من نوادر التسمية:
لأهل المغرب والأندلس بعض تسميات لا تجري علي المألوف فنجد من اسمائهم: حمود ومنهم بنوحمود الأندلسيون المنتمون الي حمود بن ميمون بن احمد بن علي وكان جدهم احمد بن علي هذا يسمي حمودا ايضا كما في جمهرة ابن حزم.
ومن اسمائهم ايضا عبود وحمود وعبود تسميتان عربيتان فصيحتان وممن ضرب المثل به من العرب عبود قالوا فيه: انوم من عبود وكان عبدا حطابا اسود فغبر في محتطبه اسبوعا لم ينم ثم انصرف فبقي اسبوعا نائما فضرب المثل به لمن ثقل نومه.
واذن فليس الأمر غرابة التسمية فحسب ولكني وجدت نصا لأبي حيان الأندلسي في كتابه النضار الذي ذكر فيه اول حاله واشتغاله ورحلته وشيوخه يقول فيه: وهم يسمون عبد الله عبودا ومحمدا حمودا ذكر هذا النص السيوطي في البغية.
ونستطيع من نص ابن حزم السابق ان نقول: انهم يسمون محمد ايضا حمودا كما سموا احمد حمودا فكأن هذه الصيغة عندهم تسمية تدليل كما هو الشائع في التسمية في وقتنا هذا.
واهل المغرب والأندلس يتسمون يزيدون وحمدون وفتحون ورحمون وحسنون وحفصون وسمحون.
وتعليل هذه التسمية قد يرجع الي ارادة التفخيم بصيغة كصغية الجمع او هو مطل اي في الإعراب مع التنوين وتعرب هذه الأسماء اعراب الممنوع من الصرف وفي الأشموني ان ابا علي يمنع صرفها للعلمية والعجمة ويري ان حمدون وشبهه من الأعلام المزيد في اخرها واو بعد ضمه ونون لغير جمعية لا يوجد في استعمال عربي مجبول علي العربية بل في استعمال عجمي حقيقة او حكما فألحق بما منع صرفه للتعريف والعجمة المحضة وهذا ايضا من النصوص النحوية النادرة.
وفيما يتعلق بالكني والألقاب قال ابو حيان في تفسيره عند قوله تعالي: ولا تنابزوا بالألقاب.وفي الحديث: كنوا اولادكم قال عطاء في تعليل ذلك مخافة الألقاب وعن عمر: اشيعوا الكني فإنها سنة.
ثم يقول ابو حيان: ولا سيما اذا كانت الكنية غريبة لا يكاد يشترك فيها احد مع من تكني بها في عصره فإنه يطير بها ذكره في الآفاق وتتهادي اخباره الرفاق.
ويستدل ابو حيان علي اثر الكنية من واقعه الشخصي بقوله: كما جري في كنيتي بأبي حيان واسمي محمد فلوا كانت كنيتي ابا عبد الله او ابا بكر مما يقع فيه الاشتراك لم اشتهر تلك الشهرة وهذا نص غريب يصدر من عالم جليل له علمه وفضله يقدم لنا دراسة نفسية في بعض اسباب الشهرة ولم نر مثل هذا النص من قبل ولا من بعد لعالم فاضل وقد سبقه في هذه الشهرة ابو حيان التوحيدي علي بن محمد بن العباس المتوفي 414.