جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كتاب الاغانى للاصفهانى
وضاح لقب غلب عليه لجماله وبهائه ، واسمه عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال بن داذ بن أبي جمد ، ثم يختلف في تحقيق نسبه ، فيقول قوم إنه من أولاد الفرس الذين قدموا اليمن مع وهرز لنصرة سيف بن ذي يزن على الحبشة. ويزعم آخرون أنه من آل خولان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجج وهو حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب وهو المرعف بن قحطان فممن ذكر أنه من حمير خالد بن كلثوم ، قَالَ : كان وضاح اليمن من أجمل العرب وكان أبوه إسماعيل بن داذ بن أبي جمد من آل خولان بن عمرو بن معاوية الحميري فمات أبوه وهو طفل ، فانتقلت أمه إلى أهلها ، وانقضت عدتها فتزوجت رجلا من أهلها من أولاد الفرس ، وشب وضاح في حجر زوج أمه ، فجاء عمه وجدته أم أبيه ومعهم جماعة من أهل بيته من حمير ثم من آل ذي قيفان ثم من آل ذي جدن يطلبونه ، فادعى زوج أمه أنه ولده. فحاكموه فيه وأقاموا البينة أنه ولد على فراش إسماعيل بن عبد كلال أبيه ، فحكم به الحاكم لهم ، وقد كان اجتمع الحميريون والأبناء في أمره وحضر معهم. فلما حكم به الحاكم للحميريين ، مسح يده على رأسه وأعجبه جماله وقال له : اذهب فأنت وضاح اليمن ، لا من أتباع ذي يزن يعني الفرس الذين قدم بهم ابن ذي يزن لنصرته فعلقت به هذه الكلمة منذ يومئذ ، فلقب وضاح اليمن. قَالَ خالد : وكانت أم داذ بن أبي جمد جدة وضاح كندية ، فذلك حيث يقول في بنات عمه : إن قلبي معلق بنساء واضحات الخدود لسن بهجن من بنات الكريم داذ وفي كندة ينسبن من أباة اللعن وقال أيضا يفتخر بجده أبي جمد : بنى لي إسماعيل مجدا مؤثلا وعبد كلال بعده وأبو جمد أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن الحسن بن دريد ، قَالَ : حَدَّثَنِي عمي ، عن العباس بن هشام ، عن أبيه ، قَالَ : كان وضاح اليمن والمقنع الكندي وأبو زبيد الطائي يردون مواسم العرب مقنعين يسترون وجوههم خوفا من العين وحذرا على أنفسهم من النساء لجمالهم. قَالَ خالد بن كلثوم : فحدثت بهذا الحديث مرة وأبو عبيدة معمر بن المثنى حاضر ذلك ، وكان يزعم أن وضاحا من الأبناء ، فقال أبو عبيدة : داذ اسم فارسي. فقلت له : عبد كلال اسم يمان ، وأبو جمد كنية يمانية ، والعجم لا تكتني ، وفي اليمن جماعة قد تسموا بأبرهة ، وهو اسم حبشي ، فينبغي أن تنسبهم إلى الحبشة. وأي شيء يكون إذا سمي عربي بإسم فارسي وليس كل من كني أبا بكر هو الصديق ، ولا من سمي عمرا هو الفاروق ، وإنما الأسماء علامات ودلالات لا توجب نسبا ولا تدفعه. قَالَ : فوجم أبو عبيدة وأفحم فما أجاب. # وممن زعم أنه من أبناء الفرس ابن الكلبي ومُحَمَّد بن زياد الكلابي. وقال خالد بن كلثوم : إن أم إسماعيل أبي الوضاح بنت ذي جدن ، وأم أبيه بنت فرعان ذي الدروع الكندي من بني الحارث بن عمرو. وكان وضاح يهوى امرأة من أهل اليمن يقال لها روضة. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان ، قَالَ : ذكر هشام بن الكلبي أنها روضة بنت عمرو ، من ولد فرعان ذي الدروع الكندي #. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خلف وكيع ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعيد الكراني ، قَالَ : حَدَّثَنَا العمري ، عن الهيثم بن عدي ، عن عبد الله بن عياش أن وضاحا هوي امرأة من بنات الفرس يقال لها روضة ، فذهبت به كل مذهب وخطبها فامتنع قومها من تزويجه إياها ، وعاتبه أهله وعشيرته. فقال في ذلك :7 2 يأيها القلب بعض ما تجد قد يعشق المرء ثم يتئد قد يكتم المرء حبه حقبا وهو عميد وقلبه كمد ماذا تريدين من فتى غزل قد شفه السقم فيك والسهد يهددوني كيما أخافهم هيهات أنى يهدد الأسد # الغناء لابن محرز خفيف رمل بالوسطى عن عمرو . وفيها لحن لابن عباد ، من كتاب إبراهيم غير مجنس. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان ، قَالَ : حَدَّثَنِي سالم بن زيد ، قَالَ : أَخْبَرَنِي التوزي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأصمعي ، عن الخليل بن أحمد ، قَالَ : كان وضاح يهوى امرأة من كندة يقال لها روضة ، فلما اشتهر أمره معها خطبها فلم يزوجها ، وزوجت غيره ، فمكثت مدة طويلة ، ثم أتاه رجل من بلدها فأسر إليه شيئا فبكى ، فقال له أصحابه : مالك تبكي ؟ وما خبرك ؟ أَخْبَرَنِي هذا أن روضة قد جذمت ، وأنه رآها قد ألقيت مع المجذومين ولم نجد لهما خبرا يرويه أهل العلم إلا لمعا يسيرة وأشياء تدل على ذلك من شعره ، فأما خبر متصل فلم أجده إلا في كتاب مصنوع غث الحديث والشعر لا يذكر مثله وأصابها الجذام بعد ذلك ، فانقطع ما بينهما. ثم شبب بأم البنين بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الوليد بن عبد الملك ، فقتله الوليد لذلك. وأخبارهما تذكر في موضعها بعقب هذه الحكاية. # أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الخفاف ، قَالَ : حَدَّثَنَا أحمد بن زهير بن حرب ، قَالَ : حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله ، قَالَ : كان وضاح اليمن يهوى امرأة يقال لها روضة ويشبب بها في شعره ، وهي امرأة من أهل اليمن. وفيها يقول صوت : يا روضة الوضاح قد عنيت وضاح اليمن فاسقي خليلك من شراب لم يكدره الدرن الريح ريح سفرجل والطعم طعم سلاف دن إني تهيجني إليك حمامتان على فنن # قَالَ مصعب فحَدَّثَنِي بعض أهل العلم ممن كان يعرف خبر وضاح مع روضة من أهل اليمن أن وضاحا كان في سفر مع أصحابه. فبينا هو يسير إذ استوقفهم وعدل عنهم ساعة ، ثم عاد إليهم وهو يبكي. فسألوه عن حاله ، فقال : عدلت إلى روضة ، وكانت قد جذمت فجعلت مع المجذومين ، وأخرجت من بلدها ، فأصلحت من شأنها وأعطيتها صدرا من نفقتي ، وجعل يبكي غما بها الغناء في الأبيات المذكورة في هذا الخبر ينسب مع تمام الأبيات ، فإن في جميعها غناء. ومما قاله وضاح في روضة المذكورة وفيه غناء ، وأنشدنا حرمي عن الزبير عن عمه :7د 3 أيا روضة الوضاح يا خير روضة لأهلك لو جادوا علينا بمنزل رهينك وضاح ذهبت بعقله فإن شئت فاحييه وإن شئت فاقتلي وتوقد حينا باليلنجوج نارها وتوقد أحيانا بمسك ومندل والأبيات الأول النونية فيها زيادة على ما رواه مصعب ، وفي سائرها غناء وتمامها بعد قوله : إني تهيجني إليك حمامتان على فنن الزوج يدعو إلفه فتطاعما حب السكن لا خير في نث الحديث ولا الجليس إذا فطن فاعصي الوشاة فإنما قول الوشاة هو الغبن إن الوشاة إذا أتوك تنصحوا ونهوك عن دست حبيبة موهنا إني وعيشك يا سكن أبلغت عنك تبدلا وأتى بذلك مؤتمن وظننت أنك قد فعلت فكدت من حزن أجن ذرفت دموعي ثم قلت بمن يبادلني بمن اسكت فلست مصدقا ما كان يفعل ذا أظن إني وجدك لو رأيت خليلنا ذاك الحسن يجفوه ثم يحبنا والله مت من الحزن أخبره إما جئته أن الفؤاد به يجن أبغضت فيه أحبتي وقليت أهلي والوطن أتركتني حتى إذا علقت أبيض كالشطن أنشأت تطلب وصلنا في الصيف ضيعت اللبن هكذا قَالَ ، وغيره يرويه في الصيف ضيحت اللبن أي مذقته قَالَ : لو قيل يا وضاح قم فاختر لنفسك أو تمن لم أعد روضة والذي ساق الحجيج له البدن الغناء في الأول من القصيدة وهو يا روضة الوضاح ينسب إن شاء الله وله في روضة هذه أشعار كثيرة في أكثرها صنعة ، وبعضها لم يقع إلي أنه صنع فيه فمن قوله فيها : 4 يا روض جيرانكم الباكر فالقلب لا لاه ولا صابر قالت ألا لا تلجن دارنا إن أبانا رجل غائر قلت فإني طالب غرة منه وسيفي صارم باتر قالت فإن القصر من دوننا قلت فإني فوقه ظاهر قالت فإن البحر من دوننا قلت فإني سابح ماهر قالت فحولي إخوة سبعة قلت فإني غالب قاهر قالت فليث رابض بيننا قلت فإني أسد عاقر قالت فإن الله من فوقنا قلت فربي راحم غافر قالت لقد أعييتنا حجة فأت إذا ما هجع السامر فاسقط علينا كسقوط الندى ليلة لا ناه ولا زاجر # الغناء في هذه الأبيات هزج يمني ، وذكر يحيى المكي أنه له .7 5 731 وقال في روضة وهو بالشام : أبت بالشام نفسي أن تطيبا تذكرت المنازل والحبيبا تذكرت المنازل من شعوب وحيا أصبحوا قطعوا شعوبا سبوا قلبي فحل بحيث حلوا ويعظم إن دعوا ألا يجيبا ألا ليت الرياح لنا رسول إليكم إن شمالا أو جنوبا فتأتيكم بما قلنا سريعا ويبلغنا الذي قلتم قريبا ألا يا روض قد عذبت قلبي فأصبح من تذكركم كئيبا ورققني هواك وكنت جلدا وأبدى في مفارقي المشيبا أما ينسيك روضة شحط دار ولا قرب إذا كانت قريبا ومما قَالَ فيها أيضا : طرب الفؤاد لطيف روضة غاشي والقوم بين أباطح وعشاش أنى اهتديت ودون أرضك سبسب قفر وحزن في دجى ورشاش قالت تكاليف المحب كلفتها إن المحب إذا أخيف لماشي أدعوك روضة رحب واسمك غيره شفقا وأخشى أن يشي بك واشي قالت فزرنا قلت كيف أزوركم وأنا امرؤ لخروج سرك خاشي قالت فكن لعمومتي سلما معا والطف لإخوتي الذين تماشي فتزورنا معهم زيارة آمن والسر يا وضاح ليس بفاشي ولقيتها تمشي بأبطح مرة بخلاخل وبحلة أكباش فظللت معمودا وبت مسهدا ودموع عيني في الرداء غواشي يا روض حبك سل جسمي وانتحى في العظم حتى قد بلغت مشاشي ومما قَالَ فيها أيضا : طرق الخيال فمرحبا سهلا بخيال من أهدى لنا الوصلا وسرى إلي ودون منزله خمس دوائم تعمل الإبلا يا حبذا من زار معتسفا حزن البلاد إلي والسهلا حتى ألم بنا فبت به أغنى الخلائق كلهم شملا يا حبذا هي قدك حسبك قد والله ما أبقيت لي عقلا والله ما لي عنك منصرف إلا إليك فأجملي الفعلا أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن خلف بن المرزبان ، قَالَ : حَدَّثَنَا القاسم بن الحسن المروزي ، قَالَ : حَدَّثَنَا العمري عن لقيط والهيثم بن عدي أن أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان استأذنت الوليد بن عبد الملك في الحج فأذن لها ، وهو يومئذ خليفة وهي زوجته .7 6 732 فقدمت مكة ومعها من الجواري ما لم ير مثله حسنا وكتب الوليد يتوعد الشعراء جميعا إن ذكرها أحد منهم أو ذكر أحدا ممن تبعها وقدمت ، فتراءت للناس ، وتصدى لها أهل الغزل والشعر ، ووقعت عينها على وضاح اليمن فهويته. # فحَدَّثَنَا الحرمي بن أبي العلاء ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزبير ابن بكار ، قَالَ : حَدَّثَنِي إبراهيم بن مُحَمَّد بن عبد العزيز الزهري ، عن مُحَمَّد بن جعفر مولى أبي هريرة ، عن أبيه عن بديح ، قَالَ : قدمت أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان وهي عند الوليد بن عبد الملك حاجة ، والوليد يومئذ خليفة. فبعثت إلى كثير وإلى وضاح اليمن أن انسبا بي فأما وضاح اليمن فإنه ذكرها وصرح بالنسيب بها ، فوجد الوليد عليه السبيل فقتله وأما كثير فعدل عن ذكرها ونسب بجاريتها غاضرة ، فقال :7 7 شجا أظعان غاضرة الغوادي بغير مشورة عرضا فؤادي لو شهدت غداة بنتم حنو العائدات على وسادي أويت لعاشق لم تشكميه بواقدة تلذع كالزناد الغناء في هذه الأبيات لابن محرز ثقيل أول بالوسطى عن الهشامي وحبش. قَالَ بديح : فكنت لما حجت أم البنين لا تشاء أن ترى وجها حسنا إلا رأيته معها فقلت لعبيد الله بن قيس الرقيات : بمن تشبب من هذا القطين ؟ لي : وما تصنع بالسر إذا لم تك مجنونا إذا عالجت ثقل الحب عالجت الأمرينا وقد بحت بأمر كان في قلبي مكنونا وقد هجت بما حاولت أمرا كان مدفونا قَالَ : ثم خلا بي فقال لي : اكتم علي ، فإنك موضع للأمانة ، وأنشدني : 8 أصحوت عن أم البنين وذكرها وعنائها وهجرتها هجر امرئ لم يقل صفو صفائها قرشية كالشمس أش رق نورها ببهائها زادت على البيض الحسان بحسنها ونقائها لما اسبكرت للشباب وقنعت بردائها لم تلتفت للداتها ومضت على غلوائها لولا هوى أم البنين وحاجتي للقائها قد قربت لي بغلة محبوسة لنجائها قَالَ بديح فلما قتل الوليد وضاح اليمن حجت بعد ذلك أم البنين محتجبة لا تكلم أحدا ، وشخصت كذلك ، فلقيني ابن قيس الرقيات ، فقال : يا بديح ، 9 بان الحبيب الذي به تثق واشتد دون الحبيبة القلق يا من لصفراء في مفاصلها لين وفي بعض بطشها خرق وهي قصيدة قد ذكرت مع أخبار ابن قيس الرقيات. الغناء في الأبيات الأول التي أولها : أصحوت عن أم البنين ينسب في موضع آخر إن شاء الله. أَخْبَرَنِي الحرمي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزبير ، قَالَ : حَدَّثَنِي عمر بن أبي بكر المؤملي ، عن عبد الله بن أبي عبيدة ، قَالَ : حَدَّثَنِي كثير ، قَالَ : حججت مع أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان ، وهي زوجة الوليد بن عبد الملك ، فأرسلت إلي وإلى وضاح اليمن أن انسبا بي ، فهبت ذلك ونسبت بجاريتها غاضرة ، فقلت : شجا أظعان غاضرة الغوادي بغير مشورة عرضا فؤادي أغاضر لو شهدت غداة بنتم حنو العائدات على وسادي أويت لعاشق لم تشكميه بواقدة تلذع كالزناد وأما وضاح فنسب بها فبلغ ذلك الوليد فطلبه فقتله #. أَخْبَرَنِي عمي ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعد الكراني ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبو عمر العمري ، عن العتبي ، قَالَ : مدح وضاح اليمن الوليد بن عبد الملك ، وهو يومئذ خليفة ، ووعدته أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أن ترفده عنده وتقوي أمره فقدم عليه وضاح وأنشده قوله فيه :7 10 صبا قلبي ومال إليك ميلا وأرقني خيالك يا أثيلا يمانية تلم بنا فتبدي دقيق محاسن وتكن غيلا دعينا ما أممت بنات نعش من الطيف الذي ينتاب ليلا ولكن إن أردت فصبحينا إذا أمت ركائبنا سهيلا فإنك لو رأيت الخيل تعدو سراعا يتخذن النقع ذيلا إذا لرأيت فوق الخيل أسدا تفيد مغانما وتفيت نيلا إذا سار الوليد بنا وسرنا إلي خيل نلف بهن خيلا وندخل بالسرور ديار قوم ونعقب آخرين أذى وويلا فأحسن الوليد رفده ، وأجزل صلته ، ومدحه بعدة قصائد. ثم نمي إليه أنه شبب بأم البنين ، فجفاه وأمر بأن يحجب عنه ودبر في قتله ومدحه وضاح بقوله أيضا : ما بال عينك لا تنام كأنما طلب الطبيب بها قذى فأضله بل ما لقلبك لا يزال كأنه نشوان أنهله النديم وعله ما كنت أحسب أن أبيت ببلدة وأخي بأخرى لا أحل محله كنا لعمرك ناعمين بغبطة مع ما نحب مبيته ومظله فأرى الذي كنا وكان بغرة نلهو بغرته ونهوى دله كالطيف وافق ذا هوى فلها به حتى إذا ذهب الرقاد أضله قل للذي شعف البلاء فؤاده لا تهلكن أخا فرب أخ له والق ابن مروان الذي قد هزه عرق المكارم والندى فأقله واشك الذي لاقيته من دونه وانشر إليه داء قلبك كله فعلى ابن مروان السلام من امرئ أمسى يذوق من الرقاد أقله شوقا إليك فما تنالك حاله وإذا يحل الباب لم يؤذن له فإليك أعملت المطايا ضمرا وقطعت أرواح الشتاء وظله ولياليا لو أن حاضر بثها طرف القضيب أصابه لأشله # فلم يزل مجفوا حتى وجد الوليد له غرة ، فبعث إليه من اختلسه ليلا فجاءه به ، فقتله ودفنه في داره ، فلم يوقف له على خبر. وقال خالد بن كلثوم في خبره : كان وضاح قد شبب بأم البنين بنت عبد العزيز بن مروان امرأة الوليد بن عبد الملك ، وهي أم ابنة عبد العزيز بن الوليد ، والشرف فيهم فبلغ الوليد تشببه بها ، فأمر بطلبه فأتى به ، فأمر بقتله .7 أسفل النموذج 11 735 فقال له ابنه عبد العزيز : لا تفعل يا أمير المؤمنين فتحقق قوله ، ولكن افعل به كما فعل معاوية بأبي دهبل ، فإنه لما شبب بابنته شكاه يزيد وسأله أن يقتله ، فقال : إذا تحقق قوله ، ولكن تبره وتحسن إليه فيستحي ويكف ويكذب نفسه فلم يقبل منه ، وجعله في صندوق ودفنه حيا. فوقع بين رجل من زنادقة الشعوبية وبين رجل من ولد الوليد فخار خرجا فيه إلى أن أغلظا المسابة ، وذلك في دولة بني العباس ، فوضع الشعوبي عليهم كتابا زعم فيه أن أم البنين عشقت وضاحا ، فكانت تدخله صندوقا عندها. فوقف على ذلك خادم الوليد فأنهاه إليه وأراه الصندوق ، فأخذه ووضاح فيه فدفنه. هكذا ذكر خالد بن كلثوم والزبير بن بكار جميعا. وأَخْبَرَنِي علي بن سليمان الأخفش في كتاب المغتالين ، قَالَ : حَدَّثَنَا أبو سعيد السكري ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حبيب ، عن ابن الكلبي ، قَالَ : عشقت أم البنين وضاحا ، فكانت ترسل إليه فيدخل إليها ويقيم عندها ، فإذا خافت وارته في صندوق وأقفلت عليه ، فأهدي للوليد جوهر له قيمة فأعجبه واستحسنه فدعا خادما له فبعث به معه إلى أم البنين ، وقال : قل لها : إن هذا الجوهر أعجبني فآثرتك به. فدخل الخادم عليها مفاجأة ووضاح عندها ، فأدخلته الصندوق وهو يرى ، فأدى إليها رسالة الوليد ودفع إليها الجوهر ، ثم قَالَ : يا مولاتي ، هبيني منه حجرا ، فقالت لا يابن اللخناء ولا كرامة. فرجع إلى الوليد فأخبره ، فقال : كذبت يابن اللخناء وأمر به فوجئت عنقه ، ثم لبس نعليه ودخل على أم البنين وهي جالسة في ذلك البيت تمتشط ، وقد وصف له الخادم الصندوق الذي أدخلته فيه ، فجلس عليه ثم قَالَ لها : يا أم البنين ، ما أحب إليك هذا البيت من بين بيوتك فلم تختارينه ؟ فقالت : أجلس فيه وأختاره لأنه يجمع حوائجي كلها فأتناولها منه كما أريد من قرب فقال لها : هبي لي صندوقا من هذه الصناديق ، قالت : كلها لك يا أمير المؤمنين ، قَالَ : ما أريدها كلها وإنما أريد واحدا منها ، فقالت له : خذ أيها شئت ، قَالَ : هذا الذي جلست عليه ، قالت : خذ غيره فإن لي فيه أشياء أحتاج إليها ، قَالَ : ما أريد غيره ، قالت : خذه يا أمير المؤمنين. فدعا بالخدم وأمرهم بحمله ، فحمله حتى انتهى به إلى مجلسه فوضعه فيه. ثم دعا عبيدا له فأمرهم فحفروا بئرا في المجلس عميقة ، فنحى البساط وحفرت إلى الماء. ثم دعا بالصندوق فقال : يا هذا إنه بلغنا شيء إن كان حقا فقد كفناك ودفناك ودفنا ذكرك وقطعنا أثرك إلى آخر الدهر ، وإن كان باطلا فإنا دفنا الخشب ، وما أهون ذلك ثم قذف به في البئر وعليه عليه التراب وسويت الأرض ورد البساط إلى حاله وجلس الوليد عليه .7 12 736 ثم ما رئي بعد ذلك اليوم لوضاح أثر في الدنيا إلى هذا اليوم. قَالَ : وما رأت أم البنين لذلك أثرا في وجه الوليد حتى فرق الموت بينهما. # أَخْبَرَنِي الحسن بن علي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أحمد بن زهير ، قَالَ : حَدَّثَنِي مصعب بن عبد الله ، قَالَ : مرضت أم البنين ووضاح مقيم بدمشق ، وكان نازلا عليها ، فقال في علتها :7 13 حتام نكتم حزننا حتاما وعلام نستبقي الدموع علاما إن الذي بي قد تفاقم واغتلى ونما وزاد وأورث الأسقاما قد أصبحت أم البنين مريضة نخشى ونشفق أن يكون حماما يا رب أمتعني بطول بقائها واجبر بها الأرمال والأيتاما واجبر بها الرجل الغريب بأرضها قد فارق الأخوال والأعماما كم راغبين وراهبين وبؤس عصموا بقرب جنابها إعصاما بجناب ظاهرة الثنا محمودة لا يستطاع كلامها إعظاما # الغناء في الأول والثاني والثالث والرابع والخامس لحكم الوادي خفيف رمل بالوسطى ، عن الهشامي وعبد الله بن موسى. ومما وجد في روايتي هارون بن الزيات وابن المكي في الرابع ثم الخامس ثم الأول والثاني لعمر الوادي خفيف رمل من رواية الهشامي. أَخْبَرَنِي الحسن بن علي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أحمد بن زهير ، قَالَ : حَدَّثَنَا مصعب ، قَالَ : بلغ الوليد بن عبد الملك تشبب وضاح بأم البنين فهم بقتله. فسأله عبد العزيز ابنه فيه ، وقال له : إن قتلته فضحتني وحققت ق ، وله وتوهم الناس أن بينه وبين أمي ريبة. فأمسك عنه على غيظ وحنق ، حتى بلغ الوليد أنه قد تعدى أم البنين إلى أخته فاطمة بنت عبد الملك ، وكانت زوجة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه ، وقال فيها : بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخليفة والخليفة بعلها فرحت قوابلها بها وتباشرت وكذاك كانوا في المسرة أهلها فأحنق واشتد غيظه وقال : أما لهذا الكلب مزدجر عن ذكر نسائنا وأخواتنا ، ولا له عنا مذهب ، ثم دعا به فأحضر ، وأمر ببئر فحفرت ودفنه فيها حيا. # أَخْبَرَنِي الحرمي بن أبي العلاء ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزبير بن بكار ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عبد العزيز ، عن يوسف بن الماجشون ، قَالَ : أنشدت مُحَمَّد بن المنكدر قول وضاح : فما نولت حتى تضرعت عندها وأعلمتها ما رخص الله في اللمم قَالَ : فضحك وقال : إن كان وضاح إلا مفتيا لنفسه ، وتمام هذه الأبيات : ترجل وضاح وأسبل بعدما تكهل حينا في الكهول وما احتلم وعلق بيضاء العوارض طفلة مخضبة الأطراف طيبة النسم إذا قلت يوما نوليني تبسمت وقالت معاذ الله من فعل ما حرم فما نولت حتى تضرعت عندها وأعلمتها ما رخص الله في اللمم # أَخْبَرَنِي عمي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الكراني ، قَالَ : حَدَّثَنَا العمري ، عن العتبي في خبره الأول المذكور من أخبار وضاح مع أم البنين قَالَ : كان وضاح مقيما عند أم البنين ، فورد عليه نعي أخيه وأبيه ، فقال يرثيهما : أراعك طائر بعد الخفوق بفاجعة مشنعة الطروق نعم ولها على رجل عميد أظل كأنني شرق بريقي كأني إذ علمت بها هدوا هوت بي عاصف من رأس نيق أعل بزفرة من بعد أخرى لها في القلب حر كالحريق وتردف عبرة تهتان أخرى كفائض غرب نضاح فتيق كأني إذ أكفكف دمع عيني وأنهاها أقول لها هريقي ألا تلك الحوادث غبت عنها بأرض الشام كالفرد الغريق فما أنفك أنظر في كتاب تداري النفس عنه هوى زهوق يخبر عن وفاة أخ كريم بعيد الغور نفاع طليق وقرم يعرض الخصمان عنه كما حاد البكار عن الفنيق كريم يملأ الشيزى ويقري إذا ما قل إيماض البروق وأعظم ما رميت به فجوعا كتاب جاء من فخ عميق يخبر عن وفاة أخ فصبرا تنجز وعد منان صدوق سأصبر للقضاء فكل حي سيلقى سكرة الموت المذوق فما الدنيا بقائمة وفيها من الأحياء ذو عين رموق وللأحياء أيام تقضى يلف ختامها سوقا بسوق فأغناهم كأعدمهم إذا ما تقضت مدة العيش الرقيق كذلك يبعثون وهم فرادى ليوم فيه توفية الحقوق أبعد همام قومك ذي الأيادي أبى الوضاح رتاق الفتوق وبعد عبيدة المحمود فيهم وبعد سماعة العود العتيق وبعد ابن المفضل وابن كاف هما أخواك في الزمن الأنيق تؤمل أن تعيش قرير عين وأنت أمام طلاب لحوق ودنياك التي أمسيت فيها مزايلة الشقيق عن الشقيق ومما قاله في مرثية أهله وذكر الموت وغنى فيه ، وإنما نذكر منها ما فيه غناء لأنها طويلة :7 14 مالك وضاح دائم الغزل ألست تخشى تقارب الأجل صل لذي العرش واتخذ قدما تنجيك يوم العثار والزلل يا موت ما إن تزال معترضا لأمل دون منتهى الأمل لو كان من فر منك منفلتا إذا لأسرعت رحلة الجمل لكن كفيك نال طولهما ما كل عنه نجائب الإبل تنال كفاك كل مسهلة وحوت بحر ومعقل الوعل لولا حذاري من الحتوف فقد أصبحت من خوفها على وجل لكنت للقلب في الهوى تبعا إن هواه ربائب الحجل حرمية تسكن الحجاز لها شيخ غيور يعتل بالعلل علق قلبي ربيب بيت ملوك ذات قرطين وعثة الكفل تفتر عن منطق تضن به يجري رضابا كذائب العسل # أَخْبَرَنِي الحسن بن علي ، قَالَ : حَدَّثَنَا هارون بن مُحَمَّد بن عبد الملك ، قَالَ : حَدَّثَنِي سليمان بن أبي أيوب ، عن مصعب ، قَالَ : قَالَ وضاح اليمن في حبابة جارية يزيد بن عبد الملك ، وشاهدها بالحجاز قبل أن يشتريها يزيد وتصير إليه ، وسمع غناءها فأعجب بها إعجابا شديدا : 15 يا من لقلب لا يطيع الزاجرين ولا يفيق تسلو قلوب ذوي الهوى وهو المكلف والمشوق تبلت حبابة قلبه بالدل والشكل الأنيق وبعين أحور يرتعي سقط الكثيب من العقيق مكحولة بالسحر تن شي نشوة الخمر العتيق هيفاء إن هي أقبلت لاحت كطالعة الشروق والردف مثل نقا تل بد فهو زحلوق زلوق في درة الأصداف مع تنقا بها ردع الخلوق داوي هواي وأطفئي ما في الفؤاد من الحريق وترفقي أملي فقد كلفتني مالا أطيق في القلب منك جوى المح ب وراحة الصب الشفيق هذا يقود برمتي قودا إليك وذا يسوق يا نفس قد كلفتني تعب الهوى منها فذوق إن كنت تائقة لح ر صبابة منها فتوق # ومما قاله في روضة وفيه عناء قوله : 16 يا لقومي لكثرة العذال ولطيف سرى مليح الدلال زائر في قصور صنعاء يسري كل أرض مخوفة وجبال والغناء لابن عباد عن الهشامي رمل ، وهذه الأبيات من قصيدة له في روضة طويلة جيدة يقول فيها : يقطع الحزن والمهامه والبيد ومن دونه ثمان ليالي عاتب في المنام أحبب بعتباه إلينا وقوله من مقال قلت أهلا ومرحبا عدد القط ر وسهلا بطيف هذا الخيال حبذا من إذا خلونا نجيا قَالَ : أهلي لك الفداء ومالي وهي الهم والمنى وهوى النفس إذا اعتل ذو هوى باعتلال قست ما كان قبلنا من هوى الناس فما قست حبها بمثال لم أجد حبها يشاكله الحب ولا وجدنا كوجد الرجال كل حب إذا استطال سيبلى وهوى روضة المنى غير بالي لم يزده تقادم العهد إلا جدة عندنا وحسن احتلال أيها العاذلون كيف عتابي بعد ما شاب مفرقي وقذالي كيف عذلي على التي هي مني بمكان اليمين أخت الشمال والذي أحرموا له وأحلوا بمنى صبح عاشرات الليالي ما ملكت الهوى ولا النفس مني منذ علقتها فكيف احتيالي إن نأت كان نأيها الموت صرفا أو دنت لي فثم يبدو خبالي يابنة المالكي يا بهجة النفس أفي حبكم يحل اقتتالي أي ذنب علي إن قلت إني لأحب الحجاز حب الزلال لأحب الحجاز من حب من فيه وأهوى حلاله من حلال ومما فيه غناء من شعر وضاح :7 17 أيها الناعب ماذا تقول فكلانا سائل ومسول لا كساك الله ما عشت ريشا وبخوف بت ثم تقيل ثم لا أنفقت في العش فرخا أبدا إلا عليك دليل حين تنبي أن هندا قريب يبلغ الحاجات منها الرسول ونأت هند فخبرت عنها أن عهد الود سوف يزول ومنها : 18 حي التي أقصى فؤادك حلت علمت بأنك عاشق فأدلت وإذا رأتك تقلقت أحشاؤها شوقا إليك فأكثرت وأقلت وإذا دخلت فأغلقت أبوابها عزم الغيور حجابها فاعتلت وإذا خرجت بكت عليك صبابة حتى تبل دموعها ما بلت إن كنت يا وضاح زرت فمرحبا رحبت عليك بلادنا وأظلت الغناء لابن سريج رمل بالوسطى عن عمرو . وفيها خفيف رمل بالوسطي يماني عن عمرو ليحيى المكي ثاني ثقيل بالوسطى من كتابه. ولابنه أحمد فيها هزج. وذكر حبش أن ليحيى فيها أيضا خفيف ثقيل. ومنها : 19 أتعرف أطلالا بميسرة اللوى إلى أرعب قد حالفتك به الصبا فأهلا وسهلا بالتي حل حبها فؤادي وحلت دار شحط من النوى الغناء فيه هزج يمني بالبنصر عن ابن المكي ، وهذه أبيات يقولها لأخيه سماعة ، وقد عتب عليه في بعض الأمور. وفيها يقول : أبادر درنوك الأمير وقربه لأذكر في أهل الكرامة والنهى وأتبع القصاص كل عشية رجاء ثواب الله في عدد الخطى وأمست بقصر يضرب الماء سوره وأصبحت في صنعاء ألتمس الندى فمن مبلغ عنى سماعة ناهيا فإن شئت فاقطعنا كما يقطع السلى وإن شئت وصل الرحم في غير حيلة فعلنا وقلنا للذي تشتهي بلى وإن شئت صرما للتفرق والنوى فبعدا أدام الله تفرقة النوى ومنها : صوت طرق الخيال فمرحبا ألفا بالشاغفات قلوبنا شغفا ولقد يقول لي الطبيب وما نبأته من شأننا حرفا إني لأحسب أن داءك ذا من ذي دمالج يخضب الكفا إني أنا الوضاح إن تصلي أحسن بك التشبيب والوصفا شطت فشف القلب ذكركها ودنت فما بذلت لنا عرفا ومنها :7 20 ويروى لبشار : يا مرحبا ألفا وألفا بالكاسرات إلي طرفا رجح الروادف كالظباء تعرضت حوا ووطفا أنكرن مركبي الحما ر وكن لا ينكرن طرفا وسألنني أين الشبا ب فقلت بان وكان حلفا أفنى شبابي فانقضى حلف النساء تبعن حلفا أعطيتهن مودتي فجزينني كذبا وخلفا وقصائد مثل الرقى أرسلتهن فكن شغفا أوجعن كل مغازل وعصفن بالغيران عصفا من كل لذات الفتى قد نلت نائلة وعرفا صدت الأوانس كالدمى وسقيتهن الخمر صرفا ومنها : وهذه القصيدة تجمع نسيبه بمن ذكر وفخره بأبيه وجده أبي جمد : 21 أغني على بيضاء تنكل عن برد وتمشي على هون كمشيه ذي الحرد وتلبس من بز العراق مناصفا وأبراد عصب من مهلهلة الجيد إذا قلت يوما نوليني تبسمت وقالت لعمر الله لو أنه اقتصد سموت إليها بعد ما نام بعلها وقد وسدته الكف في ليلة الصرد أشارت بطرف العين أهلا ومرحبا ستعطى الذي تهوى على رغم من حسد ألست ترى من حولنا من عدونا وكل غلام شامخ الأنف قد مرد فقلت لها إني امرؤ فاعلمنه إذا ما أخذت السيف لم أحفل العدد بنى لي إسماعيل مجدا مؤثلا وعبد كلال قبله وأبو جمد تطيف علينا قهوة في زجاجة تريك جبان القوم أمضى من الأسد ومنها : 22 يأيها القلب بعض ما تجد قد يعشق القلب ثم يتئد قد يكتم المرء حبه حقبا وهو عميد وقلبه كمد ماذا تراعون من فتى غزل قد تيمته خمصانة رؤد يهددوني كيما أخافهم هيهات أنى يهدد الأسد ومنها : 23 صدع البين والتفرق قلبي وتولت أم البنين بلبي ثوت النفس في الحمول لديها وتولى بالجسم مني صحبي ولقد قلت والمدامع تجري بدموع كأنها فيض غرب جزعا للفراق يوم تولت : حسبي الله ذو المعارج حسبي ومنها :7 24 يا أمة الواحد جودي فما إن تصرميني فبما أو لما جودي علينا اليوم أو بيني فيم قتلت الرجل المسلما إني وأيدي قلص ضمر وكل خرق ورد الموسما ما علق القلب كتعليقها واضعة كفا علت معصما ربة محراب إذا جئتها لم ألقها أو أرتقي سلما إخوتها أربعة كلهم ينفون عنها الفارس المعلما كيف أرجيها ومن دونها بواب سوء يعجل المشتما أسود هتاك لأعراض من مر على الأبواب أو سلما لا منة أعلم كانت لها عندي ولا تطلب فينا دما بل هي لما أن رأت عاشقا صبا رمته اليوم فيمن رمى لما ارتمينا ورأت أنها قد أثبتت في قلبه أسهما أعجبها ذاك فأبدت له سنتها البيضاء والمعصما قامت تراءى لي على قصرها بين جوار خرد كالدمى وتعقد المرط على جسرة مثل كثيب الرمل أو أعظما ومنها : 25 دعاك من شوقك الدواعي وأنت وضاح ذو اتباع دعتك ميالة لعوب أسيلة الخد باللماع دلالك الحلو والمشهي وليس سريك بالمضاع لا أمنع النفس عن هواها وكل شيء إلى انقطاع ومنها : 26 ألا يالقومي أطلقوا غل مرتهن ومنوا على مستشعر الهم والحزن تذكر سلمى وهي نازحة فحن وهل تنفع الذكرى إذا اغترب الوطن ألم ترها صفراء رؤدا شبابها أسيلة مجرى الدمع كالشادن الأغن وأبصرت سلمى بين بردي مراجل وأبراد عصب من مهلهلة اليمن فقلت لها لا ترتقي السطح إنني أخاف عليكم كل ذي لمة حسن الغناء لابن سريج ، وله في هذا الشعر لحنان ثقيل أول بالبنصر عن عمرو ، ورمل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق وأول الرمل قوله : ألا يا لقومي أطلقوا غل مرتهن وأول الثقيل الأول تذكر سلمى وفي هذه الأبيات هزج يمني بالبنصر ومنها : 27 غدوت أم في الرائحين تروح أم أنت من ذكر الحسان صحيح إذا قالت الحسناء ما لصديقنا رث الثياب وإنه لمليح لا تسألن عن الثياب فإنني يوم اللقاء على الكماة مشيح أرمي وأطعن ثم أتبع ضربة تدع النساء على الرجال تنوح 7 28 يا صاح إني قد حجج ت وزرت بيت المقدس وأتيت لدا عامدا في عيد مريا سرجس فرأيت فيه نسوة مثل الظباء الكنس الشعر والغناء للمعلى بن طريف مولى المهدي ، ولحنه المختار خفيف رمل بالبنصر وكان المعلى بن طريف وأخوه ليث مملوكين مولدين من مولدي الكوفة لرجل من أهلها ، فاشتراهما علي بن سليمان وأهداهما إلى المنصور ، فوهبهما المنصور للمهدي فأعتقهما. ونهر المعلى وربض المعلى ببغداد منسوب إلى المعلى هكذا ذكر ذلك ابن خرداذبه ، وكان ضاربا محسنا طيب الصوت حسن الأداء صالح الصنعة ، أخذ الغناء عن إبراهيم وابن جامع وحكم الوادي وولي أخوه ليث السند ، وولي هو الطراز والبريد بخراسان ، وقاتل يوسف البرم ، فهزمه ثم ولي الأهواز بعد ذلك. فقال فيه بعض الشعراء يمدحه ويمدح أخاه الليث ويهجو علي بن صالح صاحب المصلى : يا علي بن صالح ذا المصلى أنت تفدي ليثا وتفدي المعلى سد ليث ثغرا ووليت فاختن ت فبئس المولي وبئس المولى وعلي بن سليمان هذا الذي أهدى المعلى وأخاه إلى المهدي هو الذي يقول فيه أبو دلامة زند بن الجون الأسدي ، وكان خرج مع المهدي إلى الصيد ، فرمى المهدي وعلي بن سليمان ظبيا سنح لهما وقد أرسلت عليه الكلاب بسهمين ، فأصاب المهدي الظبي وأصاب علي بن سليمان الكلب فقتلاهما فقال أبو دلامة : قد رمى المهدي ظبيا شك بالسهم فؤاده وعلي بن سليمان رمى كلبا فصاده فهنيئا لهما كل امرئ يأكل زاده حَدَّثَنَا بذلك الحسن بن علي ، عن أحمد بن زهير ، عن مصعب ، وعن أحمد بن سعيد ، عن الزبير بن بكار ، عن عمه . 29 ألا طرد الهوى عني رقادي فحسبي ما لقيت من السهاد لعبدة إن عبدة تيمتني وحلت من فؤادي في السواد الشعر لبشار. والغناء المختار في هذين البيتين هزج خفيف بالبنصر ذكر يحيى بن علي أنه يمني ، وذكر الهشامي أنه لسليم.
كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين