الرجوع عن (جواز للأبد) فضيلة
[9/1/2012 12:38:32 PM] محمد حيدر محيلانمع إن أخطاء مجلس النواب الحالي كثيرة وقراراتهم السابقة خطيرة ولم تخدم في جلها ولا تصب في صلاح الأمة إلا إن قرارهم لا قرارهم الأخير وتصويت الأكثرية على عدم منح النائب جواز سفر للأبد قرار حكيم وجريء ويرتقي بالنائب عن المصلحة وعن الشبهات و الأنانية الضعيفة.
فليس المهمات و الواجبات و الوظيفة التي يقدمها النائب طيلة أربع سنوات يساوي تلك التضحيات و المخاطر و العطاء منقطع النظير الذي يجب تخليده بجواز سفر دائم أو تمثال أو نصب تذكاري في وسط المدن أو العاصمة. فوظيفة النائب كما الوزير ,,, من ترف الى ترف ومن مكتب مكيف الى قاعة مترفة ومن سيارة فارهة الى فيلا واسعة ومن قرار خاطئ الى قرار جسيم , ومن سلوك فاضح للبعض الى تعدٍ وتطاولٍ على الزملاء أثيم, ومن كسب مصالح ووظائف للمقربين والأصحاب الى نهب مغنائم واستغلال المنصب و السيارة والحصانة لتهريب أو تمرير ممنوعات رهيب,, فعلى أي شيء نكافئ هؤلاء, ولا أريد أن أعمم على جميع النواب فقد تجد البعض يعمل بإخلاص وأمانة , غير أنهم لا يتجاوزون أصابع الكف ....
وإذا كان لا بد من (جواز السفر الى الأبد) فالأولى به العسكري المرابط ليلا ونهارا يجافي مضجعه وبيته وزوجته وأولاده, وعامل النظافة الذي ينهض مع صلاة الفجر يجوب شوارع المدينة جيئة وذهوبا في الحر والقر ليبقي الوطن مشرقا ونظيفا, في حين يلوث كثير من المسؤولين و المتنفذين الوطن بأعمالهم ومفاسدهم الفاضحة,ويلقون فضلاتهم من نوافذ سياراتهم وقصورهم غير آبهين بالوطن ولا أهله, فأي الفريقين أولى بالمكافأة و الاحترام الذي يبني أم الذي يهدم ومن هو الذي يضحي ويقدم للوطن .
ولقد استعرضت قوائم الشهداء الأردنيين و صورهم الذين روت دمائهم الزكية تراب الوطن, وتركوا ابنائهم وأسرهم خلفهم,ومتاع الدنيا ومناصبها وأبهتها , فلم تقع عيني على نائب ولا وزير فيهم .
ورب قائل يقول إن الوزير والنائب في موضعه ووظيفته ومكتبه وقراره, كما العسكري في جبهته, أقول نعم إذا كان المذكور صاحب مبدأ وفكر وقرار صائب وجريء فان كلمة الحق في موضعها تعدل الشهادة في سبيل الله, إلا أن الشاهد و الواقع الحالي لكثير من النواب ووزراء الأمة ينفي ذلك.
اكرر اعتزازي بكل قرار نافع ويخدم الأمة وينأى عن الشخصنة والمصلحة الذاتية والأنانية للنواب والوزراء وأصحاب المناصب العليا في وطننا الغالي .
ساحة النقاش