روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

انهيار الوطن يبدأ بانهيار المواطن 
فن الصناعة الغربية في العبث بالعقول العربية تبدأ من منظومة قهر المواطن ثم تنتهي بانهيار وطن وبدأ هذا الإعداد والتجهيز لهذه الصناعة بعد أن عاصروا عصور القوة العربية والإسلامية وسطوتها وتمددها وكان اعتماد الغرب على منظومة إبداعية وخطة طويلة الأجل تحصد نتائجها أجيالهم القادمة (هذا لأنهم فكروا بأوطانهم ولم يفكروا في أنفسهم ومناصبهم عكس ما بدأته المنظومة العربية في إدارة شئونها من إهمال الأوطان وتلميع الحاكم وحاشيته وبطانته ونفاقه ) ولكي يتمكن الغرب من ذلك كان عليه الاقتراب من العقلية العربية ودراستها وتحليلها ومدى ايدولوجيته وثقافتها والتي كانت غالبا مغلقة على ايدولوجية أحادية الفكر وعدم دراسة من حولها من أيدلوجيات مخالفة مما دفع المنظومات العربية إلى عدم الاقتراب من الفكر الغربي ودراسته وتحليله فوضع الغرب كل طاقته لتحليل العقلية العربية والإسلامية ومواطن الهياج والضعف فيها وأماكن الاختراق والاقتراب منها فتمثلت خطته في محاور عدة وهى كالأتي 
الاحتلال المباشر للدول العربية والانخراط في ثقافتها وثرواتها ومرجعياتها ومنابع القوة فيها 
استقطاب وكلاء وأولياء وموالين لهم في الدول المحتلة يدينون لهم بالولاء مقابل الحماية والمساندة والتأييد 
الانسحاب الظاهر من الدولة المحتلة وترك ظهير لها هو اشد ولاء منها لقهر الشعوب وحب الذات 
التركيز على إهمال التعليم وتجريف العقول العربية من ثوابتها ومرجعياتها ومردودها الثقافي 
صناعة رموز وطنية وهمية ظاهر ولائها للشعب وباطن انتماءها للمحتل السابق 
يتبنى الغرب هذه الأنظمة طالما كانت مطيعة في تنفيذ ما أدرج لها من دور ومنها إفقار الشعوب وإحباطها والقضاء على طموحاتها وتفريغها من ثوابتها 
إحلال مرجعيات غير معتمدة وهشة وخاوية ( سواء كانت دينية أو علمانية أو ثقافية أو إعلامية ) 
إفراغ العقول من العمل الجماعي والوحدوي والإنتماءى إلى عقول تؤمن بالعمل الفردي والرموز الغائبة المنتظرة التي لن يكون النصر والعلو إلا من خلالها واعتناق فكرة القائد المخلص المنقذ والمبدع ( صلاح الدين الأيوبي، عمر بن الخطاب، جمال عبد الناصر ) ليتحول الشعب إلى قطيع تائه لا ينظمه ويهديه إلى مراعية إلا راعى يشيح بعصاه ويوجهه 
فتتوافر العوامل الثلاثة المخطط لها منذ عشرات السنيين ( الجهل المطبق على الشعوب ، الأنظمة القمعية المنصبة من قبل الغرب ، غياب المرجعية المعتمدة سواء ثقافية أو دينية )
ظهور اجتهادات فردية لصناعة زعامة وهمية مستغلين ما تعانيه الشعوب من تخلف ثقافي وقهر اجتماعي وضياع للثوابت الوطنية فتنشأ القوى الموازية للأنظمة والمعارضة لها وهى غالبا ما تكون اشد شراهة وشراسة لتحل محل الأنظمة التي تدعى أنها فاسدة وهى في حقيقة الأمر افسد منها وأكثر شرهة لحب السلطة وعينها على أسياد الأنظمة لإرضائها 
ظهور طبقة ليست بالقليلة لكلا الفريقين من منافقين ومنتفعين ( رجال دين وإعلاميين ومثقفين ونخب ) يكفر كل منهم الآخر ويشيطنه وينهى ولاءه الوطني والتشكيك في وطنيته ودينه وثقافته 
يبدأ الغرب بتلميع تلك الاجتهادات الفردية والزعامات الواعدة الواهية واستقبالها في المحافل الدولية كورقة ضغط على الأنظمة القائمة للإخلاص في ولاءها وزيادة العطاء والتنازلات وتسليم الأوطان كليا ( فكريا واقتصاديا ) للغرب 
يبدأ القطيع ( الشعب ) المهمش والتائه والضال في أوطانه في الانشقاق على غير هدى للهروب من قهر وفقر وتخلف تصبه عليه الأنظمة القائمة بعناية ودراسة وحنكة إلى معارضة مهلكة ومدمرة وقاتلة ( اعتقالات وقتل وإبادات وسبى واسر ) 
تنشأ القوى الموازية والمعارضة للأنظمة الاستبدادية بقوة لا يستهان بها بتأييد غربي مدروس وحذر تمولها وتساندها وتشجعها على خلع تلك الأنظمة التي انتهى دورها وأدت ما عليها وليس عندها جديد تعطيه وليس لديها الحماسة الكافية لإشباع رغبات المستعمر القديم 
فتتدخل القوى الغربية تحت شعار مناصرة الأقليات أو الشعوب أو لإيجاد حلول للوضع القائم من انشقاق فيظهر بصورة المخلص والمنقذ 
في حقيقة الأمر إنما هي تتدخل لتأجيج الصراع وإطالة أمدة وتفتيت الأوطان المفتتة أصلا لايجاد مناطق نزاع دائمة لا تموت فكرتها أو انتماءها (كالأقليات والعرقيات والو لاءات واللهجات واللغات والأجناس والانتماءات ) كل هذا لضمان الو لاءات ومداد الثروات والإبقاء على الكتلة المتخلفة وغير المثقفة في ربوع الأوطان 
أو أنها تمارس حرب الوكالات عن طرق إنشاء ظهير لها يقوم بدورها فتموله بالسلاح والأفكار والخطط دون أن تتدخل ( الحوثيين باليمن الحشد الشعبى بالعراق النصرة بالشام حفتر والثوار بليبيا ) النظام والإخوان بمصر طالبان والحكومة بأفغانستان شيعة وسنة أكراد وعرب وترك )
كل ما سبق وغيرة ليس المقصود منه أن هناك كفاءة في نظام أو خلل في نظام آخر ولكن المقصود منه هو ضياع المواطن العربي وضياع هويته وانتماءه وإنسانيته وتحويله إلى هيكل بشرى أو كائن يلهث وراء فقره وقهره ومرضه لان عافيته هي الخطر الحقيقي عليهم وليست الأنظمة التي نصبوها أو سينصبونها إحلالا للأنظمة السابقة ولان الضريبة لا بد أن يدفعها من فكر فى إعادة عزته وأمجاده وكرامته وإنسانيته وهو المواطن العادي فكان لا بد ان يدفعها من تدمير وتهجير وقهر واستعباد من بني جلده ليرتمي في أحضان الغرب ويواليه فيبدأ انهيار الوطن من انهيار المواطن لصناعة كيانات موازية أخرى وخراب يحل بأوطان العرب بأيدي عربية بامتياز ورحلة تخلف وفقر ومرض يقضيها المواطن العربي في حياته باحثا عن ذاته فلا يجدها حتى يموت فيدفن او يموت حيا بفقره ومرضه وضياع هويته

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 228 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2016 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

144,786

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن