أهديكِ الفؤاد
22/03/2016 11:01
الكاتب : د. محمد حيدر محيلان
بعيدكِ أمي أهديكِ الفؤادا وَروحيْ لروحكِ الأسمى تَهادى
وإني هدية يا أمي أُلْقى بِكفِكِ إنْ أردتِ، وفُوكِ نادى
وإن تُهدى الحياةُ هديتُ عمري وإنْ تُهدى الجسومُ اليكَ عادا
فما أحلى الحياة وانتِ فيها فدُمْتِ مؤئِلاً وَلنا مِهادا
نؤوبُ الى رِحابِكِ تجْمَعينا ويَلتَئمُ الشَتاتُ وإنْ تمَادى
نزاحمُ للجلوسِ بقربِ أمي ونمسكُ ثوبَها نُقصي البِعادا
وَنبْكي انْ رنَتْ عنا قليلاً فلا نوماً نُقرُ بلْ السُهادا
وأطربُ للحديثِ حديثِ أمي وإنْ تضحكْ فرحتُ، وعقلي مادا
وإنْ تحزنْ أُعِلُ أَسىً وقلبيْ توقْفَ، حتى تضحكَ أمي، عادا
فأمي إنْ أجيءُ تزيلُ كُنْساً وأمي إنْ أعود فتطهوْ زادا
وتغسلُ في الصحونِ فلا تملُ ولا يُثنيها جهداً أو طِرادا
فكم سَهِرَتْ لتغفوْ العينُ مِنْي وكمْ أُلقي على يَدِها اعْتِمادا
فلا تَضْجَرْ لطولِ السَقْمِ عنْدي ولا تشكوْ بآبٍ أو جُمادى
فأمي منحةُ المولى إلينا رعى خطواتِها ربي وجادا
نمَتْ بوفائِها أمي وغذْتْ بوحيِ رَشادِها درْبي رَشادا
فَصُرْتُ اذا أردتُ النصحَ أمَتْ خُطاي لرأيِها أبغيْ السدَادا
فأنتِ تُربي أجيالاً وتَهدي فيَهمي فضلُ حِكمَتكِ البِلادا
مُعلمتي كأمي بل تُجاوزْ بفضلِ العلمِ أحياناً عِدادا
فكيفَ وأمي تحضُنُني ثلاثاً وتلكَ الأمُ عشراً أو يُزادا
معلمتي وأمي سيانَ عندي ومنْ يحنوْ عليَ فقلبيْ قادا
قضى الرحمنُ أنْ أحْسِنْ لأميْ ومهنةَ منْ يعلمنا عبادة
فألفُ تحيةٍ يا أميْ مِنيْ وأُحني هامتي وَيَدي وِسادة
وهذا القلبُ يخفقُ في هواكِ يُعمِدَهُ رضاكِ صَفا عِمادَه
فناميْ واغمضي عينيكِ حُلماً ففي عينيَ تتسع الوِفادة
ساحة النقاش