قصيدة بعنوان " لي موعدٌ مع السِّنديانْ ... "
سمعتُ قلبي يُرتِّبَ عواطفهُ ، قالتْ لي موعدٌ معَ السِّنديانْ
رأيتُ جبلاً من الحبِّ ، و حادِياً يشحذُ نايهُ بأصابعِ سَمرْقَندْ
و أُمي تغسِلُ ريشَ هُدهُدِها بحليبِها كي يطيرَ إلى مُبتغَاهُ
يقولُ الظلُّ لصاحبهِ ، لولا الضبابُ رأينا القَطا يحملُ قرطبةْ
و كيفَ تحرقُ ناياتُنا بحُرقتِها غاباتٍ من شجرِ النَهَوَندْ
و عاطفتي كيفَ لها أنْ تنسى أهلَها في دربِ السِّنديانْ ...؟!
و أمي تتصفَّحُ أنوثتَها غُرفةً غُرفةً ، لا حديقةَ في الحديقةِ
على دربِ السِّنديانِ ، تُجرِّبُ فيهِ قوةَ الهديلِ في مَبكى الحمامْ
إنكَ لنْ تستطيعَ معي صبرَا ، قالَ نحنُ على دربِ السِّنديانْ
فلا ضِفَّةَ للنَّهر لكي تقولَ للنهرِ سِرْ بنا خِفافاً ، لا قيلولةَ
لكي تَستدرجَ غانيةً إليها ، فقمْ و ارفعْ سقفَ حُلْمكَ عالياً
تطلُّ منه عليَّ ، تراني أرى اللهَ يولجُ الغمامَ في الغمامْ
فرشفةُ النبيذِ وسَّعتْ جفنَ ليلِكَ ، لكنها ضيَّقتْ سِجنَ ليلاكْ
و ضيَّعتْ وقاحةُ النَّردِ عليَّ عليكَ موعداً كانَ معَ السِّنديانْ
رائحةُ الوجودِ خضراءُ أشمُّها في فمِكَ ، قلْ لنا كيفَ نطيرُ
أيها الشَّغوفُ بالعُلوِّ ، كيفَ نسيرُ نحنُ إليكَ أيها الرَّؤوفُ
هذي لغتي ، مرثِيَّةُ البياضِ ، خزفِيَّةُ الحبِّ ، تنقُصها الحروفُ
أعِنِّي أيها الأبُ الغارقُ في أخضركَ الشَّريفِ ، وجعي ثقيلٌ
أيها الشَّاهقُ ، أعِنِّي على المشيِ ، إنَّ لي موعداً مع السِّنديانْ .
- أحمد بوحويطا
- أبو فيروز
- المغرب