قيم البرادعي هدية لشعب مصر
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية
0137435754 ، [email protected] 2/5/2011
إعلاميو مصر الأحباء: أنتم عقول مصر وضميرها، وصانعو عقل مصر واختيارات شعبها. وتلك مسئولية ستحاسبون عليها.
لا أعرفه شخصيا، ولم أقابله مطلقا، وعلمي به شأن أي مواطن آخر عبر الإعلام وقراءة التاريخ المعاصر. الدكتور البرادعي في تقديري قد ساهم حقا فيما أنعم الله به علينا اليوم من حريةٍ وكرامةٍ وفخرٍ بعد ثورة يناير المستنيرة. ولذلك فأدعو الله سبحانه وتعالي أن يتم نعمته علينا بتولي هذا الرجل لعجلة قيادة المجتمع المصري نحو التقدم والعظمة بما يليق بمصر الحبيبة حينما يختاره شعب مصر الصابر ليكون الرئيس الأول بعد الثورة الحبيبة. أرى في هذا الرجل أنه سيجسد القيم التالية حينما قال أنه سيبني مصر كدولة مؤسسات لا يقوى على هدمها دكتاتور، أو يتلف بناؤها فاسد، قيم الدولة المدنية التي تعتمد على الأخلاق والقيم السماوية الإنسانية العليا. إني أرى الدكتور البرادعي الآن وهو يجسد القيم التالية في سلوكه وأقواله:
<!--الحرية، وهي في تقديري أم القيم. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ والحرية هي الحرية المسئولة، التي تتحقق بها القاعدة الأصيلة "لا ضرر ولا ضرار."
<!--الديمقراطية والشورى وكلاهما من معين واحد، وهو رفض التسلط والدكتاتورية من ناحية، والعقيدة في المسئولية الجماعية والمشاركة المجتمعية المحلية والمشاركة الفردية والمشاركة النقابية وغيرها من كافة صورة المشاركة في إقامة الحياة المجتمعية والعالمية من ناحية أخرى.
<!--العدالة والاستقامة والتوازن وعدم التطرف في أمور الحياة كلها ومن بينها العدالة النوعية بين المرأة والرجل، وعدالة توزيع الدخول، وعدالة امتلاك الموارد والحصول عليها، والعدالة الضريبية. ولا تتوقف قائمة العدالة، بل تمتد حتى تنتهي إلى العدالة بين الأبناء، والعدالة حين النظر والاهتمام بمن يتحدث الإنسان معهم. وتشمل هذه القيمة ما تردد أخيرا من قيم فرعية يتحدث عنها الداني والقاصي وهي حقوق الإنسان، والشفافية، والمسئولية، وتفعيل نظام الثواب والعقاب، والموضوعية،.... وغير ذلك.
<!--العمل الجاد الذي يتسم بالاجتهاد والجهاد والإخلاص والمثابرة حتى النفس الأخير، والبعد عن الرياء والنفاق والعجز والكسل واليأس.
<!--رحابة الفكر واتساعه للتعايش بين مختلف الملل والثقافات والأديان أي التعددية وقبول الآخر والنسبية الثقافية، وتشمل هذه القيمة بالضرورة القيمة الشائعة اليوم وهي المواطنة والتحاب بين الناس والالتزام بحكم القانون.
<!--التعاطف مع الآخرين والمعتمد على التقمص الوجداني والذي يتمثل في قيمة وضع الإنسان لنفسه في حذاء الطرف الآخر أو في موضعه، والذي ينتج عنه من تسامح وقبول للطرف الآخر.
<!--الانتماء دون تعنصر وتحزب، فالانتماء إلى الخير والانتماء إلى الوطن والجماعة هما وقود العمل الصالح والمواطنة ودونهما تنتشر الأنانية ويتفكك المجتمع.
<!--المبادرة والقيادة وعدم الإمعية وعدم انتظار السماء لتمطر ذهبا أو فضة.
<!--العمل الجماعي والتعاون والكرم والإنفاق والصبر دون الاستسلام.
<!--التوحيد وصحة العلاقة بين عالم الشهادة وعالم الغيب مع حرية الأديان وتعددها (لكم دينكم ولي دين).
<!--الشجاعة والإيمان بسيادة القيم الصالحة والتضحية من أجلها دون إلقاءٍٍ بالنفس في موارد التهلكة، ذلك لأن الشجاعة هي وسط بين رذيلتي الجبن والتهور.
<!--التأمل والتقييم والنقد، أي العقلية البحثية والنقدية.
<!--الجمال والتذوق الجمالي. وهو عالم الإدراك لجمال الخالق والخليقة، الجمال المادي والجمال المعنوي، الذي ينتهي بحلاوة التسبيح والتعظيم والعبادة.
<!--الاستدامة وهي صورة من صورة العدالة ولكنها ترتبط بالبيئة بصورة خاصة والحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة، وكذلك استدامة الأعمال الصالحة بكافة إنتاجها، فأفضل الأعمال أدومها وإن قل.
<!--عالمية المعرفة والمعتمدة على القيمة السابقة.
يا حبيب المصريين الأستاذ عمرو موسى أرجوك من أجل أحفادك وأحفادنا وصالح مصر ادعم الدكتور البرادعي واتحد معه، ونعيما لكل من يتخلى عن الانتهازية في سباق الرئاسة المحموم، وهي نصيحة خالصة لسيادتكم وغيركم من المرشحين سوف تعلمون قيمتها يوم أن نلقى جميعا الله سبحانه وتعالى.
ساحة النقاش