اغرب عنا يا عمرو موسى أنت والانتهازيون أمثالك
بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
01227435754
22 نوفمبر 2011
أولا، قارئي الحبيب: أرجو أن تعذرني لأنه يبدو أنني سأضطر إلى استخدام كلمات ربما لا تصدر عن أستاذ جامعي تعلم الأسلوب العلمي والموضوعية، ليس هذا فحسب، بل وتعدى السبعين من عمره. اعذرني قارئي الحبيب فإن الدماء تغلي في عروقي. وتصور قارئي الحبيب أن ابنك أو حفيدك قد قتل أو فقئت عينه في ميدان التحرير، ميدان الأبطال، ميدان الشهداء، ميدان أبناء الكنانة الحقيقيين. تصور أيضا قارئي الحبيب أن قريبا لك من قيادات الشرطة قد نكل به وعزل أو ركن لأنه محترم شريف رفض أن يطلق الرصاص الحي من فوهات رشاشات المدرعات التي تطلق 400 طلقة في لحظات. تصور قارئي الحبيب أن موطنك مصر التي تذوب في عروقك تنتهك بواسطة مواطنين على رأس السلطة أو آخرين انتهازيين لا يهمهم إلا أن يتسلقوا إلى مواقع السلطة.
من هؤلاء الانتهازيين عمرو موسى، ذلك السياسي المحنك، وأقصد الذي يتسم بسمات السياسي أي الانتهازي، يظهر علينا في التلفاز هنا وهناك ولا يواسي شعبه المغلوب على أمره بكلمة، وإنما يقول كلمات لا معنى لها ولا مقصد بلهجة البطل الجسور والقائد المغوار، وكل ما يهمه هو الاستقرار وإجراء الانتخابات ثم رئاسة الجمهورية حتى يستقر سيادته على مقعد الرئيس اعتقادا منه أن ذلك سيؤدي بنا إلى حكومة مدنية وانتقال السلطة وكأنما شيئا لا يحدث في ميدان التحرير والدنيا تتحرك تماما ككرة الثلج. لماذا لا ينادي بالانتقال الفوري الآن إلى الحكومة المدنية القوية مع أمثاله من الشرفاء الذين يطالبون اليوم بالانتقال إلى حكومة إنقاذ فورية واستمرار المجلس العسكري في السلطة فقط مثل رئيس الجمهورية في دولة برلمانية خاصة بعد أن تأكد لسيادته الارتداد المعلن سلوكا وفعلا للمجلس العسكري عن الثورة وعن تحقيق آمال الشعب المصري ومطالب ثورته.
إما أن تنضموا أيها الإخوان السياسيون من جميع مشاربكم التي أشرقت علينا بعد الثورة الحبيبة، التي لم تسعوا إليها، إلى ميدان التحرير وتتوحدوا من أجل نفس المطلب، مطلب حكومة الإنقاذ الفورية، وإما أن تغربوا عنا وترحمونا حتى يسير قطار الثورة إلى الخير والعدل ثم الحقوا بنا بعد ذلك كالخوالف. دولة الخلافة التي تحلمون بها يا أذكياء لا يمكن أن تتحقق وأنتم لا تجدون لقمة عيشكم، وأنتم تستوردون سجادة الصلاة من بلاد "الكفر والفسق والفجور". لا يمكن أن تتحقق إلا بالقوة أولا وليس بالانتخابات أولا. الكلام موجه أيضا إلى مشايخكم ومرشحيكم المحتملين لرئاسة الجمهورية الشيخ حازم، والشيخ العوا، والشيخ أبو الفتوح. أرجو المعذرة، فأنتم أعقل مما تودون تحقيقه بتلك الانتخابات، فالانتخابات أيها العقلاء الأفاضل تبين الآن أنها ليست إلا جزرة معلقة في رقبة الحمار.
ارحمنا يا رئيس حزب الوفد، فالوفد لا يهمني الآن وتبا ولعنة على كل حزب لا ينظر إلى مصلحة مصر وشعبها، ارحمونا واتحدوا أصحاب تلك الأحزاب، واتحدوا ولا تتفرقوا شيعا كالخراف التائهة تتعقبها الذئاب وهي فرادى. فلننس جميعا السياسة الآن، لعنها الله ولعن من ابتكرها، ولنتوجه إلى ميدان التحرير لنوحد كلمة الشعب أمام تلك القوى العسكرية والشرطية التي تقتل شعبنا وأبناءنا.
هذه رسالة سريعة قصيرة غاضبة من مواطن غيور على وطنه، رسالة غير منمقة، كتبت في لحظات حتى تصل إلى الانتهازيين المنحرفين عن مطالب الثورة بسرعة. وفي النهاية إن لم تفعلوا شيئا فاغربوا عن وجوه الشرفاء الآن ثم الحقوا بهم كالخوالف عندما يحق الله الحق ويزهق الباطل، وهو وعد الله المحقق بإذنه سبحانه، وتهنئة لشعب مصر بتجديد ثورته، وأمتع الله شهداء التحرير بفردوسه الأعلى.
وأنت أيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذا كان البرادعي غير مستساغ لذوق سيادتكم، فمصر مليئة بغير البرادعي، ولكن ارحمونا أيضا باختياركم إن رجعتم إلى الحق، وقررتم مطالب الشعب بتحقيق حكومة إنقاذ فورية، فهناك مثل البرادعي أمثال الدكتور حسام عيسى والدكتور محمد غنيم وآخرون كثر، ولكن إياكم والانتهازيين، فلا تخرجونا من حفرة حتى توقعونا في "ضحضيرة"، ولو إني مش عارف معنى ضحضيرة إيه بالضبط. وفي النهاية أرجو أن تكونوا قد أحسستم بزفرتي الحزينة التي تبعثرت الأوراق من حولي بسببها.
ساحة النقاش