عمارة الحياة الزوجية شركة بين الزوجين وهذه الشركة تحتاج إلى البذل والعطاء كي تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات ، ولابد أن يكون ذلك من الجناحين والأصل في العلاقات الأسرية أن تقوم على العطاء قبل الأخذ لأنها علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة مادية ، كما سبق الإشارة.
والناس في هذا المجال مستويات :
أ ) فريق يأخذ كثيرا ويعطي قليلا أو يفكر في الأخذ قبل العطاء " وهذا هو الأناني " وإذا فكر الرجل أو المرأة في حقوقه وماذا سيأخذ قبل أن يفكر في واجباته وماذا سيعطي فشلت الحياة الزوجية لأنه قبل الزواج كانت مرحلة الأخذ ومع بداية الزواج تبدأ مرحلة العطاء وفي الحكمة الشائعة (ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط).
ب) فريق آخر يعطي مثلما يأخذ وهذا مقام العدل ولا يستطيع أحد أن يلوم عليه لكن هناك مستويات أفضل من ذلك .
ج) فريق يعطي أكثر مما يأخذ وبه تنجح الحياة الزوجية ، فالرجل يعمل ويتعب وينفق دون أن ينتظر جزاءا من أحد ، والزوجة تسهر وتتعب وتبذل الجهد وتعمل من أجل توفير الراحة لزوجها وأولادها فتكون كالشمعة التي تضيء لهم جميعا وهذا من أجمل صفات المرأة .
د) وهناك مستوى الإيثار وهو أن يفضل الابن أمه أو أخاه أو أباه على نفسه ، فإذا ربي الأبناء على ذلك قامت علاقات أسرية قوية وفي إحدى الأسر كما يروي أحد أفرادها جلس الجميع على العشاء واكتشفوا أنه لا يوجد سوى رغيف خبز واحد وكان عددهم ثمانية أفراد جلس الجميع وتظاهر كل منهم بالآخذ من هذا الرغيف وانتهى العشاء وشبع الجميع وبقي ربع الرغيف والحادثة قليلة في حجمها كبيرة في دلالتها ومعناها (فإذا شبعت النفوس قنعت ورضيت الأجساد)
فاللهم ارزق نفوسنا القناعة والرضا وبيوتنا العفاف والغنى....
(وللحديث بقية).
ساحة النقاش