تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

أبشر يا أسواني، واصبر يا بلال، ولا تذبل يا عيسى

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الأسكندرية

0127435754                27/5/2011

[email protected]

 

وأنا رابعكم أقول لنفسي، وأنا على مشارف السبعين، لا تيأس يا عبد الله. أما أنت يا برادعي فقد نصرك الله وقامت الثورة بفضل الله، ثم بجهادك أنت وشباب مصر، يا من لست "سلفيا" أو "إخوانيا" من المنتمين إلى الدعاية الصلفية أو الإخوان المتسيسين. وسوف يتم الله نصره عليك وعلينا بنهضة مصر إن شاء الله، إن عاجلا أو آجلا، بالرغم من شبابها المتلونين الذين يدعون أنهم أساتذة في علم السياسة، وإن صدقوا فهم أساتذة في علم سياسة مكيافيللي وليس علم سياسة عمر بن الخطاب أو عمر بن العاص ناهيك عن سياسة الحبيب صلى الله عليه وسلم. هؤلاء الشباب الذين غروا أولي الأمر فعينوهم مستشارين لرئيس الوزراء أو متحدثين شهيرين باسم السلطة التي لا زالت تحكم حكما تعود عليه الشعب الصابر وهو الحكم السلطوي المنفرد بالقرارات الهامة.

أما أنتم أيها المجاهدون، ومعكم كثيرون من أبناء مصر الشرفاء، هم من أناديهم ليستمروا ويزدادوا جهادا من أجل مصر المستقبل، مهد النور الإسلامي بعد الحرمين الشريفين، ومنبع الدعوة الإسلامية السمحة على نور الأزهر الشريف بعد أربع قرون من الرسالة المحمدية، التي قال عنها حبيب الله وحبيب البشر أجمعين "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وأن مثله صلى الله عليه وسلم ومثل الأنبياء من قبله كمثل لبنة في ركن بيت يتم بها بناء البيت الجميل. صلى الله عليك يا حبيبي يا أكرم الخلق، يا من لا تزكي نفسك، يا من تعلم أن الله لن يدخلك الجنة إلا برحمته، يا لين الجانب، يا من غابت عنك الغلظة والفظاظة والتهديد والوعيد الذي يرعبنا به دعاة الحاضر المظلم الذي أغرقنا فيه مبارك وكهنته الشياطين.

لقد زقزقت العصافير في ميدان التحرير، وبزع نور الفجر، وستشرق الشمس كاملة إن شاء الله على مصر الحبيبة، وسوف يخجل المنافقون لحظتها من أنفسهم كما يخجل الفاسدون اليوم من صورهم.

المشكلة الكبرى الآن هي مشكلة شعبنا المخدوع البسيط الذي سيذهب للصناديق ويعطي صوته ليس للبرادعي، أفضل المرشحين في رأيي على الإطلاق، وبمئات الفراسخ والأميال، ولكن ليصوتوا لأي شخص يوسم بانتمائه للإخوان المتسيسين أو للسلفيين المحدثين. ويا ليت شعبنا من هؤلاء البسطاء في هذه المرة يقول لنفسه: لقد فوجئت بالديمقراطية، وقد تكاثفت الغيوم على عقلي، وتعقدت الأمور على ملكاتي، وبقيت أتعجب لهذا السيل غير المنقطع للمتدافعين للترشح لرئاسة الجمهورية، ولقد وجدت الحل: سوف أكتفي برأي أبنائي المتعلمين وقرارهم لاختيار مرشح مصر القادم للرئاسة، وأترك لهم اختيار من سيقودهم فهم أصحاب المستقبل وهم الأحق باختيار قادته. أما أنا فمصلحتي هي مصلحة أبنائي ولو تدخلت برأيي فقد أفسد قرارهم ومصلحتهم على غير علم مني. وليس هذا حجرا على رأي الشيوخ البسطاء من أبناء مصر الصابرين، ولكن دعوة لترشيد القرار لمصلحة شباب مصر الطاهر ومستقبلها الزاهر بإذن الله، أما هم فأرجو أن يكتفوا بالدعاء للمولى سبحانه وتعالي أن ينقذ مصر وشعبها من هؤلاء الثعالب وتلك السباع التي لا تشبع من نهب هذا البلد العتيد وأكل لحم أبنائها ميتا، والله قدير.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,900