن طريق :
أ ) تحديد أماكن ثابتة لمعظم الأشياء يعرف مكانها الكبير والصغير ونقوم بتعويدهم بعد استخدامها أن نعيدها إلى مكانها الذي كانت فيه .
ب) تنظيم أوقات تناول الطعام وقد سبق الإشارة إليه .
ج) ترتيب غرف الأبناء وتعويدهم على أن يضعوا حقائبهم ، كتبهم ، ملابسهم ، أحذيتهم
في أماكن محددة وأن يحافظوا على سريرهم وغرفتهم بصفة عامة مرتبة ونظيفة .
د ) تحبيب الأبناء في النظام وتحفيزهم ببعض الجوائز الرمزية إن هم حافظوا عليه ،
هــ) تنظيم أوقات المذاكرة وأوقات الأجازات وكيفية الإفادة منها .
ويمكن تحفيظهم بعض الأناشيد حول النظام مثل :
إن الــــــــذي يرتـب ** متاعــــــه لا يتعــــــب
فكل شــــــــيء عنده ** في موضع أعــــــده
متى يعد إليـــــــــــــــه ** يجده في يديــــــــه
حسن نظام العمل ** يضمن نيل الأمل
وعلينا أن ننتبه إلى أننا إذا نظمنا لأبنائنا بيتهم وغرفهم فإننا بذلك نساعدهم ونعطي لهم نموذجا يمكنهم من تنظيم أوقاتهم وحياتهم كلها ... نسأل الله أن يوفقهم إلى ذلك ويجعلهم قرة عين لنا جميعا ، وللحديث بقية.



ساحة النقاش