<!--<!--
ولما سألته : تهمتى إيه ؟ ما كانش مريح
فى ردُّه ، إلاَّ إنه صريح
وقاللى تهمتك إنك
مشيت فى مظاهرة شعبية بدون تصريح !
ضحكت وقلتله : طيِّب وإيه يعنى ؟!
ما كل الناس بتتظاهر
وأغلب ظنّى إننا ناس !
فهل أصبح جريمة مجرد التعبير
عن الإحساس ؟ !
وهل قبضوا على كل اللى
شاركوا فى مظاهرات موسكو
وواشنطن وبون وباريس
ولندن ونيودلهى وطوكيو
وجاكارتا وسيدنى وسول
ومدريد وأمستردام
وبكِّين بل وتل أبيب ؟!
يا كابتن عيب !!
دا انا من طول تخاذلكم بدأت أشك
واسأل نفسى : هو اللى احنا شايفينه
دا تمثيل والاّ حرب بجد ؟!
وهل معقول يكون الدم
بقى ميّه لهذا الحد ؟!
يا كابتن دا احنا أحيانا بنتأثَّر
ببعض مشاهد الأفلام
ونتألم ونتحسر
ونبكى وهى حدّوته كلام فى كلام
فما بالك بتدمير شعب
مسلم عربى من غير ذنب
بتبرير واهى من عصابات ولاد الكلب !
هقول لك إيه ؟
ماهو اللى بيجرى للناس فى العراق
مش بس عيب دا حرام !
وباسأل قبَّضوكم كام ؟!
ووعدوكم بإيه بعد انتهاء الحرب ؟!
( علوج الغَرْب ) !
كما سمَّاهم ( الصحاف )
فى أحاديثه الشهيرة لبعثة الإعلام
وكان اللفظ مش مفهوم
لغاية ما اكتشفنا إن ( سيدنا عُمَر ) فى زمانه
كان بيسمِّى أجدادهم ( علوج الروم ) !
ومعناها حمير وحشية لها ريحة
كريهة يشمّها المزكوم !
ومن يومها لحد اليوم
مفيش بينهم وبينَّا عَمَار
وياللعار
فى لحظة الاختيار مابتختاروش غيرهم
سند وجوار
كأن الأمريكان هُمّا دوا داءكم
وبتسمُّوهم ( الحُلفاء ) وهُمّا ألد أعداءكم
وعايزينّى أصدقكم
وكل الخلق شايفين اختراع أمريكى
اسمه ( نيران صديقة ) مسيرها تحرفكم
ويبقى جزاءكم العادل ( جزا سِنِمَّار ) !
وأصل القصة مش قصة
نظام جايين لتغييره
وشعب الحب قطّع قلب أمريكا
وبريطانيا لتحريره !
علوج الغرب جايين لسبب
واحد مفيش غيره
بيخْفوه تحت يافطة بحث عن تسليح
دمار شامل
وهو – مع الأسف – رغبة
أكيدة فى احتلال كامل
علوج الغرب ناويين يسرقوا النخلة
وبير الجاز !
ويمحوا من الوجود إنجاز حضارى عظيم
لشعب أصيل
يا كابتن كل شىء واضح
ومش محتاج لأى دليل
مخالب إسرائيل فى الصورة
باينة لكل من يتأمل التفاصيل
وبغداد هى كلمة سر
( حلم من الفرات للنيل ) !
ودايما فيه بديل موجود
لكل عميل من الدلاديل
حبال أمريكا فوق الدبابات جاهزه
لتحطيم كافة التماثيل !
با كابتن باللى مانع عنى
أبسط حق للإنسان
وهو مشاركته فى مظاهرة سلمية
يعبّر فيها عن مكنون أحاسيسه بحرّية
خصوصا واحنا فى زمن الديمقراطية
فيه فى طريقها للإنعاش !
كفاكم خوف من الأوباش
فلا ( بلاير ) ولا ( أبواش ) !
بأحدث تكنولوجيا قدروا
على فلاح عراقى بسيط
واسمه ( على عبيد منقاش ) !
لا عنده صاروخ ولا رشاش
لكنه ببندقية رش تحت الغارة
نشّن وقَّع الطيّارة
وأكيد كلكم شفتوه
وسقّفتوله وأكيد لسّه بتحيّوه
وبتحيّوا معاه ( ميسون )
صبية أبية عراقية على الفضائية شفناها
وهى بتفترس دبابة الأوغاد
بإصرار واقتدار وعناد
وبتقول للى
خايفين ع العروش شوفوا الرجولة ؟
هى دى بغداد !
بناسها المؤمنين بوطن
عزيز عايشين على خيره
لا بالزعماء ولا بالجيش
وأصحاب امتيازاته ونياشينه ودبابيره !
بناسها اللى مصرِّين يمشوا
فى طريق آخره نصر مُبين أو استشهاد
ومش بيغنُّوا ( أمجاد يا عرب أمجاد ) !
كفاكم جعجعة وارموا
حمولكم ع اللى خالقكم
ومش ع اللى فَتَل دولاراته
حبل مَذَلّة خانقكم !
وميّعكم وضيّعكم وبيّعكم مبادئكم
وخلاكم مناضلين من ورا تكييف فنادقكم
كفاكم خزى واستسلام
ورابطوا فى خنادقكم
وصحّوا بارود بنادقكم
تراب البصرة والموصل
وبغداد مش هيتحرر
ومآسيهم هتتكرر
فى عواصمكم بلا استثناء
ما دمتم مؤمنين إن الغُزاة حُلفاء !
وطبعا مش هاقول كانت
بتعمل ( كونداليزا ) ايه
فى ( موسكو ) ليلة اللعبة
ما خلصت بالسقوط المُخزى
والحسرة اللى سكنت منِّنا الوجدان !
وطبعا مش هقول مين خان ومين اتخان
ولا مين اختفى ومين بان
لأن فلان إذا راح بكره ييجى فلان
ولو راحت لا يمكن ترجع الأوطان !!
أبريل 2003 م