مغلق بسبب التصليحات
27/08/2012 13:44
الكاتب : محمد حيدر محيلان
نشد على أيدي القائمين على مؤسسة الغذاء والدواء التي كشفت سوءات أصحاب المطاعم و المولات في الاردن, وفضحت المستور لديهم من المواد و اللحوم و العصائر الفاسدة فأغلقت محالهم . مما اضطر بعضهم للكتابة على واجهة محله مغلق بسبب التصليحات أو بسبب وفاة والدة صاحب المحل أو بسبب العمرة,مواراة لسوأته وفعلته وخزيه, وقد تكررت وفاة والدة بعضهم أكثر من مرة خلال العام الواحد .
إن الحجج الواهية والمفضوحة لسبب الإغلاق والتي يدارون بها سوءاتهم لا تستر المفضوح والجرائم التي يقترفونها بحق أنفسهم وبحق أهليهم, وان تواروا عن أعين الناس من سوء ما بشروا به من مخالفات وإنذارات وقرارات إغلاق لمحالهم الموجهة إليهم, وحاروا أيمزقونها أم يدسونها بالتراب ؟! ولولا الإغلاق القسري لمصالحهم من قبل نشامى مؤسسة الغذاء و الدواء الذي تم تفعيلهم من قبل مديرهم الكفوء و الفعال الدكتور هايل عبيدات والذي نسجل له كل احترام و تقدير وندعوا جميع مدراء ومسؤولي المؤسسات الحكومية أن يحذوا حذوه. ويجب أن نشيد بمن يستحق الإشادة كما يجب أن نذكر السيئ بإساءته و صاحب الفساد بفساده. فعلا الغذاء والدواء من أهم المؤسسات الوطنية المنوط بها و الموكول لها مصير الأمة وسلامتها وصحتها كما هو واجب المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تحافظ على امن وسلامة المواطنين النفسية و الجسدية من الاعتداء على الحريات العامة و الخاصة و الأموال المنقولة وغير المنقولة .فتخيل أن تتسيب هكذا مؤسسات وتخون واجباتها الوطنية والرسمية والإنسانية والأخلاقية , ويتسرب لها الفساد وتضعف نفوس موظفيها!! إذنْ ستقع الكارثة.. نعم نحن بحاجة لمؤسسات صالحة بإدارات صالحة وأمينة وقوية لكي نحافظ على امن المواطن الغذائي و الدوائي و الجسدي و النفسي. ونحن مع فضح الشركات و المحلات و المولات و المطاعم الفاسدة لكي يتجنبها المشتري, ونلقن أصحابها دروسا في الأمانة والصحة وإيقاظ الضمير, فمن لا يرقب بأهل وطنه إلاً ولا ذمة ولا تأخذه الحمية ولا الدين في الحفاظ على طعامهم ودوائهم سليما نظيفا لا يستحق أن نستر سوأته ونداري فساده وطمعه وجشعه و سحته. فيما لا تأخذه رحمة ولا شرف ولا دين بأهله وأسرته وأبناء وطنه. إن التقارير الصادرة عن مؤسسة الغذاء والدواء مع إنها تفجعنا بواقع الحال المر إلا إنها مثل مشرط الطبيب الذي يحز جسدنا بألم ولكن نتقبله لأنه يستأصل الداء ويريحنا من معاناة طويلة ودائمة مع المرض وخلاياه الخبيثة التي تمتد وتنتشر مع الزمن . ثم إننا علاوة على شكرنا لهؤلاء الموظفين الأحرار أصحاب الضمير اليقظ من المراقبين على المحال التجارية, نؤيد زيادة العلاوة لهم ومكافئتهم لاغنائهم, وزيادة تعففهم ممن يحاولون إيقاعهم وإغرائهم بالرشا و الهدايا, ليغضوا الطرف عن جرائمهم من أصحاب المحلات و المطاعم. نكرر شكرنا لهؤلاء الجنود وأمثالهم الذين يعملون بأمانة وإخلاص وعفة ومسؤولية, ولا تأخذهم بالحق لومة لائم وسيجزيهم الله خير الجزاء.
ساحة النقاش