<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الضباط المتقاعدون في الشمال لا عزاء لهم

 محمد حيدر محيلان**

لايمكن للسياسة ان تحقق اهدافها مالم تقترن بتنمية اقتصادية ناجحة,‏ ولا يمكن لسياسات التنمية الاجتماعية والاقتصادية  ان تحقق اهدافها الانسانية مالم تقترن بالعدالة الاجتماعية‏,‏ والعدل اساس الملك , كما قيل , هو مبدأ سياسي صحيح ,فهذه العدالة تتطلب توزيع الاستثمارات والخدمات دون تفرقة* عصح فهل من مدكر؟؟؟ماء للوطن؟؟وهناك ويقطع الشارع في مناطق حساسة ويعقد المؤتمرات الصحفية   بحيث يطال كل مواطن وكل اقليم حقه العادل من ثمار التنمية ,‏ فالعدالة الاجتماعية مرتبطة بتوزيع المكاسب وتحقيق المساواة بين أبناء الوطن لافرق بين جنوبي على شمالي ولا غربي على شرقي الا بالعمل والنشاط والامانة والتفوق , وهذا يعني  توزيع المنافع والخدمات حسب الحاجة وبالتساوي , وعدم ترسيخ التفرقة بين المواطنين والاقاليم, او بين الذكور والاناث‏,‏ او بين منطقه جغرافية او اخرى‏ بقصد او بغير قصد.‏ ولايمكن ان يتحقق هذا المفهوم الا بمراعاة مبادئ الشفافية والمساءلة واحترام حقوق الانسان‏,‏ ‏ وكفالة المساواه بين جميع اطياف المجتمع الاردني‏ ,‏ في الوظيفة والتعيين للوظائف المختلفة والمناصب العليا التي اصبحت توزع اما ترضية لاسكات بعض الاصوات او على  المعارف والاصدقاء وافراد الشلة الواحدة دون حياء او اعتبار للآخرين , إننا كمتقاعدين في الشمال الأردني نشتم رائحة الطبخ والنفخ والشواء في مطابخ العاصمة عمان ,ولا يصلنا منه شيء, فنسمع بان الضابط المتقاعد الفلاني اصبح وزيرا والضابط العلاني اصبح سفيرا وفلان محافظا وعلان امين عام وزارة , وزيد رئيس هيئة عليا , وعمرو مستشار اول,  وسين في الديوان الملكي وصاد بمنظمة الامم المتحدة وغيرهم  الكثير من مدراء الشركات والذين تحولوا من مناصبهم الى هذه الشركات مباشرة دون انقطاع ولو ليوم واحد .

اما نحن فيكفينـــا ( السلامة وعدم الاذى)  لا أدري لماذا  لا عزاء لنا ولا بواكي لنا ولا معذرون ؟  واذا يدعى كرام الناس لمحفل أو منتدى لا ندعى ,وإذا استشير أهل الرأي والحل والعقد لا نستشار,  هل  من ضعف نحن ام من قلة ؟  فهل من ضعف  القيام بالمسؤولية  ام من قلة المؤهل العلمي  ام تدني ثقافي وفكري نحن منبوذون ؟ ام ماذا ؟ فنحن أبناء الشمال من الضباط المتقاعدين الذين لا يكال لهم بصاع ولا يؤبه بهم ولا يسمع لكلامهم هم الاغلبية العظمى من نسبة المتقاعدين العسكريين في المملكة ولديهم من العلوم والكفاءة والتأهيل العلمي ما يشار له بالبنان , وهم منتمون للاردن بلا منة أو شرط وولاؤهم وبيعتهم للعرش الهاشمي عَقَدية ومبدأيه وبدون مقابل, لا يجددون البيعة  بمنصب او عطية او منحة  ولا يحلونها  بترك المنصب او الاقالة او التقاعد , كما نرى البعض الذي يعلن الحرب على الوطن والحكومة والعرش بمجرد احالته على التقاعد ,او تجاوزه بمنصب فيقيم الدنيا ولا يقعدها , ويعلن كفره بالوطن والقائمين عليه,  فمنهم من يفتعل الازمات ويقيم التجمعات بين عشيرته او جهويته ويعتصم هنا وهناك ويقطع الشارع في مناطق حساسة ويعقد المؤتمرات الصحفية و يندب حظه ومستقبله ، اوقد يحمل حقائبه ليرحل شاتما لاعنا وكافرا بابسط القيم الوطنية والاجتماعية ومنسلخا عن كل ما يسمى اردن ويبدأ بالتحريض على  الحكومات والتشكيك بالمخلصين, ويحمل الجميع الجميل والمنة بانتماءه للوطن , والانكى ان هؤلاء يجدون معذرون ومبررون لأفعالهم ويتم ترضيتهم بمناصب ووظائف عليا.

 الى متى يبقى الصامت  والساكت مهضوم الحق ومغيب عن صنع القرار؟؟ فيما الفاجر والهادر صاحب الصوت العالي  يحظى بكل الغنائم والهبات والمناصب العليا ؟ اليس اجدر بصاحب القرار ان يلتفت لهؤلاء الصامتين قبل ان يفيض بهم وينفجر صمتهم ؟  لماذا نجاهر ونماحك بالتجاوزات والتسفيه لاصحاب المروءات والكفاءات والمؤهلات علنا ونقدم عليهم ممن تتلمذ على ايديهم والمتاخرين عنهم باميال ؟ الا يغيض ذلك القياديين والعلماء واصحاب الكفاءات ويؤخر مسيرة التقدم والنماء للوطن؟  لماذا نتعمد ان ننكأ الجرح ونرش الملح عليه نهارا جهارا, ونتعمد الإساءة والتجاوز والتسفيه للمؤهلين من ابناء البلد ونقتصر المناصب على البعض دون غيرهم ؟  ها نحن نلمح ونفصح فهل من مدكر؟

** عقيد متقاعد /عضو التجمع الوطني لضباط الشمال المتقاعدين.