<!--
<!--<!--
لم يعانى شعب كما عانى الصعيد من هول التهميش والتهديد وغلغلة النزعة العرقية والقبلية الصعيد على مر تاريخه المذهل والمشرف بدءا من (مينا ) موحد القطرين منتهيا بعبد الناصر صاحب النهضة الصامتة أصبح الآن بلا تاريخ فقد تساقطت أوراق الحياة من أشجاره التي أكل فصولها خريف الصعيد الذي خرج من عباءته علماء وعباقرة في كل المجالات هو الآن يعانى التيه والتوهان ، هذه (الكلى)من جسد الوطن التي أصيبت بالفشل في وظائفها لقد عانت في عصر النظام السابق ما لم يعانيه شعب على وجه الأرض من تهميش وإهمال تقول السيرة الذاتية لصعيد مصر أن ميلاده يبدأ من تاريخ (مينا) موحد القطرين وربما قبل مينا نفسه وأخر زعمائه للأمة جمال عبد الناصر ومن روادها (
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
رشدي فكار ـ المفكر الإسلامي
الشيخ أحمد الرزيقي
أدباء وشعراء:
شاعر العامية عبد الرحمن الأبنودي
الشاعر أمل دنقل
شاعر العامية عبد الرحيم منصور
سياسيون ومسئولون:
الدكتور إسماعيل معتوق عضوا مجلس الشعب السابق والشخصية الأشهر بين السياسيين بقنا
أحمد فراج طايع ـ أول وزير خارجية لمصر بعد ثورة 23 يوليو
أنور أبو سحلي ـ وزير العدل الأسبق
مكرم عبيد ـ السياسي الوفدي ووزير المالية بحكومة الوفد
وهذا على سبيل المثال لا الحصر كل هؤلاء الكوادر تم استدراجهم إلى القاهرة لامتصاص خبراتهم ومواهبهم دون فعل نهضة حقيقية في مسقط رأسهم ثم بدأت بعدها مرحلة التهميش والتهجير الإرادي لأبنائه وتأتى قنا في قاطرة التخلف منذ اعتلاء النظام المباركى عرش مصر ومنذ أن تربع الحزب الوطني العريق والذي على مدى تاريخه كان إصلاحيا تحول في العهد المباركى إلى دودة شرهة لا تخرج يرقات دودة تنخر في عظم الوطن لتبنى لنفسها صرحا بنايه المواطن القنائى وقواعده أحلام الشعب وطموحاته وتنتهي في قنا مرحلة النخب الجادة أو تتقلص أو تنحسر بوفاة الدكتور إسماعيل معتوق البرلماني الأسطورة الذي اجمع عليه الجميع ولم يقسم المحافظة شيعا وأحزابا قبائل ونجوع ليفرز النظام السابق نظاما أكثر ولاء له من معتنقيه تلك النخب التي عرجت السلم السياسي معتمرة إلى البرلمان لم يكن لها رؤيا أو برنامجا لأبناء قنا بل اعتلته لتراهن على تخلف وإفقار المحافظة تلك الأعضاء التي أفرزتها قبلية مقيتة وعصبية عمياء لم تفلح حتى في النهوض بقبيلتها ولكن ظل رهان نجاحها ودخولها البرلمان مرهون بالتخندق خلف عصبية مصطنعة وقبلية متعمده والحق يقال ليس كل أعضاء الحزب الوطني باعوا أوطانهم لحزبهم قطعا فيهم خيرون ومصلحون ولكن مقيدون ومكبلون بعوائق النهوض بالمحافظة والمرهونة بتنازلات للنظام تتنافى مع قيمهم ومبادئهم وهنا أحجم التعميم على الوجهاء وعيلة القوم في كل مركز وقرية وفى نفس الوقت حدد الحزب الوطني قائمة من الشروط والمؤهلات التي تمكن أي شخص من بلوغ قبة البرلمان والمفروض أنها جناح أمان لمواطنيها فهؤلاء الذين فهموا وتفهموا سياسة الحزب نجحوا في بلوغ أمنياتهم وطموحاتهم الشخصية لنفاجئ أن دخول البرلمان يعقبه ثراء فاحش وأموال لا تسأل من أين أتت وتحول العامة إلى خاصة لأنك وأنت عضوا في الحزب الوطني مصر بالنسبة لك ( عزبة خاصة تبحث فيها عن رقعة أرض أهملها الجشعون لتنصب فيه خيامك فلا عقاب ولا سؤال لما تستطيع بلوغه من أموال وعقارات وأراضى من رحم هذا الوطن المنهار والذي انهار بأبنائه انك تجوب المحافظة بطولها وعرضها تجد أناسا علي جباههم علامات استفهام من حيث ثرواتهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي إن هذا الثراء الفاحش الذي منى به بعض أعضاء مجلس الشعب والشورى بالمحافظة والإمبراطوريات الاقتصادية والسياسية التي بنيت في لمح البصر لهؤلاء ليثر العجب والتساؤل عن مصادره ومورده لقد هب هؤلاء لشخصنه الامتيازات التي منحها لهم البرلمان لنهب ما يمكن نهبه وحمل ما يمكن حمله وتدمير ما يمكن تدميره والذي شجعهم على ذلك تلك النعرة القبلية التي تسوق إلى العناد وتقديم أشخاص غير مؤهلين لإدارة مصالح الناس وطموحاتهم ولكن مؤهلين لكنز وتخزين ما يمكن تخزينه في (صوامع يوسف الخاصة عليه السلام) ولكن ليس لحين حاجة المواطن القنائى لها ولكن لحين توريثها لأبنائهم إن هذه المحافظة الحزينة والطيب أهلها بحاجة إلى طيبين يقودوها ويصلحوا أهلها وعندما قامت الثورة وشيع الحزب والنظام إلى مثواه الأخير فرح كثيرون وهللوا وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي أسماء وأشخاص كانوا أعضاء في الحزب الوطني اغتنوا غناء فاحش وتغيرت أحوالهم الاقتصادية رأسا عن عقب رغم أن سيرتهم الذاتية السابقة للبرلمان لا توحي بذلك ولا تؤكده وانتظر كثيرون مقصلة الثورة لتعيد المنهوب من جسد المحافظة وتحاسب الذين تاجروا بأبنائها ولكن سرعان ما انطفأت شمعة الثوار والأحرار حينما رأوا أن هؤلاء ما زالوا على رؤوس القوم بل يراهنون على عودتهم بقوة وأنهم يفتخرون بأنهم انحنوا يوما تحت أحذية حزب نهب وجرف مصر بطولها وعرضها إنها إذن نصف ثورة أو لا ثورة تلك التي تتأوه الخطى نحو الفساد إنها لا ثورة تلك التي تزحف نحو مستقبلها مشلولة ومعاقة انه الصعيد صاحب الرجال وليس كما قيل يورد النساء ولكنه لازال معتقلا تحت وطأة الرعب والترهيب تلك الثقافة التي زرعتها أجهزة الأمن ومراكز القوة بالمحافظة لازالت تجد ثمارها بين ربوع المحافظة هذا الشعب المغيب مطلوب منه أن يفيق وان يدرك أن هذا القهر يجب أن يقويه لا يضعفه ، ويجب أن يدرك النظام الذي أتت به الثورة أن يكون ثوريا لا تقليديا أو نمطيا وان الحل الوحيد هو النخر والحفر وراء هؤلاء لمعرفة مصادر ثرواتهم وإن كيفوها قانونا أو ألبسوها لباس الشرعية لأن حزب بيده كل أختام الوطن حتما سيكون كل ما نُهب معتمدا ومختوما ومؤكدا شرعا ويجب على شعب قنا أن ينتقى أعضاءه في الفترة المقبلة وألا يكون جسرا لثراء بعض المنتفعين وإفقار شعب كل ذنبه انه شعب طيب يصدق ما يقال له ويسير خلف كل يقال له انه إصلاح وهو في الواقع تخريب وإفقار وأقل ما يقال أو يُفعل تجاه هؤلاء الذين نهبوا واغتسلوا المال العام ليحولوه إلى مال خاص بهم أن يحاسبوا ويحاكموا وتنزع أملاكهم التي انتزعوها من جسد الوطن وإن عجزنا عن ذلك فلم يبقى لنا إلا تهميشهم وفضحهم وعزلهم أو أن يعم قلوبنا إيمانا ورحمة ونرقى لمرتبة الأنبياء في الصفح والتسامح ليس في موضعه الآن ونقول لهم كما قال رسول الله لكفار مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء