<!--
<!--<!--
وقفت تتأمله تدقق في ملامحه التي غرقت في قهر السنين تتواتر دموعها الساخنة على صفحات وجه هزمته التجارب تمعن النظر في ثقوب جلده المترهلة تتوه في وخز السنين تكره تقرفصه وانكساره تمنت لو حملته ورحلت وأخرجته مما هو فيه ينظر اليها ولا يحدثها من خلف باب الغرفة تمد له أطباقه المحملة بالطعام يعصر قلبها ظهره المنحنى وانكفاءه على الأرض يتناول طعامه في صمت ثم يتنهد ويكنس الأرض بمؤخرته وهو يتزحزح للوراء تمسح دموعها وتقترب منه تلمسه من كتفه فينتفض ثم يتماسك حينما رآها تعرف أن برد الشتاء يخيفه وتفزعه الأمطار وصرير النوافذ بفعل الهواء يتلوى من الخوف في ليالي الشتاء زاد اقترابها منه وكلما لامست يديه انتفض هاجمه الصغار اندفعوا من الغرفة المغلقة وارتموا في حضنه زاد فزعه وخوفه لاعبه الصغار وتكومت صغيرته في حجره وامتطاه أخر وثالث يشد طرف جلبابه اخذ يتكور ويتقوقع ويحتمي بظهره في الجدار اقتربت منه اخذ ينتفض ... شقت ثيابه حتى تعرى صدره وصاحت إنهم صغار رفع يديه يحتمي بها ويخفى وجهه من هول الصياح صرخت إنهم أولادك فزاد احتمائه بالجدار هدأت من روعها ومسحت دموعها وربتت عليه .... كنست الصغار أمامها وتركته وحيدا يتأمل سقف الحجرة ويتوغل في ذاكرة تحمل من ماضيها أسوء الأحمال وتتغذى على القهر والانكسار قليلة هي لحظات الفرح المحمولة بالذاكرة وكأنها أعدت لحمل الأحزان رحلات العمر الطويلة لا تتوقف إلا في محطات القهر وذاكرة تتلقفها الانكسارات تترعرع في أعماقه عناقيد النواح فيتذكر أن البكاء في مسبحة العمر أكثر من الابتسامات فتتلوى خيوط الوجه لترسم شرايين للبكاء وتحفر الدموع على الخدود روافد لمجاريها فهنا يجب أن تتوقف الرحلات .. حاصره الصمت فتلفت حوله وجدها تقف بالباب أبتسم فابتسمت وابتلعته بين أحضانها ثم نادت الصغار