جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الشرق الأوسط ومعظم البلدان الإسلامية هي الآن تمر بما يسمى بمحن التاريخ لا تسمع عن القتل والسجن إلا في أراضيها ولا تسمع عن الجوع والفقر إلا في ربوعها لا تسمع عن التقسيم ومشروعات شرخ الوطن إلا على ترابها الربيع العربي هو الآن لا يصلح إلا لعنوان رواية أو قصة يرتع فيها الخيال تلك الفكرة التي جاءت تناهض ثقافة مئات السنين هؤلاء النفر والذين تربوا على مسميات حوت ثقافة الفرد من أمير وسلطان ورئيس حتى الممات أو القتل وتلك القلة التي تجرجر الوطن إلى مهلكه دون وعى إلا قليل فصناعة التاريخ عندنا تعنى قائد ملهم لا نظام مسير وتاريخك مرهون بسياسة وليك أو قائدك هي ذرية تتوارث الحكم تجمعها صلة هي أقوى من صلة الرحم وهى صلة المصالح والأطماع وحينما هب ما يسمى بالربيع العربي تأججت الأزمات وتحرك الطين العفن يدفن كل الورود المتفتحة وتأتى الفوضى ليست نتيجة لثورة ولكن نتيجة لعدم رغبة في تغيير ما يرغب البعض في تغييره وتكريس قداسة الفرد المنقذ ومن حوله نخبه وكوادره فوضى ذات رغبة عارمة في دفن كل تغيير وعقاب جماعي لكل من صرخ بالميادين انه الحلم بعدم اكتمال الحلم والكرامة في عدم تمكين الضعفاء من الكرامة والقهر لكل من تملل من القيود والخضوع والخنوع كتل ظهرت تزرع ثمارا ليست في مواسمها وتحرث أرضا مغمورة بالوحل وحل من هو قائم من قبل إن تحريك العفن الذي تعودت عليه أنوف الضعفاء لا يحق تنحيه أو زحزحته والعاطفة والولاء لقطار الفحم في زمن البنزين لا يجب تكهينه فمن الممكن تكهين الرأس بدون المساس بالعربات فوض صنعت خصيصا استهوت العطشى للحكم اكبر مما استهوت صناعها هي فوضى محكمه تتوه فيها العقول وأزمات تستهوى المكرهين عل التغير فوضى بإرادة قوية ومحكمه فوضى تستهوى أولى الأمر لاستدراج البلاد إلى الخلف إن الإسلام بتعاليمه وأوامره ونصوصه التي أبهرت العالم في تقنيات ألفاظه وأحداثه والتي أخذها الغرب ليغرق بها شعبه رفاهية وحرية حرم منها منبتها وحاضنها ومتبنيها إن ما يفعله الغرب هو الإسلام وان ما يفعله الشرق هو المسلمين حينما هب الشباب لتغيير أيقونة الفكر السياسي العربي وكاد إن ينجح صفق المعارضين وقصوا لهم ولكن هذا الشراك كان خلفه عقول تدبر وتاريخ سياسي مخضرم ليدير دفة الحراك إلى الخلف إن ثورات وقتيه وحراك وقتي تشبع جزء من حرمان الكتل التي عانت الاضطهاد مع الحفاظ على قداسة الموروث القهري هي صناعة الأزمة لتمرير عبادة الأصنام مع تغيير بسيط وهو إطلاق عليها اسم الله هي نفس الطقوس ونفس النوايا ونفس الولاء ولكن دون السجود تحت الصنم ولا زلنا نكرر أن الإخوان هم من ساهم في تحريك القوافل إلى الاتجاه المعاكس وبقية الأحزاب راحت تتكالب على ما تبقى من عفن التركة فباعت كل شئ وضيعت كل شئ حتى مبادئها وصار الدين تجار ومعارض والفتاوى عرض وطلب وشيوخ تشابكت مفاهيم عقيدتهم مع مفاهيم مصالحهم فخرجت الفتاوى كاركاتيريه تغيب من فرط الضحك عليها إذن لم تستقر الأزمة بعد ولم يندمل الجرح بعد فغاب الوطن تحت وطأة الأزمات وعانى الوطن عقاب ثوراته فتعم الفوضى حتى يرجع كل من كفر بالنظام وكل من تمرد على نعمة الولاء إننا حتى الآن لم نفق مما حدث وأحدثه الشباب من تغير ولم نحسن استثماره لأننا لم نعانى من صناعته أو التهيؤ له أو تقبله فالثورة إذن حدثت خارج حدود الوطن والثوار خارج حدود الطاعة والفوضى هي نتاج طبيعي لتحلل أركان الدولة التي هي الآن آيلة للسقوط بسبب تمرد أبنائها هذا ما يروجه صناع الفوضى والرافضين للثورة إننا الآن أمام حالة فريدة من نوعها فمصر هي الدولة الوحيدة في العالم والاستثنائية التي تحاكم رئيسين في وقت واحد وتعتقل رئيسين في آن واحد إننا أمام حالة من الالتباس فيمن يدير شئون البلاد والشعب كله يقاضى كله المؤيد والمعارض مرشح للمحاكمة وأزمات تدور رحاها في وطن لا نعلم حتى الآن قطعية مدبريها ودماء لا زالت تتدحرج لا نعلم مرتكبيها هذا لأننا حتى الآن لا توجد مؤسسات نحتكم إليها ولا هياكل مثبته بإرادة شعبيه تزيح الرعب المتجول في شوارع الوطن هي إذن لم تكتمل ولادة الثورة بعد ولم يقطع (مشيمة جنينها ) ليملأ صراخه ربوع البلاد فتهدأ الأرواح الهائمة فوضى صناعة محلية بإتقان روتها مصالح خارجية بمهارة تزيد وتشتعل حتى يرتوي مرتكبوها من دماء الذين ثاروا
كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين