روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--

<!--<!--

 

وقفت تتأمله تدقق في ملامحه التي غرقت في قهر السنين تتواتر دموعها الساخنة على صفحات وجه هزمته التجارب  تمعن النظر في ثقوب جلده المترهلة تتوه في  وخز السنين تكره تقرفصه وانكساره تمنت لو حملته ورحلت وأخرجته  مما هو فيه ينظر اليها ولا يحدثها من خلف باب الغرفة تمد له أطباقه المحملة بالطعام يعصر قلبها ظهره المنحنى وانكفاءه على الأرض  يتناول طعامه في صمت  ثم يتنهد  ويكنس الأرض بمؤخرته وهو يتزحزح للوراء تمسح دموعها وتقترب منه تلمسه من كتفه فينتفض ثم يتماسك حينما رآها تعرف أن برد الشتاء يخيفه  وتفزعه الأمطار وصرير النوافذ بفعل الهواء يتلوى من الخوف في ليالي الشتاء  زاد اقترابها منه وكلما لامست يديه انتفض  هاجمه الصغار اندفعوا من الغرفة المغلقة وارتموا في حضنه زاد فزعه وخوفه لاعبه الصغار  وتكومت صغيرته في حجره وامتطاه أخر وثالث يشد طرف جلبابه  اخذ يتكور ويتقوقع ويحتمي بظهره في الجدار اقتربت منه اخذ ينتفض ... شقت ثيابه حتى تعرى صدره وصاحت إنهم صغار رفع يديه يحتمي بها ويخفى وجهه من هول الصياح  صرخت إنهم أولادك فزاد احتمائه بالجدار هدأت من روعها ومسحت دموعها وربتت عليه .... كنست الصغار أمامها وتركته وحيدا يتأمل سقف الحجرة ويتوغل في ذاكرة تحمل من ماضيها أسوء  الأحمال وتتغذى على القهر والانكسار قليلة هي لحظات الفرح المحمولة بالذاكرة وكأنها أعدت لحمل الأحزان رحلات العمر الطويلة لا تتوقف إلا في محطات القهر   وذاكرة تتلقفها الانكسارات تترعرع في أعماقه عناقيد النواح فيتذكر أن البكاء في مسبحة العمر أكثر من الابتسامات  فتتلوى خيوط الوجه لترسم شرايين للبكاء وتحفر الدموع على الخدود روافد لمجاريها فهنا يجب أن تتوقف الرحلات .. حاصره الصمت فتلفت حوله وجدها تقف بالباب أبتسم  فابتسمت  وابتلعته بين أحضانها ثم نادت الصغار

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 319 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

143,087

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن