<!--
<!--<!--
( العباس بن على بن أبى طالب رض الله عنهم )
سنعيدها سيرتها الأولى هكذا يدفن التاريخ وهكذا تزج الحقائق في أفران المبغضين لآل البيت يدوسهم التاريخ كما داستهم حوافر الخيل فيظل النافرون نافرين من غمس أنفسهم في النور ليحولوا الحدث إلى وقفه والخطب إلى قضاء والحق إلى جدال لا زلنا نواكب مقصلة آل البيت ومن معهم ف حقبة هي الميلاد الحقيقي لفهم النصوص ودراسة النفوس ونحن لا نزال في ركب آل البيت ولم نبرح بعد كربلاء والتي هي التشريع الحقيقي لما هو حق وما هو باطل ليظل هؤلاء النفر ذكرى مغيبة وشهود منفيين لا تذكر سيرهم إلا في ولع المناسبات يمرون بهم على استحياء ولولا أنهم جذور الدين ما ذكروهم لم نكن نتخيل أن يهيم القوم رغم طول لحاهم وأختام السجود على جباههم أن ينزلوا آل البيت هذه المنزلة من التهميش والإغفال يستبيحون فقه اللاحقون ويتجنبون فقه السابقين لتظل وجوههم مظلمة ومنطفئة رغم ما يدعونه من علم ومواظبتهم على ركب الساجدين فتظل الأمة مقسمة بفضل غرس هؤلاء المتفقهين والمجاهرين بعدم الاقتراب من فقه آل البيت حتى انقسموا على أنفسهم فصار كل واحد منهم أمة بحد ذاته يضل ويهدى فتفتت الأمة وتجزأت ونحن نتصفح سير الأوليين نصطدم بلألأة من الرجال قل الزمان بأن يجود بمثلهم ولكن نسيهم أو تناساهم ومنهم أبو الفضل ابن العباس ابن على ابن أبى طالب رضي الله عنهم وان كان لا يصنف عند الشيعة انه ليس من الأئمة الإثنى عشر هذا المجاهد الذي رافق الحسين بكربلاء وكان عمره ( 34 سنة ) حتى استشهد تخبرنا الروايات التي لم يختلف عليها احد انه بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله علية الصلاة والسلام وزوج على بن أبى طالب وأم الحسنين رغب الإمام على في الزواج إكمالا لدينه وعصمة من دنياه فأشار إلى أخيه عقيل الذي أشار بدوره على فاطمة بنت حزام الكلابية فأنجبت له أربعة أولاد ( العباس وجعفر وعثمان وعبد الله ) ومنهم العباس فأطلق عليها اسم( أم البنين) رضي الله عنها وأرضاها فقد كانت تحب الحسن والحسين وأرضعت هذا الحب لأبنائها ومنهم العباس فقد أوتى العباس من الجمال والهيبة والوقار مما أطلق عليه( قمر بن هاشم )والسقاء وأبو الفضل ( وحامل لواء الحمد رافق أبيه على ابن أبى طالب في بعض حروبه ولكن لم يأذن له الإمام بالحرب حتى جاءت كربلاء فرافق أخيه الحسين وآل بيت النبي في رحلتهم والتي لا رجعة فيها أو منها حمل العباس لواء الحسين رضي الله عنهم فقد كان يحب الحسين حبا شديدا حتى استقروا بكربلاء ولما أحس الحسين رضى الله عنه بهلاك أصحابه وآل بيته أمرهم بالرجوع فقام العباس رضى الله عنه وقال ( ولما نفعل ذلك لنبقى بعدك لا ارانا الله ذلك أبدا ) ولما حاصر جيش عمر بن سعد آل البيت ومنعوا عنهم الماء وأشتد العطش بالأطفال والنساء فتألم العباس لذلك وطلب من إمامه الحسين أن يأذن له بالخروج إلى نهر الفرات وإحضار الماء للصغار فأذن له رضي الله عنهم فشق الصفوف واخذ يقاتل حتى وصل إلى النهر وملئ قربته بالماء واحضرها إلى آل بيت النبي عليهم السلام ويروى انه قد جاء ه ( شمر وهو من بعض أخواله وطلب منه ترك الحسين واخبره أن عبد الله بن حزام ابن خال العباس قد طلب من ابن زياد الأمان له ولإخوته فأبى رضي الله عنه وقال ( لشمر لعنك الله ولعن أمانك أتؤمنا وابن بنت رسول الله لا أمان له إن أمان الله خير من أمان ابن سمية ) فأحكم القوم الحصار ومنعو آل بيت النبي من الوصول للماء قال العباس رضي الله عنه قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثأري منهم فأمره الحسين رضي الله عنه أن يطلب الماء للأطفال، فذهب العباس وخاطب عمر بن سعد قائلا يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته، وهؤلاء عياله وأولاده عطشى فاسقوهم من الماء، فقد احرق الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول: دعوني أذهب إلى الروم أو الهند وأخلي لكم الحجاز والعراق. فأثّر كلام العباس رض الله عنه في نفوس القوم حتى بكى بعضهم ولكن( الشمر) صاح بأعلى صوته: بابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة، إلا أن تدخلوا في بيعت( يزيد) فأيقن العباس رضي الله عنه أنه لا فائدة من مخاطبة القوم وأنهم بيتوا أمرا فركب جوداه وأخذ القربة، فأحاطوه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد هم ويقاتلهم ولواء الحمد يرفرف على رأسه، فلم تثبت له الرجال ونزل إلى الفرات مطمئناً غير مبال بذلك الجمع. ولما اغترف من الماء ليشرب تذكر عطش أخيه الحسين (رضي الله عنه ) ومن معه فرمى الماء وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني................... وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحســين وارد المنون .........................وتشــربين بارد المعين
تالله ما هذا........................................................... فعال ديني
ثم ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطعوا عليه الطريق وجعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم وكشفهم فكمن له( زيد بن الرقاد الجهني) من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فبراها فلم يعبأ بيمينه بعد أن كان همه إيصال الماء إلى أطفال الحسين ، ولكن الحكيم بن الطفيل الطائي كمن له من وراء نخلة، فلما مرّ به ضربه على شماله فقطعها
وتكاثروا عليه وأتته السهام كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها، وسهم
أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته، وسقط على الأرض ينادي على أخيه عليك مني السلام أبا عبد الله. فأتاه الحسين وقد استشهد فلما رآه الحسين رضي الله عنه وقد فاضت روحه الى باريها أدمع عليه وقال( الآن إنكسر ظهري وقلت حيلتي ) ليختم التاريخ صفحته ويلملم وريقات قمر بنى هاشم والمجاهد والشهيد دون تلميح أو تصريح رغبة لهوى القوم لنحفر نحن آل البيت بحثا عن تشريع سنه الأولون من أجدادنا عند الشيعة مرة وعند أهل السنة أخرى فنتوه بين تناقضات القوم وتقاذفهم بالتبريرات والعلل وتندس بين أرفف المجلدات المدسوسات عن آل البيت ويهمش قوم هم أصول الدين وفروعه .