<!--
<!--<!--
لم يتوقف نزيف الصحابة على أعتاب بني أمية والتي تروى أحداثها قصصا تدمى القلوب وتروعها فارتوت نمارق البلاط بالدم الذكي الطاهر لم تجف بعد تحت أناملهم دماء الحسين وآل بيته ليجدوا شراهتهم التي لم ترتوي بعد في دماء الصحابي عبدا لله بن الزبير هذا الصحابي الجليل الذي لم تتوسع السير فيه ترميما لملك بني أمية الذين لم يجدوا سبيلا للانتقام إلا بالتمثيل بالصحابة وآل البيت من قطع الرؤؤس والصلب والتمثيل بالجثث ليبقى معاوية هو المدخل الضعيف لملكهم فتترهل بعده شعاب الحكم وتكرس لتقديم القرابين لملوكها وان كان من الصحابة وال البيت وهنا تدفعنا وقائع وأحداث كاندفاع صاحبها وهو غلام بين يدي رسول الله لأخذ البيعة فيبتسم رسول الله ويقول عنه (انه ابن أبيه ) انه عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهم يقتل أبيه قربانا لملك بني أمية ويصلب هو وتقطع رأسه قربانا لنفس العرش هو أول مولود في الهجرة يخزى الله به اليهود الذين روجوا بأنهم سحروا المسلمين ولن يكون لهم ذكورا بعد اليوم.. يبتل جوفه بريق رسول الله تقول السيرة وحُمِل المولود
الأول إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه ، فكان أول ما دخل جوف
عبد الله ريق الرسول الكريم ، وحمله المسلمون وطافوا به المدينة..
ولم يتلاعب به هواه تربى في كنف رسول الله وجده أبو بكر وأمه أسماء ذات النطاقين ورث العزة والجرأة في الحق
وحينما يصير غلام يرى الصحابة أن جمعا من الغلمان ترعرع فعرضوا على رسول الله أن يبايعهم وكان فيهم (عبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير ، وعمر بن أبي سلمه فلما قدموا إلى رسول الله هابه الغلمان إلا عبد الله بن الزبير اندفع لأخذ البيعة فابتسم رسول الله وقال ( إنه ابن أبيه )ويروى أيضا أن رسول الله كان يحجم ذات يوم فتنزف الحجامة دما فينادى عبد الله بن الزبير ويقول له
اذهب بهذا الدم فأهْرقْهُ حيثُ لا يراكَ أحد فيخرج عبد الله بن الزبير بالدم ويشربه فيقول له ماذا فعلت بالدم يقول لقد وضعته في مكان علمت أنه لن يره احد فيقول له رسول الله
لعلك شربته فيقول نعم فيقول له رسول الله ولِمَ شربت الدّم ؟! ويلٌ للناس منك ، وويلٌ لك من الناس !) وفي رواية أخرى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ويلٌ لك من الناس ، وويلٌ للناس منك ، لا تمسّك النارُ إلا قَسَم اليمين ) وهو قوله تعالى
وإن مِنكُمْ إلاّ وَارِدُهَا كانَ على ربِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً )
ويمر خليفة المسلمين يوما بالطريق التي يلعب بها الغلمان ومنهم عبد الله بن الزبير فيفر الغلمان إلا عبد الله فيقترب منه الخليفة عمر ويسأله لماذ لم تفر كما فر الغلمان فيقول له عبد الله بن الزبير لم أجرى فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقًا فأوسع لك
انه حقا ابن أبيه الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنهم ناهيك عن جذوره في التقوى التي تدب من أحشاء الأرض إلى حلق السماء لا يهاب في الحق لومة لائم يروى انه كانت له مزرعة بمكة بجوار مزرعة معاوية ابن أبى سفيان
وكان عمال معاوية يدخلونها فكتب له خطابا قال فيه ((من عبد الله ابن الزبير ابن ذات النطاقين وحواري الرسول إلى معاوية ابن هند آكلة الأكباد إن عمالك يدخلون مزرعتي فإن لم تنههم ليكون بيني وبينك شأن والسلام ))
فلما وصل الخطاب لمعاوية
كتب له خطابًا ذكر فيه: ((من معاوية ابن هند آكلة الأكباد إلى ابن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري الرسول، لو كانت الدنيا لي فسألتها لأعطيتكها، ولكن إذا وصلك خطابي هذا فضُم مزرعتي إلى مزرعتك، وعمالي إلى عمالك، فهي لك، والسلام)). فلما قرأها بلَّها بالدموع، وركب من مكة إلى معاوية في الشام، وقبَّل رأسه، وقال له: "لا أعدمك الله عقلاً أنزلك هذه المنزلة.... ليت ملك بني أمية توقف عند معاوية لهان على الناس جدرهم ولتقبل اللاحقون حيل الصراع على الملك ولرأينا كما يرى القوم ما نتقبله من خطأ الاجتهاد وخطأ التقدير ولكن تشعب الملك وشراهة القتل والتمثيل بجثث الصحابة على مر تاريخ حكمهم أورد الشكوك في صدق النوايا التي روجت لتدعيم أركان الملك الإسلامي الجديد يقول ابن كثير رحمه الله وغيره أن عبد الله ابن الزبير أحق من مروان بن الحكم وعبد الملك ابن مروان لخلافة المسلمين
بعد موت يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم، حيث نازعه بعد أن
اجتمعت الكلمة عليه وقامت البيعة له في الآفاق وانتظم له الأمر:
ويؤكد كل من ابن حزم والسيوطي شرعية ابن الزبير ويعتبران مروان بن الحكم وابنه عبد الملك باغيين عليه خارجين على خلافته، كما يؤكد الذهبي شرعية ابن الزبير ويعتبره أمير المؤمنين فهو الصحابي والسابق في الإسلام ولم يدنسه الكفر قط ..... لقد بايعت الأمصار عبد الله كما بايعت على رضي الله عنه ولكن هي أنشودة الحكم وأغاني الملك.... لم يبايع الصحابي الجليل شأنه شأن الحسين (يزيد) ومعاوية لازال قائما خليفة للمسلمين ليموت معاوية ويتولى (يزيد) فيخرج له الحسين فيقتل ويزداد نقم الصحابة والمسلمين على (يزيد )لقتله ابن بنت رسول الله ومنهم عبد الله ابن الزبير الذي ذهب إلى (مكة) تجنبا لمبايعة (يزيد) ويظل مجاهرا بأن( يزيد) لا يصلح لخلافة المسلمين وقال (ما كان يصلح على الإطلاق ، لقد كان ( يزيد ) فاسدا في كل شيء ولم تكن له فضيلة واحدة تشفع له ، فكيف يبايعه الزبير ، لقد قال كلمة الرفض قوية صادعة لمعاوية وهو حيّ ، وها هو يقولها ليزيد بعد أن أصبح خليفة ، وأرسل (يزيد) إلى ابن الزبير يتوعّده بشر مصير ، هنالك قال ابن الزبير :( لا أبايع السَّكير أبدا ) ثم أنشد
ولا ألين لغير الحق أسأله ...........حتى يلين لِضِرْس الماضِغ الحَجر
أرسل (يزيد )إليه جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة، غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة فأرسل له جيشا بقيادة (الحصين بن نمير) ، وفي أثناء هذا الصراع جاءت الأنباء بوفاة يزيد بن معاوية في (14 من ربيع الأول سنة 64هـ/ 13 من إبريل 685م)، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوف جيش يزيد
توقف القتال بين الفريقين، وعرض (الحصين بن نمير) على ابن الزبير
أن يبايعه قائلاً له: "إن يك هذا الرجل قد هلك (أي يزيد)، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلُمَّ فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام؛ فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان
قد بايع عبد الله بن الزبير جميع الأمصار إلا دمشق ويقال الأردن معقل بني أمية فقد بايعت كل من ((الكوفة، والبصرة، ومصر، وخراسان، والشام معقل الأمويين))، ولم يبق سوى الأردن على ولائها لبني أمية
ولمل تولى عبد الملك ابن مروان أرسل له اشقي الناس الا وهو الحجاج بن يوسف الثقفي فضربها بالمجانيق وجوع أهلها وأعطشهم تماما كما فعلوا بالحسين فتفرق الجمع من حول ابن الزبير فذهب إلى أمه يستنير بها فقال لها ( :( يا أمّه ، خذلني الناس حتى ولدي وأهلي فقالت الصابرة المحتسبة وهى التي تعدت التسعين من عمرها وكان عمر عبد الله ساعتها اثنين سبعون عاما (يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فلا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية
فتمكن الحجاج من الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير وصلبه على المدينة بعد أن مثل بجثته وقطع رأسه فجاءت أسماء رضي الله عنها إليه فأقترب منها الحجاج قائلا
( يا أماه إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا ، فهل لك من حاجة ؟) فصاحت به قائلة :( لست لك بأم ، إنما أنا أمُّ هذا المصلوب على الثّنِيّة ، وما بي إليكم حاجة ، ولكني أحدّثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( يخرج من ثقيف كذّاب ومُبير ) فأما الكذّاب فقد رأيناه ، وأما المُبير فلا أراه إلا أنت) يقول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
:( لو جاءت كل أمَّة بخطاياها ، وجئنا نحن بالحجّاج وحده ، لرجحناهم جميعا)
شهادة حق من أهلها وهل يستويان وهكذا يطوى التاريخ صفحة من صفحات التضحية لأحد صحابة رسول الله والذي تولى الخلافة قرابة تسع سنوات (من 64هـ/ الى 73هـ/ ) ولم يصنفه المحدثين كخليفة بل صوروه كحركة تمرد في جسد ملك بني أمية منازعا لهم فقربوه قربانا لملكهم وقد سبقه ركب من آل البيت سفكت دمائهم قربانا والحق يقال أن بني أمية يجيدون اختيار قادتهم الذين تشبعوا كرها لآل البيت والصحابة فلم يرصد لنا التاريخ الإسلامي أبشع من معاملتهم لصحابة رسول الله من قتل وصلب وتمثيل بالجثث كما فعلو مع الحسين وعبد الله بن الزبير................. والله غالب على أمره