تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

 

 

إعلاميون عظماء وآخرون سفهاء

قراءة لـ "آخر كلام" المنتظر

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

01227435754

14 نوفمبر 2011

بالأمس، وبعد ثلاثة أسابيع عجاف طلع علينا قمر الوجه الجميل، بروحه النقية وقلبه المهموم، ومصريته الشامخة، الإعلامي الكبير يسرى فوده يذكرنا بقول الحق سبحانه وتعالى "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً"، ومعه زميلاه علاء الأسواني وإبراهيم عيسى ليصوروا لي شخصيا أهراما ثلاثة جميعهم من طراز "خوفو"، أي خافوا الله أنتم أيها الإعلاميون المرتزقة، الذين زينت لكم أموال الدنيا وبنوها سلوككم الانتهازي، على حساب فقراء مصر وشعبها الصابر الذي يشرفكم أن تعودوا وتستغفروه طلبا لغفران الله وتوبته عما اقترفتموه في حق ثورة قضاها الله سبحانه وتعالى له، وأنتم بجهلكم لا تدركون أن الله إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، رغما عنكم وعن أسيادكم وفلولكم وأموالكم وتوافه زينتكم. ولو كان الفقر المدقع يدفعكم لارتكاب أفعالكم لربما قد يعذركم بعض القلوب الرحيمة، ولكنكم لا تدركون أن ما تلهثون وراءه إنما هو سلطان فرعون المدحور ومكتنزات تُحمى عليها جباهكم وظهوركم، فأفيقوا من ضلالكم وعودوا لشعبكم، ولو كانت القضية غسل ذنوب بحجة وعمرتين وزيارتين للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ما كانت هناك حاجة لجهنم وبئس المصير، فشرط الحج والعمرة يا أذكياء هو حلال المال.

بقدر ما يفرحني إعلاميون بمثل هؤلاء الثلاثة بقدر ما يحزنني هؤلاء المنافقون على شاشات التلفاز والأوراق الصحفية، وكنت أود أن أذكر أسماء هؤلاء الكنوز الإعلامية وهم كثيرون أمثال منى ودينا وريم وشريف ..... فإنه لا يشرفني ذكر هؤلاء الآخرين إهمالا لهم وطلبا للستر وإمهالا لهم للتوبة.

لقد ناقش الأهرامات الثلاثة، يسري وزملاؤه، القضايا الملحة في هذا الشهر العاشر من عمر الثورة وأكدوا على المعاني التالية:

<!--الفشل الذريع للحكم الوطني والإدارة السياسية للمرحلة الانتقالية بعد ثورة يناير المستنيرة وضياع عشرة شهور منكسات لروح الثورة ومفزعات لحلم الشعب المصري في حياة كريمة حرة سلمية هي من حق شعب يدين له تاريخ الدنيا وترنو إليه أبصار العاقلين العارفين من شعوب العالم أجمع.

<!--بقدر ما يرجع هذا الفشل الذريع إلى سوء أداء أطراف الشعب المصري كله مجلساً عسكرياً وحكومةً وشعباً إلا أن الإعلاميين الثلاثة قد اتفقوا على تباين المسئولية عن هذا الفشل، بمعنى تزايد القدر منها بزيادة السلطة المتاحة لأي من تلك الأطراف. هم ذكروا مثالا، وليس تحديدا، كأن تكون مسئولية المجلس العسكري تمثل 70% من هذا الفشل والبقية للحكومة والشعب. وليسمح لي القارئ هنا، وبسبب تجربتي الشخصية في القيادة الإدارية وأيضا بسبب دراستي الأكاديمية، أن أزيد من هذه النسبة لكي تتعدى 90% لتعود إلي المجلس العسكري الذي ينفرد للمرة الأولى بالسلطة التنفيذية والتشريعية وقدر كبير من التأثير على السلطة القضائية بنيانيا ووظيفيا. وإن صح هذا التحليل فيصبح من الحتمي إذن أن يكون مركز المواجهة لهذا الفشل هو إصلاح أداء المجلس العسكري إصلاحا جذريا باعتناق قيم ثورية حقيقية، وقيم اجتماعية جماعية إيثارية، ومعايير أدائية تحكمها الكفاءة والموضوعية، وخلق تنظيم جماعي ومؤسسي جديد بدءًا بشكل المجلس الانتقالي الحاكم ومهامه، وانتهاءًا ببيئة العمل الوطني على مستوى الأفراد والجماعات سواءً على خط الإنتاج المصنعي أو المزرعة القزمية الصغيرة أو المتجر الصغير أو العمل الهامشي بالمقتصد الموازي غير الرسمي.

<!--من منطلق النقطة الثانية السابقة اتفق الإعلاميون الثلاثة على عدم قدرة المجلس العسكري، باستخدام الجيش أو الشرطة العسكرية، على مواجهة الانفلات الأمني وهو أمر قد أكدته الأحداث العديدة السابقة والتي اضطرته إلى اللجوء إلى أساليب المجالس العربية وسلطات "الرموز" الدينية وبركاتها، وأضيف أنا "ولم يبق إلا اللجوء إلى السحرة والمشوعذين"، لمواجهة هذا الانفلات الأمني الذي يعترف الجميع بأنه يحدث بسبب مطالب مشروعة.  ومن أجل ذلك اتفق الإعلاميون الثلاثة على حتمية قيام المجلس العسكري بالبدء فورا في إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإجبار الشرطة المصرية على القيام بمهمتها التي لا زالت تُؤجر من أجلها من ضرائب الشعب وأمواله. واتفقوا أيضا على عناد المجلس العسكري وعدم إنصاته لنصائح العاقلين، وضرورة تخليه عن مستشاري السوء، وسرعة النظر في إمكانية استغلال الخريجين من الحقوقيين وتأهيلهم شرطيا لمدة وجيزة، ومدى ما كان من الممكن أن يتوافر جهاز شرطي ذو ثقافة ثورية وطنية شعبية شأنها شأن شرطة دول العالم الطبيعية لو تم عمل ذلك منذ 2 فبراير بعد معركة الجمل.

<!--اتفق الإعلاميون الثلاثة على وجود معالم الظلم والمخالفة القضائية الصارخة المتمثلة في محاكمات عسكرية لمدنيين بالآلاف (12000 أو يزيد) في الوقت الذي يحاكم فيه مبارك نفسه بصفته عسكريا، وكيف لا وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، محاكمة مدنية استفزازية لكل قواعد العدل ومشاعر الشعب وأرواح الشهداء في عالمهم الآخر. ومن ثم فقد طالب الإعلاميون الثلاثة بضرورة المحاكمة المدنية للمدنيين، وسرعة محاكمة مبارك ورموز نظامه، وتحويل محاكمة المتهمين في مجزرة ماسبيرو إلى سلطة قضائية مستقلة حتى لا يكون الجيش خصما وحكما في نفس الوقت.

<!--اتفق الإعلاميون الثلاثة مع ما اكتشفته دراسة قناة الحياة من انخفاض شعبية المجلس العسكري من 86% بعد ثلاثة أشهر من الثورة إلى 61% الآن، ويرشحون المزيد من استمرار ذلك الانخفاض. واتفقوا أيضا على أن استمرار المجلس العسكري في أدائه المترهل للمرحلة الانتقالية سيضر بالعلاقة بين الجيش والشعب، ذلك الجيش وتلك المؤسسة العسكرية التي يجلها الإعلاميون الثلاثة، ومعهم شعب مصر صاحب هذا الجيش ومصدر شرعيته.

الخلاصة: وهي من "عندياتي"، إن إنقاذ مصر من هذا المستنقع، ودون الحاجة لثورة ثانية وخاصة مع اقتراب اليوم السحري 25 يناير عام 2012، هو ضرورة الحركة من قبل المجلس العسكري. لابد أن يبقى الجيش والشعب "إيد واحدة" وهذه نعمة كبرى لكم قبلنا ولنا من بعدكم يا سيادة الحبيب المشير ومعك الأحبة أعضاء مجلسكم الموقر. يستحيل، ولن يقبل مخلوق مصري أيا كان أن يكون الجيش والشعب يدين منفصلين، الجيش هو اليد العليا والشعب هو اليد السفلى، فلا أحدهما أَخْيَر من الآخر، كلاهما وجهان لعملة واحدة. حان الوقت لكي يؤمن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن هناك ثورة، وأن هناك عدل، وأن هناك حق باق، وأن هناك باطل زاهق، وأن هناك دَيْن مستحق للشعب على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأن قطار الثورة ماض ماض، وأن هناك شعبا استيقظ وتنفس الحياة، وأن هناك عظماء مصريين يستطيعون إعادة مجدها، ولا تنسوا حرب 73 من جانبكم، وأن شعب مصر ينسى ويغفر ويفرح بالقليل، فما بالكم لو نال حقه كاملا؟ وإني أراهن أنه لو مشت الثورة في طريقها المستقيم وتحققت مطالبها كاملة لغفر الشعب لمبارك وكهنته طالما لا يشاهد وجوههم، ولرفع المشير ورفاقه على الأعناق حينما يحترم العالم مصر الحرة القوية المسالمة.

وفي النهاية، أعود للبداية، وأقول ذكرني الحبيب يسري فوده بأم المؤمنين عائشة حينما تصدقت بشاة وأبقت للحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الكتف، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحب من الشاة الكتف. وقالت ذهبت الشاة وبقي الكتف يا رسول الله. قال بل قولي "ذهب الكتف وبقيت الشاة"، فأنت يا يسري أول من يعلم، على عكس الإعلاميين المرتزقة، أن الله  قد أبقى لك أجر الأسابيع الثلاثة من "أُون ت في" وبارك الله لك فيما رزقك من قبلهن.

 

 

 

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

asmaaeldsouky

احترم سيادتكم لاحترام الجهابذة دكتور علاء والاستاذ يسرى والاستاذ ابراهيم ولكن طلبات سيادتك بعيدة المنال سيادتك تتحدث مع قوم " صم بكم عمى فهم لا يعقلون " لنا الله هؤلاء المسؤلون ينطبق عليهم اية"يا أيهاالذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون"وايات أخرى كثيرة . باحثة سياسية

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,712