تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

الحق المبين ولقطات ساخنة لمؤامرات نوفمبر الحزين

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

01227435754

24 نوفمبر 2011

<!--تهور المجلس العسكري والإخوان السياسيين: المجلس العسكري والإخوان السياسيون يعلنونها، عنوة وتهورا وطاعة عمياء لأوامر عليا، "لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات". من أين تأتي هذه الأوامر العليا؟ هذه فزورة، على كل قارئ أن يحاول حلها. الحل الذي أراه سأؤجل ذكره إلي نهاية المقال. أكثر من خمسة وثلاثين شهيدا وألفي مصابا لا تهز مشاعر هؤلاء القادة وأولئك الأتقياء، ثم هذه المطالب التي تصرخ بها ملايين الشعب الثائر تتقزم أمام الانتخابات المشئومة.

<!--الشعب المفترى عليه: يقول رموز الإخوان السياسيين أن مصر لا تحكمها الميادين، وأن تلك الميادين لا تمثل الشعب المصري، هكذا يقولون، وآخرهم كان أمين مجلس شورى الجماعة بالأمس، 85 مليون لا يمثلهم ملايين قليلة في ميادين مصر. الشعب ليس 85 مليون لأن هذا الرقم يشمل الأطفال والصبية حتى 15 سنة وكذلك يشمل الشيوخ فوق الـ 65، ومن ثم فالشعب الفعال لا يتعدى 48 مليون نسمة. وليتذكر الإخوان السياسيون الأذكياء أن أكثر من 18 مليون نسمة خرجوا في الميادين أثناء ثورة 25 يناير. ثم يتذكر السادة الأذكياء أن خروج مليون واحد فقط في ميدان التحرير معناه أنهم مليون أسرة تقريبا أي حوالي خمسة ملايين نسمة أي حوالي 56% من سكان القاهرة. ألا يكفيكم أن يكون هذا هو الشعب؟ ثم أن الحركة السياسية والقيادية والتنموية لا تتم من خلال الشعب كله بأطفاله وشيوخه ومجرميه ومرضاه وجوعاه من الفقراء المدقعين وربات منزله الفضليات. الحركة السياسية والتنموية تتم من خلال النخبة السياسية والإعلامية والطبقة الوسطى والمثقفين والنشطاء من المجتمع المدني. فاخجلوا من أنفسكم وتوقفوا عن ذكر أن الشعب يمثل 85 مليون نسمة، ولا تمثله الميادين.

<!--موقف المجلس العسكري: تأكد في شهر نوفمبر الحزين أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مصمم على عدم تحقيق مطالب الثورة، ومصمم على عدم تفكيك نظام مبارك بجميع رموزه وأعمدته سواءً منها من هم في السجون الفاخرة أو من هم على رأس القيادات في أجهزة الدولة التنفيذية والقضائية، وحتى خطاب المشير الأخير أكد هذا العزم وتلك النية. وقد نجح المجلس الأعلى في استقطاب جميع وزرائه أو خرسهم أو رشوتهم (يعلم الله) ليسيروا في ركابه. ومن ثم فإننا نهيب بأشراف هذه الثورة وخاصة الدكتور البرادعي والدكتور حسام عيسى والدكتور محمد غنيم والدكتور عبد الجليل مصطفى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسيد حمدين صباحي ألا يقبلوا رئاسة حكومة الإنقاذ الوطني المزمع إنشائها حسب وعد المشير إلا لو تأكد مؤسسيا أو دستوريا أو تنظيميا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يتدخل في عمل هذه الحكومة التي ستكون لها صلاحيات مطلقة بضمانات حقيقية.

<!--هل سيكون الجنزوري رئيسا للوزراء: في هذا المساء من 24 نوفمبر 2011 أعلنت وسائل الإعلام اختيار الدكتور الجنزوري لتشكيل وزارة إنقاذ وطني، وقد قبل الجنزوري التكليف، وقد كان أحد تسعة مرشحين لاختيار المجلس العسكري، والمؤكد إعلاميا أن الدكتور البرادعي والسيد عمرو موسى قد طلبا صلاحيات مطلقة لرئيس الوزراء لم يوافق عليها المجلس العسكري الذي صمم على أن يكون له دور في حكم البلاد. وهذا يؤكد على موقف المجلس العسكري المصمم على مقاومة تحقيق مطالب الثورة وعدم تفكيك النظام المباركي اللعين. ومن ثم فمن المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى مشكلات خطيرة في ميدان التحرير الذي يصمم على اعتزال المجلس العسكري للدور السياسي والتزامه فقط بحماية البلاد وأمنها القومي ورعاية الفترة الانتقالية على طريق تحقيق مطالب الثورة.

<!--حل الفزورة:  ما هي قدسية تنفيذ الانتخابات البرلمانية في موعدها تصميما من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان السياسيين.

<!--الحل الأول: بسيط جدا ويقول أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهدفه إعادة تفعيل النظام المباركي القديم يستطيع بسهولة أن يتواطأ مع الإخوان السياسيين بحيث يحقق هدفه بترسيخ فلول الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية مقابل حصول الإخوان السياسيين على أغلبية مأمولة في البرلمان، وبذلك يكون هدف المجلس العسكري الإستراتيجي قد تحقق، وتكون الجزرة قد علقت للإخوان السياسيين الذين يستعجلون رزقهم ويخططون على المدى القصير ولو علي حساب المكاسب الإستراتيجية.

<!--الحل الثاني: تدفع الانتخابات البرلمانية المجتمع المصري إلى فوضى وصراع بتواطؤ بين المجلس العسكري ونزلاء السجون الفاخرة، مبارك وكهنته العظام من أجل تحقيق الفوضى التي وعد بها مبارك تمهيدا للضغط على الشعب المصري للاستغاثة بالحكم العسكري واستعادة النظام السابق.

<!--الحل الثالث: وهو التواطؤ بين أمريكا وإسرائيل والإخوان السياسيين ومبارك وكهنته لفرض الحكم الديني على مصر مثل إيران وغزة والسودان وأفغانستان وذلك لأن هذا هو الأسلوب الأكيد لتفكيك الدولة بناء على الصراع الطائفي والديني والإيديولوجي السياسي والذي أكد عليه رئيس الموساد السابق الذي أكد على اختراق مصر بطريقة لن تخرج منها أبدا، وبذلك تدمر مصر من داخلها وتبقى إسرائيل آمنة مطمئنة وتستمر أمريكا في ابتزاز الثروات البترولية في دول الخليج وقمع المارد المصري من الخروج من قوقعه التخلف والامتداد المصري الذي يخافونه كما حدث في عهد محمد على الذي قضى على الوهابيين في الحجاز واحتل السودان وامتد إلى جزيرة كريت واليونان والشام حتى تمكنت انجلترا وروسيا وحلفاؤهما من حصر سلطانه في مصر ثم نفذوا نفس الخطة مع عبد الناصر عندما حاول الامتداد في اليمن وسوريا وإفريقيا بل والعالم كله بحربه للاستعمار والتحرر العالمي.

وفي النهاية أود أن أفعل كما يفعل بعض البلهاء عندما يحولون نظر المستمع من أهم القضايا إلى أتفه القضايا بأن أسأل سؤالا غريبا: في هذا الوقت الملتهب في ميدان التحرير واختيار حكومة الإنقاذ الوطني لماذا يعلن رموز الإخوان السياسيون عن مظاهرة تخرج من الجامع الأزهر مناصرة للمسجد الأقصى واعتداء إسرائيل عليه؟

وأخيرا، أقول الحق المبين: أيها المجلس العسكري، مصر في ثورة، ومعروف مطالبها، وأنت راعيها ومؤتمن عليها، أد الأمانة تسلم، وتسلم مصر، ويسلم شعبها، وتبا للخونة واللئام وأعداء مصر الكنانة، وأنت أعلم بهم.

 

 

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 243 مشاهدة

ساحة النقاش

asmaaeldsouky

لو شاهدت سيادتك حلقة اليوم من برنامج الأستاذ يسرى فودة وسمعت ما حدث للدكتورة منى الطحاوى من الامن والجيش لشعرت بالعار من أن هذا أمن بلدنا والمجلس العسكرى وهؤلاء المرتزقة من القوى السياسية والأحزاب قاتلهم الله.

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,739