تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

Subject: أبو شامة والحر والخنزير

 

الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.

إن لم يعجبك قولي فأرشدني،

وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،

أو بلوكمي، أو سبام مي.

 

أ.د. محمد نبيل جامع [email protected]

 

أبو شامة والحر والخنزير

إذا كنت من أعداء الثورة فلن يفيدك هذا المقال

مع رجاء نشر هذه الرسالة

                                          بقلم                                         

20 يوليو 2011

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

كعادته الرائعة عبر لنا المثقف الحق، والمجاهد الجسور، والذي تنتظره جائزة نوبل انتظار العاشق المدلهم لمعشوقه، عبر لنا علاء الأسواني عن القوة الجنسية الخارقة "للأباضاية"  "أبو شامة" زعيم العصابة الفاسقة الذي كان يقتل الأزواج الذين كانوا يعارضونه عند اغتصابه لزوجاتهم حتى قرروا الاستسلام له كالخنازير من بعد ذلك، وتركوه يغتصب زوجاتهم لينجون بحياتهم إلى أن جاء شاب حر حديث الزواج فاعترض أبو شامة وهو يحاول اغتصاب عروسه وقتله وخرج بجثته على الناس، ونزع اللثام عن وجهة القبيح فهلل له الناس وفرحوا، وما لبثوا أن يفرحوا حتى انتشرت الجريمة في المجتمع بعد ضياع الأمن الذي كان يوفره أبو شامة. واكتشف الشاب في النهاية أن أبو شامة آخر لا زال حيا بإسقاطة ذكية، أراها أنا في حبيب العادلي. وأدعوك أيها القارئ الكريم أن تستمتع بقراءة مقال الأسواني الدرامي "أبو شامة" في المصري اليوم عدد 19/7/2011.

ينشأ الظلم والقهر والاستبداد في مجتمع الجهل والدناءة، إلي أن يسأم العبيد من دناءتهم ويصابون بطفرة جينية تخرجهم من عالم العبودية إلى عالم الحرية، تلك الطفرة الجينية هي الحرية. الثقافة والتعليم الحر Liberal education هما آليتا زرع الحرية وإكثارها. ظهر التعليم الحر بعد الثورة الفرنسية ليخرج المثقف الحق والحر الأبي الذي يرقى بالمجتمع إلى ما يليق بعمارة الأرض وخلافة الإنسان فيها.

قامت الثورة بفضل الله وخرج الشعب ليلة تنحي الطاغية يحتفل في شوارع الجمهورية وميادينها ويهنئ بعضه بعضا ويقيم الصلاة في الشوارع مستقبلا لأوراق الصحف من شرفات العمارات ليفترشها تحت جباهه الساجدة، ودبت روح جديدة من التحاب والأمل والوحدة بين أفراد الشعب، روح لم تستلهمها قيادة الفترة الانتقالية، بل وخبت تلك الروح وتنامت الثورة المضادة نتيجة تباطؤ المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تحقيق مطالب الثورة. وهذا الأمر الأخير أمر حارت فيه العقول.

العجيب أن ثقافة العبودية بدأت تستفحل في صورة وجود تأييد وحنين إلي عصر "أبو شامة" اللعين. والأعجب من ذلك أن يصدر مثل هذا التأييد من ميادين الأحياء الراقية كميدان روكسي ومصطفى محمود. العبيد معذورة لأنها نشأت في ثقافة العبيد ولم تسع إليها، أما أن يطلب إنسان مزخرف المنظر "مكلون" الرائحة أن يعود لثقافة العبودية فهذا أمر يضعه في مرتبة أدنى من العبد ذاته.

اعلم أيها العبد البشري أن عبوديتك لله سبحانه وتعالي عز، أما أن تطلب العبودية لبشر فهو ذل ومهانة. واعلم أن الله قد وهبك عقلا إذا لم تستخدمه في القراءة والمعرفة فلن تنمو عندك المشاعر، ولن تنمو عندك العاطفة والكرامة، ومن ثم فلن تتكلم إلا بلغة العبيد، بل العبد أفضل مرة أخرى لأنه "ينقطنا بسكاته"، ولا يتكلم.

هل تعلمون أن هذا الشعب الأمي أو تلك الفئة غير المثقفة منه ليسوا هم أعداء الثورة لأنهم مشغولون في تحصيل لقمة عيشهم من ناحية ويدركون فرحة أبنائهم وبناتهم بالثورة من ناحية أخرى لأنها أمل جديد لهم في العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة؟

أما أعداء الثورة الحقيقيون فهم أصحاب ثقافة العبيد، بل وكثيرا ما تجدهم أيضا أصحاب أجساد رخوة لا تعرف إلا النوم والعلف. تجدهم بين المتعلمين من سلالة الأثرياء الذين ترعرعوا في عصر الفسق وبيئة الفساد. تجدهم بين ورثة، أو قل بمعنى أدق لصوص ثروة مصر وممتلكاتها. تجدهم بين جميع المهن والحرف والطوائف يجمعهم معيار واحد هو "الثراء الفاحش" الذي لا ينبت من حلال.

أقول لأعداء الثورة، إذا بقي فيكم ذرة عقل، أو بصيص من ضمير، فتمتعوا بما "هبرتم"، ولكن نقطونا بسكاتكم. ويا ليتكم تتمتعون بما هبرتم بعيدا عن أعيننا ومسامعنا، وامنحوا أنفسكم أجازة واقضوها في الكاريبي أو نيوزيلنده أو مع الإسكيمو.

أما أنت أيها الشعب المصري العظيم فاحمد الله أن أنعم عليك بهذه الثورة المستنيرة، ووالله لن يعود إلى مصر "أبو شامة" آخر، ولن تعود المحروسه لعصره أبدا، فقد خرجت أيها الشعب الأبي من مصباح علاء الدين. ولكن أدعوك ونفسي أن نصبر ونثابر، فلن يهزمنا أعداء الثورة، في الداخل أو في الخارج، بعد أن أشرقت شمس الحرية والكرامة. وانعم بها أيضا يا جيشنا الباسل، وأنت أيضا يا شرطتنا الطاهرة. ولكن اتقيا الله فينا وأسرعوا في تحقيق مطالب الثورة. فالأمر معظمه بيديكم ولا تقنعونا بغير ذلك من أمور لا يقبلها شعبكم الكريم الأجدر والأحق بالرعاية والابتسامة، ولا تقبلها مصركم التي تنتظر أن تنمو ويقوى عودها ويرهبها الأعداء الذين لا يجب أن نتوقع منهم أو ننتظر منهم أي خير. ولله الحمد في الأولى والآخرة، ولكم منا الشكر يا شباب مصر، ولكم منا العرفان يا مجاهدي مصر بداية بالبرادعي ومرورا بأبطال الإعلام الذين طلب العبيد محاكمتهم في ميدان روكسي، واصدحي لنا كوكب الشرق، نوارة مصر الحبيبة، بأجمل ما لفظت شفتاك الحبيبتان "مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي." ولكم منا السلام.

 

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 219 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

92,282