<!--
<!--<!--
غريب أنت ........ ، جارحة تك الأيام ولن تؤويك طموحاتك ،تعرف أن بينك وبين الدروب مسافات ولا زلت تتوجع الخطى ......، جارحة عيناك التي يريحها قهر القلوب، تتلذذ بأحزان الناس، كجلاد لا يضيره وخز الجروح، ومن يدريك أن سوطك مرهون بأناملك..... ربما سقط السوط وسقطت ألوان الطيف من عينيك ،صقر جارح أنت توهم فرائسك بالحنان ،مخالبك هائمة بين جفونك، ويح هذا الزمن الذي ألقاني في أوطانك ، ولكن أعدك ألا أطيل البقاء ....... منذ أول شروق للشمس وأنا أستريح على صفحات وجهك ،أسترق الحنان وربما الأمان ،أبحر في عينيك لعلي أجد حدود للشوق،تخطفني الآمال ،كيف تاه عن صانعك هذا السحر القاتل في عينيك لأحلام الناس ، غريب أنت في أشجانك وهمسك وأفراحك ،لم أدري كيف أبحرت فيك كل هذا الإبحار ،لم يفزعني موجك ،ولم يجهدني مدك ، ولكن أهلكني حول قلبك الدوران ...... لم أرى هذا الرق بأسفارك ،ولم أملك في أسفاري إلا هذا القلب الجائر يحويني ليقتلني ،قدري الخائب أرداني وجعلك تغني بناصيتي تنعيني ولا تبكيني ،قدري الأحمق أرجأك لزماني ،صمتك وانعزالك عني يقتلني .لم أعرف أنك تاجر أحزان ،لماذا ضيعت من وجناتك الامانى ... لا يليق بثغرك الشجن ، غابت الدنيا من بين أحضان البشر إن أنت يوما فارقت النغمات.......أعرف أني أحمل بين أشجاني قلب كثيرا ما أوردني المهالك ، هذا النافق في صدري يحالفني هواني ، لا تحزن يوما إن كان في قلبك مكان للأحزان إن مرت قافلة تحملني مسجي بأكفاني ،فقد مر هذا الركب يوما يحملني وأنت في نسيج الصبيان ،قتلتني ألوان الطيف بعينيك وروت بسموم العشق شراييني ورحلت في زمن القهر وتركتني أطفأ مصابيحي . يساو رني شك بأنك رويت صباك بأحزاني ،فامتدت عيناك تنازعني محرابي لتسحق ما بقي من وهن ، لا تحزن فأنت غير مدان ولكن لي أمنية لقلب تعود الخذلان ،إن صادفت ركبى يوما تنوح عليه أقداري فيكفيني من عينيك دمعة تنساب على قلبي فتغشاني ، ولا تنسى يوما أني علمت قلبك الخفقان ، وعلمتك كيف تحوي نفسك وتلهمها السلوان ، وكم استرخت على صدري رأسك وأسلمت عينيك للأحلام ، وكم انزويت بأحضاني تستلهم ذاكرتي ، قبل أن تبحر بشراعك عن الشطئان ، وأني كنت لك ملاذا لا تلوذ بغيره ، إن قست على أحلامك الأيام وأنه جار على قلبك حب لا يستهان به ،كنت أراه في عينيك القاصرتان .... ولكن إن جاء يوما أشرقت فيه شمسك خاملة أو مرت بطيفك الأحزان أو جار زمن ليس لنا فيه خليل ، أبحر بغير شراع إلى شاطئ لربما وجدت جثمان يحملك هو جثماني ، فلم يزل قلبي يئن بالخفقان ، فالثمار التي أثمرتها بقلبي لا تذبل ورودها ولا يجف عبيرها من الريحان ، فليس غريب على ( مالك الحزين ) أن يغني ، فلربما صار غنائه طربا ، وأخرج من سراديب حزنه لحنا يدمي قلوب جف حنينها ......... فكفت عن العصيان::::::::::::