تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

authentication required

برجاء نشر هذا المقال أو نشر معانيه

هل تحقق حلم الجمل واندلعت الفتنة الكبرى؟

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]                 8 أكتوبر 2011

لا أدري وبدون مناسبة إذ قلت لزوجتي في صباح يوم الأحد الحزين التاسع من أكتوبر ما لا يجب أن أقوله بطبيعة الحال "لو كنت مسيحيا لهاجرت من هذه البلد". هذا مع أنني شخصيا من أسرة هاجرت من الجزيرة العربية إلى مصر منذ حوالي 200 عاما، بمعنى أنني لست مصريا قبطيا، أما معظم مسلمي مصر فهم أقباط تحولوا للإسلام، وبقى معهم إخوانهم ممن اختاروا أن يستمروا على دينهم المسيحي. وعاش الأقباط مسلمين ومسيحيين كإخوة متحابين أربعة عشر  قرنا. ولا أريد أن أسترسل في قصص الود والحب والعطاء المتبادل بين الفئتين. ليس هذا فحسب بل إن حماتي رحمها الله قالت لابنها الضابط بسلاح المدفعية وهو ذاهب لحرب السابع والستين الاستعراضية أرجو ألا تقتل أخاك اليهودي من الرضاعة الذي كانت أسرته جارة لنا في حي الظاهر وهي تعلم الآية الكريمة: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ". الحياة الجمعية والعشرة والمواطنة تجمع بين الأديان وتحقق الروح الإسلامية السمحة بمعناها الحقيقي.

فماذا دهانا مسلمي القرن الواحد والعشرين، وما هذا الذي دهانا من تخلف وظلام خيم على عقولنا؟ ألسنا نخالف الفطرة؟ ألسنا نخالف الإسلام الحقيقي؟ في ليلة الثلاثين من يوليو الماضي (أي منذ  حوالي سبعين يوما) أزعجني كابوس ليلي فأصبحت وكتبت مقالة بعنوان "الإسلاميون وحلم الجمل" وأدعوك قارئي العزيز أن ترجع إليها في هذا الرابط لأني لن أعيد ما قلته هناك وما حذرت منه مرارا وتكرارا.

http://kenanaonline.com/users/mngamie/most_visited_posts#http://kenanonline.com/users/mngamie/posts/297059

ولا زال الإسلام السياسي يمرح على المسرح السياسي ومرشحوه يتداخلون على الفضائيات مع أني قد حذرتهم في مقالاتي أيضا بالصبر على السياسة حتى تُبنى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وعندئذ يفعلون ما يريدون، أما الآن فعجلتهم تلك قد تؤدي إلى فتنة كبرى وخاصة أيضا لو تطورت الظروف إلى نجاح أحدهم واعتلائه كرسي رئاسة الجمهورية، فعندها بالفعل ستكون الفتنة الكبرى، إذ من قبل ذلك وبالأمس فقط رأينا، وقلوبنا تقطر دماءً، مقدمات تلك المصيبة الكبرى باستشهاد ما يقرب من الثلاثين وإصابة ما يقرب من المائتين. فماذا نحن فاعلون؟

1. المجلس العسكري هو الحاكم الفعلي لمصر الآن وعليه تقع المسئولية كاملة، وإلا فعليه أن يسلم الراية لحكومة إنقاذ مدنية كاملة السلطات يشكلها هو فورا. وقد اقترحت من قبل سيناريوهات من هذا القبيل ولكنها كانت تؤخذ باستخفاف.

2. أقترح انسحاب جميع مرشحي الرئاسة من تيارات الإسلام السياسي، وأنا أعتقد أنها ستكون إشارة وطنية على أعلى مستوى من جانب هؤلاء المرشحين وأنا أقصد بالطبع الدكتور العوا والدكتور أبو الفتوح والشيخ حازم أبو إسماعيل.

3. التوجه فورا من جانب المجلس العسكري بالنظر في مطالب الإخوة الأقباط وهو كلها مطالب مشروعة وواجبة، وليس هذا استسلاما لضغط المظاهرات أو غير ذلك وإنما هو تطبيق لمبدأ "الرجوع إلى الحق فريضة." وليس هذا ضعفا من جانب المجلس العسكري وإنما هو إيمان بمصر أولا، وبالعدالة، وبالثورة الينايرية المستنيرة، ووأد لأعداء الثورة ونظام مبارك الذي هو السبب الحقيقي وراء تلك المؤامرة الكبرى.

4. رفض أي تدخلات خارجية رفضا كاملا، فلست أدري ماذا نقول حول هذا الخبر العجيب بوصول وفد أمني إسرائيلي على متن طائرة خاصة أثناء تلك الأحداث المشئومة، ولا يتحدث عنه أحد سوى عرضه في الشريط المتحرك على شاشة التليفزيون.

5. نرجو أن يوفر علينا كل من ينادي بالطبطبة والحضن وكل هذه النداءات العاجزة أن يتوقفوا عن ذلك الهراء ويطالبوا بأفعال حقيقية تحقق مطالب الإخوة الأقباط، والكل يعلمها.

6.أشارك في النهاية الرأي أو المطلب الشائع على كل لسان وهو التحقيق الفوري والتعامل القانوني الرادع مع المسئولين عن هذه الفتنة المشئومة. ويا ليتنا نعلم كيف صبر الجيش على ما هو أصعب من هذا الموقف ولم يطلق الرصاص على المتظاهرين، ويلجأ إلى أطلاق النار لأول مرة بهذه الصورة.

وصبرا شعبنا الحبيب على هذا الابتلاء العظيم، وسنبقى مدينين للضحايا من أبنائنا المتظاهرين وأبنائنا جنود القوات المسلحة وأسرهم وألهمنا وألهمهم الله الصبر والسلوان.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,663