<!--<!--

علِّّمنى عمّّى أغنّيها واغنيلها

ما هو كان جليس أُنسها وكان ونيس ليلها

وكان فتى القول وآه من قلة الفتيان

إذا السنين العِجاف تعمل عمايلها

في حضنها اشتد عوده ، صان عهوده ،وكان

طول الزمان في الفؤاد حافظ جمايلها

غريب عن الحى ، لا له فيه قريب ولا خىّ

لكنه كان في البعاد عنها يحن لها

بصدق إحساسه كان عايش ما بين ناسه

وحتى في المنفى كان في قلبه شايلها

ومصر دايماً بتفتح قلبها وبابها

لكل من بالوفا والحُب بيجيلها

كان بيرم التونسى ( قيس ) المغرم العاشق

ومصر ليلاه ويا ولداه طال ليلها

كان اللى فوق عرشها حاكم غريب عنها

وان كان أكل خير غيطانها وارتوى بنيلها

ومن وراء البحار اتجمعوا الخواجات

يدبّروا يخنقوها إزاى بمنديلها

وبيرم التونسى إذ ينسى ما ينساها

وينتظر يوم تجهِّز فيه أصيل خيلها

يشوف مصيرها يناصرها بأشعاره

وكان يصلّى في جوف الليل ويدعيلها

يدعيلها ترجع لعزوة ناسها من تانى

يدعيلها يرجع ينور تانى قنديلها

ويبكى بيرم على ليلاه ويتألِّم

ويلمح البحر يتمنى يعدِّى لْها

وبعد طول البكا يصرخ بعزم ما فيه

يسَمََّع الدنيا آخرها و أولها

القطن مصرى وتوب المصرى ليه مغزول

بإيد خواجة ؟ و فين راحت مغازلها

وليه حديد مصر ، ليه مصهور في فرن غريب؟

وفى الصدور نار ما في نار تعادلها

وليه نروح للخواجة نستلف قوانين

واحنا ف بلادنا الديانة تم تنزيلها

ليه اللى بانى الهرم عاجز عن البنيان

وزِنْدُه لسّاه عفى والطمى في نيلها

وليه وليه ، ياما كان بيرم بيسأل ليه

وطول ما حاير سؤاله ، مصر ياويلها

كان ابنها – والضنى غالى- ولا بيهون

ورغم طول اغترابه كان بغنيلها

ما همُّه همّه ولا بُعدُه عن الأحباب

كان همُّه ميلة سأل مولاه يعدّلها

عاشت حبيبته الصّبية في مواويله

وعاش في بحة ناياتها ، في مواويلها

ولا كل من خاض بحور الشعر صار شاعر

ولا كل كلمة تعيش من بعد قايلها !!

                                                 يناير 1979 م

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 101 مشاهدة
نشرت فى 5 ديسمبر 2013 بواسطة mogiat

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

28,001