تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

Subject:تحالف الأكابر وقهر الحرافيش

الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.

إن لم يعجبك قولي فأرشدني،

وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،

أو بلوكمي، أو سبام مي.

أ.د. محمد نبيل جامع [email protected]

 

تحالف الأكابر وقهر الحرافيش

إذا كنت من أعداء الثورة فلن يفيدك هذا المقال

مع رجاء نشر هذه الرسالة أو نشر معانيها

  بقلم

14 سبتمبر 2011

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

"إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، صدقت أيها الحبيب صلى الله عليك وسلم. أناديكم أنا الحرفوش كاتب هذه السطور يا حرافيش مصر وشعبها الكريم ألا تيئسوا من رحمة الله، ولا تُحبطوا، ولا تفقدوا الأمل. لقد عرفنا طريقنا، وكُشفت عنا الغمة، ووالله إنها لثورة حتى الحرية والكرامة والعزة والقوة رجاءً في رضاء الله سبحانه وتعالى.

إذا كان أعداء الثورة تدب فيهم الحياة الآن فهم ليسوا إلا كفيروس ينشط أحيانا ليستنفر مناعة الجسد السليم حتى يزداد هذا الجسد قوة ومنعة لقتل هذا الفيروس أو عقله في زنزانة أعتى من تلك التي كان خامدا فيها.

لقد استخلصنا في مقالنا السابق وعنوانه:

 "مواجهة الأزمة الكبرى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: استثمار الكنوز وتحطيم القيود"

{http://kenanaonline.com/users/mngamie/posts#http://kenanaonline.com/users/mngamie/posts/316200}

أن مسرح القوة في مصر الآن يعتليه ثلاثة أكابر، أعظمهم الكبير الأكبر الذي ورثه الملك الفرعون الساقط حكم مصر وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأوسطهم الشرطة (وزارة الداخلية) بميزانيتها الهائلة وجنودها الذين تعدى عددهم عدد جنود القوات المسلحة سواءً من جنود الأمن المركزي أو البلطجية وعتادها الرهيب، ثم الكبير الأصغر وهو مؤسسة الرئاسة والحرس الجمهوري، هذا بجانب الطفيليين من رجال الأعمال والإقطاعيين السياسيين والحكوميين الذين يخدمون هؤلاء الأكابر الثلاثة. والواضح أن هناك علاقة تواؤمية توافقية بين الأكابر الثلاثة لأن الانصياع التام لمطالب الحرافيش والخضوع الكامل لسونامي ثورتهم المستنيرة سوف يفقدهم جميعا متاع الدنيا وسلطانها مع أنهم يعلمون أن قطار العمر لا يتوقف، والدنيا زائلة ولا تساوي جناح بعوضة، كما لا يشعرون بهول الوقوف في محكمة الجبار عز وجل، حيث لن يجرأ أحدهم أن يأكل السوداني (أقصد الكاجو أو اللوز) كما كان يفعل فتحي سرور وهو في قفص الاتهام كما لو كان في نزهة أو على يقين من حكم البراءة... يا له من جبلة !!

ومن يتابع تحليلي في المقال السابق يرى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمواطن قوته الخمسة ومواطن هشاشته الإثني عشر لن يتمكن من تحقيق قدر كاف من مطالب الثورة وأهدافها. وفي تحليل آخر أكثر إسهابا وواقعية وشمولا وبساطة ووضوحا يتفق معنا الكاتب الدكتور محمد السيد سليم في تلك الخلاصة  في مقالته بعنوان "إفشال ثورة 25 يناير مع سبق الإصرار والترصد،" (العربي، عدد 1273، 11/9/2011). ومن ثم فقد اقترحت أحد حلين أو بديلين: البديل الأول: يعتمد على مبدأ "الرجوع إلى الحق فريضة وليس مجرد فضيلة" وهو وضع دستور جديد، ثم انتخاب رئيس للجمهورية وحلف لليمين أمام القضاء أو المجلس العسكري أو على المصحف الشريف أمام شيخ الأزهر، ثم تشكيل حكومة، ثم إجراء الانتخابات البرلمانية، وذلك بعد إقناع السياسيين الانتهازيين من التيارات الإسلامية والأحزاب الكرتونية القديمة وإهمال فلول النظام من الحزب الوطني وحلفائه. ثم يجرى احتفال شكر للقوات المسلحة عند انسحابها من السلطة المدنية تدريجيا. البديل الثاني: هو الانتهاء من محاكمة مبارك والإعفاء عنه إذا أدين، ومعه أيضا آخرين ممن قد يراهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة (فهم بالتأكيد ليسوا أكثر ذنبا منه)، ثم تطبيق البديل الأول المذكور أعلاه، وذلك من أجل التحول من محلك سر، (أو ربما للخلف در) إلى للأمام مارش.

ثم هناك حل آخر يقوده الانهزاميون أو فلول النظام القديم وهو استمرار الحكم العسكري والذي اقترحه بالأمس قامة صحفية كبرى وهو للأسف الأستاذ صلاح منتصر!! وفي ظل تلك المتاهة يخرج علينا الدكتور البرادعي بمبادرة رشيدة، كعادته دائما، يسهُل على المجلس الأعلى للقوات المسلحة هضمها وقبولها لواقعيتها وموضوعيتها وتتمثل في النقاط التالي بإيجاز:

<!--خارطة طريق واضحة نحو نظام ديمقراطي لا تستغرق أكثر من عام من اليوم.

<!--أن تكون الحكومة حكومة إنقاذ وطني بكافة الصلاحيات مع التنسيق مع المجلس العسكري الذي يركز على حماية الوطن من الأخطار الخارجية المهددة له.

<!--إعادة النظر في الإعلان الدستوري، وينتخب الشعب لجنة تأسيسية لوضع الدستور أو على الأقل الاتفاق على الملامح الرئيسية للدستور ومعايير انتخاب اللجنة التأسيسية في إعلان دستوري يستفتي عليه الشعب.

<!--إجراء انتخابات برلمانية تضمن الفرصة المتكافئة لكافة قوي الشعب داخل مصر وخارجها في التمثيل العادل.

<!--انتخابات رئاسية معروف مقدماً شكل النظام السياسي التي تجري في إطاره.

<!--الإعادة الفورية لهيكلة الجهاز الأمني بكافة فروعه، وبشكل خاص التغيير الكامل لثقافة تلك الأجهزة وعقيدتها.

<!--وضع خطة اقتصادية قصيرة الأجل لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية الطاحنة عن طريق خلق الظروف والقوانين والإجراءات الجاذبة للمستثمرين، وكذلك بذل الجهد لإحياء حركة السياحة مرة أخري دون تعقيدات أمنية أو أي إجراءات من شأنها أن تكون قوة طاردة للسياحة.

هذا وقد وافق المحللون والمعلقون على خطة البرادعي فيما عدا أن البعض رأى أن الخطة الاقتصادية هذه يجب أن تكون من مهمة الحكومة المدنية التي ستتسلم الحكم بعد انتخابات الرئاسة، ولكن الرد على هذا بسيط جدا حيث لا يتطلب الأمر إلا تفكيرا رشيدا يعقبه إصدار قرارات وقوانين هي من سلطة المجلس العسكري، وهذا هو التغيير المؤسسي الفعال لخلق الظروف وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي والمشاركة التنموية الشعبية.

الخلاصة: لماذا لا يجلس الأكابر الثلاثة دون خدمهم الطفيليين حول مائدة مستديرة يعلوها مفرش قطني مصري جميل منقوش بصور الشهداء وكوكب الشرق وهي تغني "وقف الخلق..." وصور الثوار فوق الدبابات يصرخون والجنود في أحضانهم "الشعب والجيش إيد واحدة"، والمواطنون يصافحون ضباط الشرطة بملابسهم السوداء بعد أول نزول لهم بعد الثورة، يجلسون حول هذه المائدة المستديرة يناقشون مبادرة الدكتور البرادعي توطئة لتنفيذها من أجل شعبهم المقهور، من أجل الأحياء من سكان القبور، من أجل الجوعى والعراة في المدن والكفور. الثورة بسيطة وحلولها بسيطة والإرادة السياسية هي الطريق إلي التظلل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

100,733