إني أرى في المنام إني أذبحك
[1/6/2013 2:51:14 PM] محمد حيدر محيلان
أمس وقد عدت مرهقا فتناولت عشائي واستسلمت لنوم عميق هبط بي لواد سحيق فرأيت ما يرى النائم واذا هاتف يهتف بي... يا محمد اذبح الوطن ..ماذا اذبح ؟؟ اذبح الوطن..!! ولكنه أبي وأمي وأنا منه وله ...ما هذا الهراء؟؟ فعاد الهاتف اذبح الوطن افعل ما تؤمر ..قلت لعله يريد (اذبح ما يسموه دولة اليهود !!!) فقلت أي وطن؟؟ قال وطنك الأردن.. افعل ما تؤمر... (اييه.... هو ناقصه الوطن) ..(منين يلقيها) من النسور ولا النواب ولا من الفاسدين الذين سرقوا موارده ونهبوا مقدراته.. ولا صندوق النقد الدولي... (اسمع فك عني شوف غيري) انا بحب الوطن (وين اودي) وجهي من الناس ..انا وطني مخلص..( يبدو انت غلطان بالاسم..) انا اسمي (مش) إبراهيم ... (أعرف... انت محمد حيدر) وأنت المقصود ..قلت لعله امتحان لي ولوطنيتي ولقياس صبر الوطن.. على بركة الله .. اذبح اذبح ما علينا..!!!
وجئته على استحياء رجل للأمام وأخرى للوراء وتنحنحت ..فبادرني أهلا يا بني البار بابيك أهلا يا محمد اسم على مسمى.. يا ليت كل أبنائي على شاكلتك حب ووفاء وإخلاص ...ووطنية مفرطة .. فقلت في نفسي ..(أحسن انا بيش وهو بأيش..ياه ما اطيب نفسك واكبر قلبك) فتنحنحت مرة اخرى..وتمالكت نفسي.. وقلت ولكن يا والدي .. فقال ماذا يا ولدي اطلب الغالي فانت غالي ويرخص لك النفيس ...قلت برباطة جأش وحدة وانا اميل بوجهي عنه خجلا لجهة اخرى.. يا أبي إني أرى في المنام إني أذبحك.. فانظر ماذا ترى؟؟؟ قال: اييه... حتى أنت يا محمد !!! يا بني افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين... فلست وحدك فكلكم عاق فمن أضنه صديقي فإذا هو عدو مبين..وكم أعان أقربكم على خذلاني!!
فأخذت والدي وعبراتي تجري على خدي، وكنت محضرا حبلا لشد يديه، والشيخ ينظر إلي، وهو يعلم حقيقة ما هو صائر إليه... فقال لي بألم وانكسار: يا بني اشدد رباطي، حتى لا اضطرب فينقص أجري، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليه شيء من دمي فيراه (أبنائي) إخوتك فيحزنون حزنًا طويلاً، واستحد شفرتك، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون عليّ، فإن الموت شديد , وإذا سألك أبنائي عني فاقرأهم السلام مني، وإذا أردت أن ترد قميصي عليهم ، فافعل فإنه عسى أن يكون أسلى لهم عني، فقلت له: نِعم المطيع أنت يا أبي ولكني لا أجد بدا من ذلك ، فعند ذلك، أوثقت كتاف والدي الشيخ ,الوطن الكبير وهو يهلل ويسترجع , وأسلم للأمر وتللته للجبين, وجلست على صدره, ووضعت السكين على نحره، قائلاً: باسم الله.. الله أكبر، فاهتزت السكين في يدي، واضطربت, وكلًت، وكلما مررت بها على نحره لان حديدها وضعف ، حتى تعبت يدي وكلًت، ثم إنني حددتها مرتين أو ثلاث على الحجر، كل ذلك ولا استطيع أن أقطع شيئًا،فقال لي الشيخ الذبيح عند ذلك: يا بني، كبني على وجهي لجبيني، فإنك إذا نظرت إلى وجهي رحمتني وأدركت رحمة تحول بينك وبين رغبتك ، كل ذلك وهو صابر لرغبتي مستسلما لأمري وفعلتي الإجرامية, وأنا والله حزين جدا وتغرقني دموعي أسى ورحمة وإشفاقا وأبتهل المولى ان يفديه بكبش عظيم والتفت حولي مرات ومرات، عسى ان أجد كبشا أو مخرجا ارحم به الشيخ الكبير، ولات حين مناص, فلم أجد ما افديه به ولم تتنزل علي حتى دجاجة... فتللته للجبين مرة اخرى لكي اذبحه من قفاه فلا أرى وجهه فاحزن, فما تمكنت منه لورعي وهيبة الشيخ , ثم تمالكني لؤم مكتسب, لعله من تعاقب الحكومات وتنكيلها بي وبالناس, ومعاشرتي لبعض المسؤولين اللئام, واغمضت عيني وتمالكت اعصابي و...وذبحت الشيخ الكبير بدم بارد ومشاعر لئيمة أحسست عندها ان كل الفاسدين الذين باعوا الوطن اشرف مني وارحم مني (على الأقل بظل اسمه بيع وسمسرة يعني شوية نذالة) ... وسال دمه الزكي على كل المدن الأردنية والطرقات ودخل كل البيوت والأزقة وألقيت السكين.. ووليت هاربا أسفا وحزنا على فعلتي التي فعلت..... وعرفت ان هذا هو البلاء المبين ..ونهضت متوترا صدعا استغفر الله ومتعوذا من الشيطان اللعين...من شر هذا الحلم..ثم هرعت ابحث عن تأويل لحلمي لدى احد العارفين بتأويل الأحاديث... فقال يا بني سيأتي على الأردن أيام عصيبات يكذب فيها الصادق ويخون فيها المؤتمن وينطق فيها الرويبضة باسم العامة ويصبح التافه من الرجال نائب امة ووزير وقد يشكل الوزارة.. وتأويله هي الانتخابات المقبلة وما يصدر عنها من حراك فستصل الفتن إلى كل منزل,لا سمح اله ولا قدر, وهي الدماء التي رايتها سالت على كل الوطن والشيخ الذي ذبحته هو المروءات والذمم والخير المتبقي في أبناء الوطن , الذي أصبح يشترى بالمال السياسي..وان شاء الله خير يا ابني... قلت وانا خارج أرجو ان لا يتحقق ذلك وان يحفظ الله الوطن وأهله (ول على هالحلم).
ساحة النقاش