تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

Subject:هل أنت مؤمن بالثورة أم أنك انتهازي؟

الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.

إن لم يعجبك قولي فأرشدني،

وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،

أو بلوكمي، أو سبام مي.

 هل أنت مؤمن بالثورة أم أنك انتهازي؟

                                            بقلم                                          

20 سبتمبر 2011

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

 مؤمن بأهداف الثورة أي بالحرية والديمقراطية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية، هذا أمر مفهوم، وأعتقد أننا نوافق عليه جميعا بنسبة 95% على الأقل. أما الانتهازي فهو الذي ينتهز الفرصة، أو ينتهز موقفا معينا، أو يركب الموجة لتحقيق هدف شخصي أو فئوي أو قَبَلي أو غير عام بصفة عامة. وقد لا يتعارض هدف الشخص الانتهازي مع الهدف العام، ولكن يأتي المعنى السلبي للانتهازية من سيطرة الهدف الشخصي على الهدف العام بما في ذلك من وجود تعارض موروث في معظم الأحيان بين الأهداف الشخصية الأهداف العامة مما يؤكد قلة الإخلاص وضعف الإيمان من جانب الانتهازي بالهدف العام. ومن ثم فلا تتوقع من الانتهازي أن يعينك على تحقيق الهدف العام وهو مطالب الثورة وغاياتها.

وهناك فئة من البؤساء أصحاب الفقر المدقع، هم بين الحياة والموت، غابت عقولهم من فقر الغذاء، فهم لا يفكرون لا في هدف عام ولا في هدف خاص. أوصلَهم نظام الدكتاتور المخلوع إلى ما يقرب من 20% من شعبنا الحبيب.

المهم، إنني لا أزكي نفسي في أي شيء على الإطلاق إلا إنني أفخر، مع نفسي طبعا، بأنني أنضم إلى فئة الخمسة في المائة العليا من حيث الإيمان بالثورة وتحقيق أهدافها. ولذلك سألت نفسي أن أرصد المطالب الملحة الحالية من وجهة نظري لتحقيق أهداف الثورة مرتبة حسب درجة أهميتها ودرجة شغلها لمساحة فكري وهَمًي عموما. وهنا أدعوك قارئي الحبيب أن تتوقف الآن عن القراءة وتفكر أنت في هذه المطالب من وجهة نظرك ثم تكتبها بالترتيب، ثم تعاود قراءة المقال، ثم نتحاور معا "تليباثيا" أي عبر "التخاطر الأثيري."

<!--المطلب الأول هو أن يكون المجلس الأعلى للقوات المسلحة ثوريا، أي ينضم إلي الثوار، ويصبح لب الثورة وعمادها وليس مجرد حارس أو راع لها. ولذلك فقد كتبت كثيرا مناشدا مجلسنا الموقر بتحقيق المطالب الثورية، فاللهم ربي يا قريب، يا مجيب الدعاء، أعز الثورة بانضمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجيشنا الحبيب إلى الثورة. وكيف لا يكون الجيش المصري أبدا وإلى أن تقوم الساعة إلا أن يكون مؤمنا بالحرية والديمقراطية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية. إذا لم يكن المجلس الأعلى كذلك فتأكد من أن موتور السيارة الروزلرويس خال من الوقود.

<!--كيف نضع كشعب مصري وثوار بالدرجة الأولى الدكتور البرادعي إلى مقعد خادم الشعب المصري، مقعد رئاسة الجمهورية. نحن شعب عمق فينا الدكتاتور المخلوع، حاسبه الله، طبائع سلبية مثل الخوف، والنفاق، وتأليه الحاكم خوفا منه، والعزلة واللامبالاة والبعد عن المشاركة والإيجابية والبعد عن السلطان خوفا منه أيضا، والتبعية والخضوع، والائتمار، والأنانية، وغير ذلك كثير من سلبيات السلوك. ومن هنا سيكون رئيس الجمهورية في ظل حداثة وهشاشة المؤسسات المجتمعية التي تنشأ الآن بدرجة غير مرضية على الإطلاق دور أساسي في بناء الدولة الحديثة والتحول نحو مصر الجديدة إن شاء الله. وإذا كان عنوان المقال الحالي هو المقابلة بين الإيمان بالثورة والانتهازية فإن الدكتور البرادعي هو أعظم مرشحي الرئاسة إيمانا بها وأقلهم انتهازية إذا كان فيهم درجة من الانتهازية. وقد كتبت من قبل أيضا في المبررات الأخرى لاختياري لهذا القائد الكريم بنفس الكثرة التي كتبت فيها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

<!--إبعاد مرشحي الرئاسة من دعاة الإسلام السياسي عن مقعد رئاسة الجمهورية الأولى فقط بعد الثورة، وليس في هذا إنكار للقيم الإسلامية والإيمان بشرع الله، وإلا فأنزل اللهم عليً عقابك في الدنيا قبل الآخرة. تتحقق مطالب الثورة بإقامة الدولة القوية على أسس علمية يشترك فيها العلم الطبيعي (الكيمياء والفيزياء والبيولوجي والفلك...إلخ) مع العلم الاجتماعي (السياسة والاقتصاد والاجتماع والسيكولوجي والأنثروبولوجي والتاريخ) مع الإنسانيات، وهي الفرع الثالث من المعرفة الإنسانية الذي يضم الدين والفلسفة والقانون والفن واللغات والرياضة والمنطق والأدب وغيرها. ستقول لي يا دكتور عوا، أو يا دكتور أبو الفتوح، أو يا دكتور أبو إسماعيل "الإسلام يؤمن بكل هذا". أقول لكم الدكتور البرادعي وغيره من المرشحين الآخرين سيطبقون مثلكم تماما قيم الإسلام وشرع الله، ولكنه بجانب إيمانه بالحرية الدينية، والتي أثبت العلم الاجتماعي أنها إحدى دوافع القوة والتنمية، فهو القادر على إطفاء ما تعاني مصر منه الآن من لهيب الفتنة الطائفية والتربص الديني العقيم، وفي شغل أحدكم لمقعد الرئاسة في هذه المرحلة إشعال لتلك الفتنة وتحقيق لخطط إسرائيل لتقسيم مصر وتفتيتها. ولكي أوضح لسيادتكم انتهازية التيار الإسلامي أحكي لكم هذا المشهد:

"في جلسة مسلية جمعت الإعلامية رهام السهلي طلعت السادات وصفوت حجازي للمصالحة بينهما، وفي نهاية الجلسة سألت الاثنين ما هي روشتكم لمصر في المرحلة الحالية؟ أجاب السادات إجابة رائعة بدأها بتطهير الدولة من أذناب النظام البائد واستطرد بنقاط ممتازة للتنمية والإصلاح. أما صفوت حجازي، الذي كرر اسمه فخرا في الجلسة أكثر من مليون مرة، فنسي كل ذلك وقال الانتخابات في موعدها، وضع الدستور، وانتخابات الرئاسة وتسليم الدولة لسلطة مدنية، ثم بدرجة من عدم الاكتراث قال بعدها ننظر في الحاجات دي (يقصد مطالب التنمية)، يعني المهم الوصول إلى الحكم ثم يحلها ربنا."

<!--الإعلام الارتزاقي المبتسم هادئ الأعصاب "عبد المال والإعلان والتسالي"، كيف يجند نفسه لخدمة تحقيق أهداف الثورة وإقصاء الفلول أعضاء قوائم العار؟ وقلت من قبل أنه يجب أن يوجه الإعلاميون 75% من وقتهم لفعل ما تفعله الجزيرة مباشر، أعادها الله لرحاب مصر الحبيبة، ويا أصحاب الحكم والحكومة اتقوا الله فالكفن ليس له جيوب، ونشوة السلطة زائلة، وخاصة بالنسبة لتلك الحكومة الحالية، حكومة العرائس أو خيال المقاتة إن شئت.

<!--الهم الخامس هو بث الأمل وإزالة الإحباط لدي شعبنا، فالثورة مستمرة، وستحقق أهدافها بإذن من أقامها سبحانه وتعالى. ولكن يا شبابنا أبنائي الأحبة لنتعاون جميعا على اجتثاث الفلول وبقايا النظام، فهم أعداء أنفسهم وأعداء الثورة الحقيقيين، ونضعهم جميعا في قوائم العار بالرغم من وجوههم الكالحة وأشعبيتهم الشرهة وقلوبهم الميتة. كل منا وكل شاب وكل ثوري فينا يبحث عن هؤلاء أعضاء الحزب الوطني المنحل وأشباههم ممن هم في السلطة حاليا ونعلنهم في قوائم العار في كل دائرة حتى لا يغتر البسطاء بأموالهم وألسنتهم المعسولة ثم يرجعونا إلى عصر الظلم والظلمات عصر الطاغية ومن حوله من الطفيليين الذين ظلموا هذه الدولة الرائعة وهذا الشعب الطيب الحبيب.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

100,733