روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--

<!--<!--

غنيت لك ....... فلمن أغنى

ترانيم عشق  تتوه فيها الصبايا وجدائل نحاسية تتدلى على خاسرات  الصغار في أيام العيد الآتية تكتسح الوجوه نبرات الأفراح المقبلة .. وأنت تتلقفين الليالي بامتعاض داخلك يرحل الوطن يتركك تتأوهين الفراق و تختطفي من بين أحضان المرضعات  في الليالي الأولى للأسر يتعمق جرحك ويزيد نزف الشرايين بقلبك  فيصيح المنادى بين الأزقة والحواري قلب بلا شرايين ولا أوردة يدق التراتيل  ويضخ الحب الذي يأتيه من أطراف الحزن .. ياله من زمن المعجزات.. هذا الرحيل القصرى من بين أحضان المزارع والغيطان وعصافير تغرد القهر والحرمان وجداول تنهض بحبيبات الماء العكر الممزوج بنكبات الأمهات وخرير ماء من شرايين غار جرحها بين الصخور  وأنت تصرخين بين أحضان الراحلين  وتلوحين بأكفك إلى أحضان مشلولة ومقهورة لا تقوى على الوقوف تنظرين إلى جاحد يغوص بأعماق معوله في جذور الأشجار لا يبالى نزيفها أو هجر العصافير لأوكار تهدمت من رعشة أشجار تحتضر، تحتضنين عازفك على سفوح الماء وهو يدنو بخياله بين أعماق القطرات والبنات حافيات من حولك يتراقصن على الأغنيات  تأتيك دوى استغاثات الرابضين على حدود العشق لوطن منبوز تلاشت ملامحه من ذاكرتك الراكدة ، هناك نبتت طفولتك وصباك وتورمت أنوثتك بين حوافر الجبال وصخور المرج تغنى، ومكعبات الماء الصدئة، وحفر غائرة في الأرض مليئة بالماء ..  تشبعت قدماك بحبيبات الرمل الطرية المثلجة تصنعين بيوتا بالرمل الممزوج بحبيبات المطر ، وفى المساء بعد رحيل الشمس تهب على السراديب سحابات الظلام تتقرفصين على فتحة الباب بجوار العجوز التي أنهكتها الذكريات تحصين المارة من الرواد  يثنيك الاختباء خلف الرموش الناعسة  ولا يكفيك إبحار عينيك خلف كعوب العشاق تبحثين عن وطن هجر عشاقه وربما عشاقه هجروه وأنت تبكين همس الساهرات  التائهات وحينما يشتد وقع الظلام تنهضين تاركة محرابك المقدس وتقفين خلف نافذتك مطفئة الأنوار تلمحيه بثوبه الممزق الذي يكشف الصدر الملوث بالشعر والصراخ وإله الخصب يتجول بأحشائك يطرق الأماكن ويبيع الأطفال للمتلهفات ، وكلبه باسط ذراعيه بجواره يلاعب بحوافره أطراف انفه التي أرهقها زحف الكائنات  تلمحيه يصيح تحت أعمدة الشوارع المضيئة يهزوا ألا لعنة الله على الذكريات  ومن وهم المدى يصنع بين يديه أوراقا وأقلاما ودفاتر يسقط التوقيعات  تلمحيه بثوبه الممزق  فيلتهب داخلك الحرمان وأنت تريه يفرك الشعر الغائر برأسه  يبتسم ويحاكى أقوام نسجهم من خياله هزك الصقيع الذي يلفه ودوى البرق في السماء وأنت تلمحين أعمدة سريرك وقد شاخت من الانتظار تروعك السماء وهى تحتضن السحابات وهدير رعد يأتي من سفح الجبال وأمطار تغازل براعم الزهور العطشى برزاز الندى ، وهو يسرد الشوارع والحارات يرتاد المقاهي يعكر صفو المهمومين يسكب المقاهي ويكسر النرجيلة ويسبح في الماء  يتتبعه الصغار بالأغاني والأحجار  وأنت تصرخين في الحضور  شأنه كان عظيم بيننا  ولكنه تاه في حدود العشق  وحينما يرهقه السعي بين الدروب حافي القدمين كثيف اللحى تمتطيه مخلفات الشوارع والحواري وهو يأبى الاغتسال  لا يروق له الاسترخاء  إلا بعمود النور الرابض تحت نافذتك تحيره الذكريات لقد أخبرك الناس انه كثيرا ما يسرد حكما ونصائح ويعشقه الأطفال  وأحيانا تسكنه رزانة وكبرياء ولكن حينما يهيم بذاكرته، يهيج وتوجعه الخطى ،فيطرق اعتقال لسانه  يهرول بين الأزقة والحواري وكلبه لا يفارقه يخبر الناس انك صناعته وحدود ملكه الممتد حتى غروب الشمس   تهتز من فوقه السماء  بقطراتها  فتمتزج  بالتراب يتمرغ  فيها هو وكلبه  تغريه رائحة المطر الممزوجة بالطين  وأنت تصرخين بالبكاء من خلف نافذتك  حتى يتشبع جسده فيقصف الشوارع وتغنى خلفه الأطفال يزيد الخطى  تقصفه المسافات فيتلاشى كأعمد الدخان المتسربه  فى المدى يشجيه وقع قدميه وصدى صوته المرتد للفراغ   يتعقب وطنا كان له فيه قصة وسجال

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 331 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

144,843

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن