ضربك حلو يا عمدة والمجلس العسكري
بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
قسم التنمية الريفية كلية الزراعة بالشاطبي
0127435754 6/6/2011
هذا المقال لا يخص المجلس العسكري ولا يخص العمدة. في طفولتي (وأنا الآن في السبعين) رأيت عمدة في محافظة الدقهلية يضرب زوجته بعنف "وبالخرزانة"، وكنت أراها ثابتة كالجبل وتقول "ضربك حلو يا عمدة". وتفسير ذلك حسب تفاسير المفسرين أن الزوجة كانت "تغيظ" سِلفتها من ناحية وتستمتع بإشباع حاجة الاعتماد والتبعية من ناحية أخرى. هذا المقال يعلق على صحفي مرموق، أعتقد أيضا أن له برنامجا تليفزيونيا من برامج المحادثة، وهو صحفي لا أشعر له بمواقف محددة يتخذها، وأنعم الله عليه بوجه لا ينفعل. ولذلك فمن مزاياه أنه يقصر فترة قراءتي للصحيفة التي يكتب فيها بانتظام حيث لا أقرأ عاموده. المهم أنني اضطررت مرة لقراءة هذا العامود لأنه ذكر في العنوان المجلس العسكري، حيث يطالبنا بأن نساند المجلس العسكري ونبتعد عن مناقشته مثل ابتعادنا عن "المناطق العسكرية الممنوعة من التصوير". والعجيب أنه يطالبنا بهذه المساندة سواءً بالحق أو بالباطل، أي نساند المجلس العسكري سواءً كان على حق أم كان على باطل.
هل يحتاج المجلس العسكري إلى مساندة سيادته؟ أنا شخصيا كنت ضابطا بالقوات المسلحة، ولن أزايد هذا الصحفي في حب جيش مصر ومجلسها العسكري. ولكن يا سيادة الصحفي ألم تسمع عن مقولة الخليفة الأول، لعلك تعلمه، عند توليه الخلافة وبعد حمده لله: "أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني....أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم"؟
الطاعة ليست عمياء يا سيادة الصحفي المرموق حتى ولو كانت للوالدين. أعتقد أن هذه سقطة من إعلامي كبير ولن أعلق عليها، وبدلا من ذلك فإني أود بهذه المناسبة أن أخاطب المجلس العسكري الذي يتولى أمورنا الآن وأمور مصر وأمور تاريخ مصر وأمور مستقبل مصر وأتمنى منه أن يسمع بإخلاصه المتناهي لمصر وشعبها لتلك الرجاءات المخلصة أيضا من مواطن مصري بسيط:
<!--مجلسنا العسكري الموقر: ضع العدالة نبراس حكمك أو إدارتك للبلاد. من هم أكثر شجاعة من العسكريين لكي يحققوا العدالة رغما عن الأقوياء المستفيدين، مثل الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور (واحد إلى عشرين) وليس أقل من ذلك، وكذلك مثل الضريبة التصاعدية طبقوا ما هو موجود بالدول الرأسمالية. تحدث يا سيادة المشير مع شعبك وطمئنه على العدالة ...العدالة ...العدالة... وناشد شعبك الصبر وطمئنه على الديمقراطية والدولة المدنية.
<!--أصدروا أمرا حاسما بدعم الشرطة ومساعدتها بكل الوسائل الممكنة ومنها الشعب نفسه لتحقيق الأمن والقبض السريع على مراكز قوة النظام السابق ووقف تأثيرهم الذي يبث النيران في المجتمع الصابر.
<!--تابعوا إصدار التعليمات التنموية لأجهزة الحكومة مثل دعم الصناعات الصغيرة وإرجاع الدورة الزراعية وغير ذلك من أمور لا جدال فيها حتى تنشغل الدولة بالإنتاج وتتخلى عن المكلمة أو المكلمات في كل مجال.
<!--تقبلوا من فضلكم أفكار المخلصين أمثال الدكتور البرادعي، وحمدين صباحي والشباب الجميل الذي زادنا حبا لمصر وينعها، وغيرهم كثير، وأنتم تعلمون جيدا وتميزون بين من يسعى للجاه والنفوذ والعظمة، ومن يسعي لتنفيذ أيديولوجية معينة تفرض على حكم مصر وتزكي الفتن والتمزق والطائفية، ومن يسعي بإخلاص لبناء الدولة ونهضتها، فاسمعوا، حماكم الله، للفئة الأخيرة واصنعوا مصر المستقبل على قصر فترة حكمكم، ولكنها فترة مفصلية حاكمة. ونكتفي بتلك الأمثلة.
ساحة النقاش