كيف تختار مرشحك لرئاسة الجمهورية

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

قسم التنمية الريفية كلية الزراعة بالشاطبي

0127435754       17/4/2011

[email protected]

الرئيس الأول لمصر الحديثة بعد الثورة سيضع أساس النهضة لمصرنا الحديثة، ولذلك فهو أهم رئيس جمهورية تشهده مصر في تاريخ حياتها ومستقبلها. ثانيا: نحن الآن في سنة أولى ديمقراطية، بمعنى أننا لازلنا نحتاج إلى أن نتعلم فكر "الاختيار الرشيد" الذي تعتمد عليه الديمقراطية، فمثلا لو سألت مواطنا، حتى المثقف من الشباب أو الكبار في الريف أو في الحضر، من هو مرشحك لرئاسة الجمهورية يقول مثلا عمر موسى، فتقول له لماذا؟ فيقول لأنه لا يشرب الخمر، وعنده خبره في السياسة، وطول عمره في مصر. فهل هذا تفكير سليم؟ طبعا لا، وإن كان ليس زيرو لأنه لم يتخذ معيارا واحدا فقط مثل قوله "لا يشرب الخمر" ويكتفي بذلك. ولذلك فإننا نقول أن كفاءة أو تميز أي مرشح يعتمد على معايير متعددة وليس معيارا أو صفة واحدة، شأن ذلك شأن جميع القدرات النفسية والاجتماعية. ثالثا: لا تتساوى معايير الاختيار العديدة هذه، فهناك معيار مهم جدا وآخر مهم وآخر قليل الأهمية وآخر قليل جدا في أهميته. فمثلا لا يمكن أن نساوى معيار الإخلاص "الإرادة السياسية المخلصة" بمعيار الكاريزما وهي الشكل وخفة الدم والقبول والشباب ولحن القول. كذلك لا يمكن أن نساوي معيار القدرة التنظيمية والإدارية بمعيار القدرة الفنية للمرشح، فبالنسبة لرئيس الجمهورية تعتبر القدرة التنظيمية أهم بكثير من القدرة الفنية. ومن هنا كان فلاسفة اليونان يميزون بين ديمقراطية الحكمة وديمقراطية الجهل، بمعنى أن من يجب أن يحكم أو يَختار للحكم يجب أن يكون من الحكماء وليس كل من هب ودب.

الخلاصة إذن، هي أننا عندما نختار مرشحا يجب أن نحدد المعايير الموضوعية الصحيحة الأكثر صدقا وتعبيرا عن القدرة الحقيقية والتميز لمرشح الرئاسة، ثم نحدد درجة أهمية كل من هذه المعايير. ويقترح كاتب هذه السطور مثالا للمعايير هذه ووزنها الذي يتراوح بين 1 (وهو قليل الأهمية جدا) ويزداد إلى 5 (وهو معيار وزنه عال جدا أي مهم جدا لأقصى درجة)، وبين ذلك وذلك في المنتصف 3 (ويعنى معيارا متوسط الأهمية). بالطبع يمكنك أن تضع أي درجة لأهمية المعيار تبدأ من 1 إلي 5. وبعد تحديد المعايير تعطي المرشح لرئاسة الجمهورية درجة على هذا المعيار تتراوح من صفر إلى 10. وبعد ذلك بعملية حسابية بسيطة تحسب المتوسط الموزون لدرجة كفاءة المرشح، وفيما يلي مثال لذلك يعبر عن وجهة نظر كاتب هذه السطور:

المعيار الأول هو "الإرادة السياسية المخلصة"، وزن هذا المعيار 5، ودرجة البرادعي فيه 10، عمر موسى 5، البسطويسي 8، الصباحي 7، شفيق 4.

المعيار الثاني هو "الرؤية النهضوية، أي البرنامج"، ووزنه 5، ودرجة البرادعي فيه 9، عمر موسى 6، البسطويسي7، الصباحي 8، شفيق 5.

المعيار الثالث هو "القدرة التنظيمية والإدراية"، ووزنه 5، ودرجة البرادعي فيه 10، عمر موسى 6، البسطويسي 5، الصباحي 7، شفيق 8.

المعيار الرابع هو "الشجاعة الأدبية والحزم"، ووزنه 4، ودرجة البرادعي فيه 10، عمر موسى 5، البسطويسي 10، الصباحي 8، شفيق 5.

المعيار الخامس هو "قدرة العلاقات الإنسانية (تحقيق السلام الاجتماعي)"، ووزنه 4، ودرجة البرادعي فيه 7، عمر موسى 7، البسطويسي6، الصباحي 8، شفيق 6.

المعيار السادس هو "الخبرة السابقة"، ووزنه 3، ودرجة البرادعي فيه 10، عمر موسى 8، البسطويسي 5، الصباحي 8، شفيق 7.

المعيار السابع هو "القدرة الفنية"، ووزنه 2، ودرجة البرادعي فيه 8، عمر موسى 5، البسطويسي 5، الصباحي 7، شفيق 8.

المعيار الثامن هو "الكاريزما"، ووزنه 1، ودرجة البرادعي فيه 5، عمر موسى 8، البسطويسي 6، الصباحي 7، شفيق 7.

وتكون درجة المرشح للرئاسة = (درجة المرشح في المعيار الأول x وزن المعيار + درجة المرشح في المعيار الثاني x وزن المعيار الثاني + درجة المرشح في المعيار الثالث x وزن المعيار الثالث + ..........+ درجة المرشح في المعيار الثامن x وزن المعيار الثامن)/ مجموع الأوزان  أي (29). وتكون النتيجة (من 10) كما يلي:

البرادعي= 9.1  ،  عمر موسى =  6.03 ،  البسطويسي=  6.72 ،  الصباحي =  7.55 ،  شفيق =  5.97. وإذا عبرنا عن الدرجة من 100 تكون النتيجة كما يلي:

البرادعي 91%،  عمر موسى 60.3%،  البسطويسي 67.2%، الصباحي 75.5%، وشفيق 59.7% ، وذلك كما يعتقد كاتب هذه السطور.