ماذا نريد من رئيس الجمهورية القادم
بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
قسم التنمية الريفية كلية الزراعة بالشاطبي
0127435754 5/4/2011
بقدر ما نريد أن نعرف برنامج المرشح لرئاسة الجمهورية يجب أن نخبره وغيره من المرشحين بما نريد منهم إذا نجح أحدهم في الانتخابات الرئاسية. هذا أمر أرى أن نتفق عليه أولا حيث أننا قد نجد مرشحين تتوافر فيهم الكاريزما ولكنهم يفتقدون الرؤية والكفاءة. وقد نجد آخرين يتميزون بالإخلاص، ولكنهم أيضا يفتقدون الرؤية والكفاءة. الرئيس النموذجي هو الذي يتمتع أولا بالإخلاص والنزاهة والرغبة الحقيقية في بناء مصر وتطوير شعبها. هذا متطلب أساسي وإلا فإنه سيكون مجرد انتهازي سياسي. النقطة الثانية هي الكفاءة والتي تتمثل أساسا في ثلاث قدرات أساسية تتدرج في أهميتها بدءًا بالمهارة التنظيمية والإدارية، وهي أهم هذه المهارات لأنه سوف يدير وينظم مجتمعا بأسره وبكل تعقيداته ومن ثم فيجب أن يكون مدركا لأهمية وضوح الهدف من وظيفته ثم كيف يحقق هذا الهدف من خلال تحديد الأعمال المطلوبة وتوزيعها على المؤسسات والمنظمات المختلفة بطريقة متكاملة مترابطة متناسقة، ثم يعرف كيفية تقسيم هذا العمل وتوزيعه علي القيادات والكفاءات الفعالة والمنظمات الفعالة، ثم رقابة هذا العمل بالنظام الفعال من الجزاءات والمكافآت، ثم تقييم الأداء وتطويره بصورة مستمرة كل هذا تحت معايير الشفافية والمسئولية. ثم تأتي القدرة الثانية وهي القدرة على التعامل مع الناس كافة سواء في الحكومة أو الشعب بقطاعه الخاص والعام والمجتمع المدني، وهذه هي ما تسمى بالقدرة على العلاقات الإنسانية وهي التعبير الأخلاقي عن القدرات السياسية، وهي في المرتبة الثانية من الأهمية. ثم أخيرا تأتي القدرات الفنية وهي أن يعلم قدرا قليلا عن فنيات الأمور المختلفة سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات بوجه عام.
والمهم الآن أن هذا المرشح النموذجي قد لا يتوافر حاليا بالدرجة المأمولة، ومن ثم فمن أجل أن نساعده على أن يكون كذلك أرى أن على قادة الرأي والعلماء والمثقفين بل والقادرين على ذلك من المواطنين العاديين أن يعبروا لهؤلاء المرشحين للرئاسة عما نطلبه منهم. وهنا نثري الرؤية وربما الإخلاص أيضا لدي هؤلاء المرشحين. فعلى سبيل المثال يمكن أن نعبر عن ذلك في النقاط التالية التي نطلبها من المرشحين للرئاسة:
التقوى، ضرورة اعتناق القيم الشخصية والمجتمعية العليا ومعايير تنفيذها، إعادة بناء دستور الدولة، إعادة بناء النظام الهيكلي والإداري للدولة، الدور النشط لكل من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، حسن اختيار القيادات وتداول السلطة، اللامركزية، العلم والتعليم والإعلام وبناء رأس المال البشري، الاقتصاد المتوازن والقوة العسكرية، الانتشار السكاني. هذه هي أركان التنمية الحقة التي يجب ألا تغيب عن رؤية الرئيس القادم في عهد البناء ما بعد الثورة الينايرية المستنيرة.
ساحة النقاش