البرادعي وأخلاق القرية يا جلاد
بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
قسم التنمية الريفية كلية الزراعة بالشاطبي
0127435754 17/5/2011
الصحيفية بسنت زين الدين أزكمت أنوفنا وخنقت أنفاسنا بهراء في المصري اليوم عدد الثلاثاء 17 مايو 2011 صفحة 18 عندما نثرت في وجوهنا قاذورات أطلقها مخلوق يعلمه الله عن بن مصر البار الدكتور محمد البرادعي بعنوان "لو بتعرف تزغط البط والوز ... حننتخبك"، ويستمر الهراء قائلا أن البرادعي لكي ينجح لابد أن يعرف الفرق بين تزغيط الفول وتزغيط الذرة وسعر دكر الوز ودكر البط وسعر ركن البقرة في سوق الثلاثاء كام وأن يعرف البراغيث ... وإلي غير ذلك من انحطاط أخلاقي أوقعنا فيه بن كفر مصيلحة ومن قبله بن ميت أبو الكوم، وكلا كفر مصيلحة وميت أبو الكوم منهما براء. فأولاد القرى لا يبنون دائما أخلاق القرية. وإن كانت مسئولية هذه الصحيفية 20% عن هذا الهراء فإن مسئولية الصحفي (دون ياء التصغير) مجدي الجلاد رئيس التحرير تمثل الـ 80% الباقية. يا سيدي الفاضل رئيس التحرير عندما يكتب أناس محترمون وآخرون متخصصون أمثالي مقالات جادة في بناء مصر الحبيبة لنشرها في صفحات الجرائد يقول زملاء لك لي قابلتهم في مؤتمرات أنه يجب أن تكون لك واسطة لنشر هذه المقالات، في الوقت الذي تنثرون فيه مثل هذا الهراء في وجوه قرائكم المحترمين.
هل هذا ما يستحقه مفجر الثورة الينايرية المستنيرة وشبابها أولادنا الأحبة؟ يا سيدي مجدي الجلاد قلت لأحد رموز الإخوان المسلمين عندما حاول استمالتي للعمل من أجل دعم ومشاركة المتأسلمين دعما سياسيا أن البرادعي هو رجل المرحلة الحالية، حيث كان لسانه وسلوكه عفا مع الجميع، وهو أكفأ المرشحين ليكون الرئيس الأول لمصر بعد الديمقراطية لأنه سيبني مصر بناء مؤسسيا قويا وسيؤدي هذا البناء أداء مدهشا خلال بداية الحياة الديمقراطية الحقة في مصر، فسألني سؤالا غريبا وهو "هل يدعم المجلس العسكري البرادعي؟" فتعجبت وقلت لا أعلم، ويبدو السؤال كما لو كان "وهل يدعم الأمن البرادعي"؟ كما كان الحال أيام مبارك اللعينة. وفي النهاية قال لي هذا الرمز أنه يتفهم ما أقول تماما، ثم قلت له في النهاية أن الثورة قامت في مصر بسبب غباء النظام السابق في إدارة أزمة الاحتجاجات الشبابية بنسبة 70%، ثم بسبب البرادعي وشباب التغيير 20%، ثم أسباب أخرى قل ما شئت فيها 10%.
يا أستاذ جلاد: لا يهمك ولا يهمني مقدار حزني لإهانة هذا القائد الحكيم الدكتور البرادعي، فهو صامد كالجبل، بقدر ما يهمني أن مثل هذا الهراء يعوق مسيرة هذا الفدائي نحو إنقاذ أمنا المريضة مصر الحبيبة، ويضيف هذا الهراء المزيد والمزيد إلى الاتهامات والإهانات التي وجهها نظام مبارك القميء للبرادعي والتي لا تزال آثارها قوية بين بسطاء شعب مصر الذين سيحددون بالفعل لأول مرة هذا الرئيس القادم. وبتلك المناسبة فليفرح المتأسلمون، وكفى ما يقوم به المثقفون سواء كانوا من المتأسلمين أو من اللبراليين أو غيرهم ولأسباب سياسية أنانية من تلميحات مشابهة لهذا الهراء مثل كلمات الإنسان المحترم المرشح للرئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح "البرادعي لم يعش الحالة المصرية" أو حتى الأستاذ حمدي قنديل المعجب بلوجو حمدين صباحي "هو منا واحنا منو". وهي مقولات مهذبة ولكن في اتجاه هذا الهراء المذكور أعلاه بالمصري اليوم. ولأحبتي المتأسلمين حديث آخر.
ساحة النقاش