<!--
أدفئوا أسراكم / قالها خالد بن الوليد لقادته من بني كنانة وهى قبيلته في معركته مع مالك بن نويره مانع الزكاة وقيل انه كان يقصد بها الاعتناء بالأسرى والاهتمام بهم واد فائهم في ليالي الشتاء الباردة ولكنها كانت عند لغة القوم أن اقتلوهم هكذا برر الرواة فعل خالد وهكذا سطر التاريخ لنا من أحداث الأولين فأسرها عمر في نفسه حتى تولى الخلافة فعزله الرواية في حد ذاتها تتعدى المعنى المراد منها وتتعدى الواقعة بذاتها لتصل حد ما يترتب عليها من نتائج فينفرط عقدها إلى حد الغياب العقلي للمتلقي وعليها بنيت فلسفات الأمر والطاعة الذي أسس بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه فانشقت الأمة وتناثرت بعد إمامها على كرم الله وجهه وهو مفهوم السمع والطاعة عند الرعية والقائد والذي ثار على تأسيس منهجيته نفر غير قليل من أئمة المسلمين وغالبا ما كانت الرعية هي وقود يحترق من اجل إحياء مبادئ الشيخ أو الإمام أو المرشد وهذه هي عقيدة العسكر عند المؤسسات العسكرية لما تمليه ضرورة السمع والطاعة في حسم النتائج لقائد خطط جيدا وهوا أمين على قواده وهو هنا يختلف هذا المفهوم في حال زجه في العقيدة والإصلاح وهذا الموروث أورث الأمة مأزق جعلها تعانى حالة من الشتات والانقسام فتناثرت إلى تنظيمات وأحزاب وجماعات تسير الفقه والدين لما يبرر أخطائها ويشرع طموحاتها وسيبقيها روح تسير بين العباد هذه التنظيمات التي تخلت عن دورها الإصلاحي والتربوي ودخلت في صراعات سياسية وذخيرتها (وهم) يتم بيعه للبسطاء وأحيانا المتعلمين والمثقفين يقول عصام سلطان القيادي البارز والسابق في جماعة الإخوان المسلمين عن سبب انفصاله عن الجماعة قال إن الأمر يتعدى المفاهيم الفقهية والمرجعيات الدينية فأمر المرشد عند الجماعة لا يرد ولا يناقش وهذه هي شروط العقيدة الإخوانية وهى الأمر والطاعة دون استيعاب أو فهم مقاصد الأفعال ولا يسمح بالنقاش والتحاور لما يصدر من أوامر أو تعليمات هنا ينتهي قول الانفصالي عصام سلطان والغريب في الأمر أن مرشد الجماعة لم يجمع عليه نفر من علماء الأمة بأنه عالم زمانه أو محدث أو مبحر في فقه زمانه ولكن هو قائد جماعة تنظم نفسها لبلوغ أمر ما وهكذا تتوالى الانشقاقات فتصبح مدرسة الإخوان هي تولد طبيعي للفكر الصوفي في الإتباع وعدم الابتداع والذي يبقى على مريديه كأتباع يلهثون وراء بلوغ مرتبة الشيخ وعلى المريد
أن يرافق شيخه مجردا من كل الحواس فالطاعة ضرورية وموجبه وان رأى شيخه يأتي بأفعال منكره فهي من باب الكرامات والولاية يروى أن الزاهد الصوفي دنون المصري ألح عليه خادمه أن يعلمه باسم الله الأعظم والذي يدعى به فيستجاب وأمام إلحاح خادمه أعطاه إناء مغطى وقال له اذهب بهذا إلى فلان وفى طريقه رأى الخادم الإناء يتراقص ويهتز فرغب في استطلاع ما بداخله وإذا به فأرة يقفز من الإناء مرتجلا الخلاء فرجع إلى شيخه يخبره فقال الشيخ لم تؤتمن على فأرة فكيف ائتمنك على سر من أسرار الله أودعني إياه إذن احد أركان الانتماء للجماعة هو السمع والطاعة وعلى المريدين عدم إدراك ما يدور من حولهم من أحداث ولكن عليهم انتظار أمر مرشدهم أو شيخهم ليفسر لهم ويأمرهم بالحشد والتحرك والغريب في الأمر أن الإخوان لم يخططوا للثورة ولم يحلموا بها ولكنهم ركبوها وأبحروا بها إلى حيث موانئهم وكانوا حذرين في كل حشد وتجمع لما يخدم مصلحة الجماعة وهذا شأنها شأن جميع الحركات التي تفجرت بعد مقتل الحسين عليه السلام فتحللت ولم تترك للتاريخ إلا ذكراها فهي ليست حركات إصلاحية أو ربما خرجت من طابعها الإصلاحي التو عوى إلى القفز بين أحضان السياسة بما تحويه من أكاذيب وتورية وتقية وتنافر في الفتاوى والأحكام وقد كرسها نجيب محفوظ في رواياته ( الثلاثية ) والتي فيها الأب يرتكب كل الموبقات
ويحكم الزمام على أسرته بالحديد والنار ثم( سلسلته) وبطلها الجبلاوى والذي فيها هو العالم والفقيه والشيخ والقائد والمدبر والرمز ويجب أن يطاع ولا يخلف له أمر ومن يخالف يطرد من النعيم والرحمة ونكتشف أن الرجل ينخر في واقعنا ويفرغه بين وريقاته فينفرط عقد الرمز في روايته (أولاد حارتنا) الرواية صاحبة الجدل والأخذ والرد لنكتشف أن ( الجبلاوى بطل الرواية) ما هو إلا أمير الجماعة أو مرشدها أو شيخها بل تعدى حدود الرمزية إلى من بيده علم كل شئ ومحيط بكل شئ ومدبر كل شئ ولا يفوته شئ ويدرك كل شئ إذن هو ..... وهذا هو بيت القصيد وهو أن تطيعني طاعة أعطيك فيها حياة ليبقى الصراع بعد الثورة هو صراع على قيادة سفينة لبلد اعتلاها الكبر ولشعب اعتلاه الإحباط وعليه أن ينتظر في قاع السفينة ما بشر به من وعود حملتها له تلك التنظيمات في حال بلوغها كرسي الحكم تلك الوعود التي ستحوله إلى إنسان ثار على طاغيته فخلعه و منتظرا من يخرجه ليرى أشعة شمس وطنه فيعيش فيها بلا طاعة لبشر ولا ولاء لشيخ وبلا خوف من نار حامية تلهبه في الآخرة جراء عقوقه لشيخه أو مرشده ولا كدر في العيش يورثه القنوط من شيخه وربما من ...... ربه