★املي★ حملتك أملي بلا يأس و لا مَلل * برغم الجروح و كثرة العللِ رسمتك حرفا إن طل أنشده * بشدوِ آهااات في رقصة الجُملِ بموسم الزرع كم كنتَ منشغلا * بصد أعداء عن ذوي عملِ و بين السنابل قد طفتَ منتشيا * تعسّ بساتين قوم بلا كللِ وحين الحصاد مشيتَ مبتهجا * و ذوو المناجل عنك لم تَسَلِ حزنتَ ، فقلتُ : هوِّن أيا أملي * سأرسمك بسمة بلون الأملِ ضحكتَ و قلتَ كفاك من هبل * انا الأمل و لا سواي من أمل فكيف سترسم أملا بلون الأمل * أهذا جنون او درب من الدجل؟ قلت ُحقا أني قد كنتُ مرتبكا * من صدمة ذاك الصنيع الجلل زيننا وجوههم بلون ازهار * فلطخوا محيانا معا بالوحل باعونا معا بأبخس الاسعار * بعد ان ملأنا شهدهم بالعسل استغلونا كعبيد ليل نهار * حين كانوا هم بغرفة الكسل ناموا كما اهل الكهف اعواما * وحين القطاف جاؤوا على عجل قد كنتُ غرا أعاني من خلل * و سر الخنوع ربما كان وجلي سأفك عقالي و أعانقك أملي * و نحارب سويا الى حين أجلي
السؤال الأول :
هو أديب و شاعر كبير ..جمع بين الشمائل ..حرف بهي لحضور شجي إنه الهامة الأدبية اللامعة في سماء مملكتنا ..الأديب والشاعر الكبير :
الأستاذ يزيد علوي اسماعيلي
تعالوا لنتعرف على ضيفنا بلسان حاله ..لو تفضلتم شاعرنا بإعطائنا نبذة عن شخصكم ،وألف الف مرحبا.
* يزيد العلوي الاسماعيلي * مواليد فاس فاتح مارس 1969 * أب لثلاث اطفال 23-18-13 * مستوى باكالوريا سنة 1989 * حاصل على ديبلوم (اصلاح آلات الخياطة - كهرباء - اليكترونيك) * عامل بشركة * هواية الشعر و الرسم ( لكن الشعر سيطر و اخد النصيب الاوفر من وقتي) * اكتب في الفصيح ( حر - و عروض) و في الزجل كما الملحون دعما من بعض الشيوخ الكبار كالشيخ محمد المرعازي و الشيخ مصطفى اخليفي * لي ديوانين مشتركين : - حروف ولهانة -زجل - همس القوافي - فصيح و حاليا اشتغل على ديوان ( قْيَاسُو دْ رَاسُو) و هي تجربة زجلية قريبة جدا من الملحون * اداري بعدة مجلات و منتديات الكترونية
السؤال الثاني : للأمل لغة معاني متعددة قد يعني : الرجاء، التمني، الرغبةفي وقوع الشيء، الترقب...... لكن الأمل عند الأستاذ يزيد علوي اسماعيلي يأخذ معنى محسوسا ،حيث يظهر كمخاطب منذ بداية النص يحس يتفاعل مع الشاعر... كيف يمكن أن يفسر شاعرنا ذلك للقارئ الكريم. ؟
تفضلت به استاذة سعاد من تعريفات و نوضيحات واضيف عليها ان الامل هو نافدة يطل منها الانسان ليتنفس هواء يعيش به بقية عمره ، و من فقد الأمل فقد طعم الحياة لكن ، هنا انا شخّصت هذا الامل و كلمته او بالاحرى تكلمت بلسانه ، تكلمت عن امل بات سرابا ، و سمعت صوت الامل الدي تعلق به كل من يحلم بغد افضل و لم يجني سوى دمارا و خرابا. تكلمت بلسان من مسه ملل من امل... عن امة حبيسة مربع قاتل لا له نوافد ، و كل من هو داخل هذا المستنقع و ليس له سند مآله موت او ضياع
السؤال الثالث : من خلال السطور وتناول الموضوع تظهر الذات الشاعرة بملامح منفردة، فهل يعني هذا أن الشاعر يخرج عن سرب الشعر ولغته، أم هو رسم لهوية شخصية تعكس تميز صورة الشاعر بين أقرانه. ؟
ابدا استاذتي الفاضلة ف يزيد العلوي الاسماعيلي و كما يعرف كل متتبعيه قريب من كل مشاكل المجتمع ( حي ، شعب و أمة ) و الشعر عبر التاريخ وُلد كرسالة موجهة ، و خطاب مُخاطِب لمُخاطَب ، فقط هو بشكل مرتب و مختلف عن النثر في الشكل اما المضمون يبقى هو هو... و لكل شاعر مدرسة تعلم منها و تأثر بها ، و هذا أكيد... لكن مع مرور الوقت و تراكم التجربة كل قلم يختار اسلوبا( طوعا او كرها) و هذا ما يعطي لكل شاعر هويته المتفرد بها و يزيد ليس استثناء . و هذا نلمسه بين شعراء كل العصور ، و هذا هو الجميل في الامر ، فحين تقرأ لامرؤ القيس مثلا يسحرك و تراه سلطان شعر الغزل ، و حين تقرأ لنزار القباني يهيم بك و تخاله نجم شعر الغزل ايضا... و حين تقارن بين كتابتيهما لن تجد علاقة تجمعهما سوى حب الشعر و علو الكعب ، و كل بطريقته الخاصة.. و احساسه و اسلوبه الزماني خلاصة القول ، هو ان الشعر سيظل شعرا مهما اختلفت هويته او اساليب التعبير من خلاله... و ستظل الجودة لها مكانها و مكانتها .. و يبقى كل قلم رهين لحكم الجمهور
طور القصيدة العربية لم يكن تطورا منفصلا، يتفاوت السعي فيه بين شكل القصيدة ومضمونها، بل كان تطورا متكاملا يستمد حركته من مبدإ العودة إلى الذات. فقد أدرك الشاعر بوجدانه أن كل تجربة لا تعبر عنها إلا لغة تستوحي صيغها التعبيرية وصورها البيانية وإيقاعاتها الموسيقية من التجربة نفسها. هل لك أن تشرح لنا ذلك من خلال هذا النص كنموذج، وشعرك بشكل عام.؟
الشعر عرف تغيرات و تقلبات و للاسف( حسب رايي ) غلب عليه طابع النزول في المستوى ، و هذا له اسبابه و دوافعه... لكن في كل زمن و كل مرحلة كان هناك من حافظوا على استمرارية الجودة في الشكل و المضمون ، رغم كل الاكراهات و التقلبات.. و جاء علم العروض ليحافظ على النمط الكلاسيكي ليبقى الشعر ملتزما بحسه الموسيقي و طابعه المعروف به.... و بالرغم من ذلك نشأت عدت مدارس شعرية منها الشعر الحر كمثال دون ان نغفل بان الشعر انتقل من اللسان الفصيح الى اللهجة العامية فتولدت مدارس مع النهضة بالأندلس فجاءت الوان شعرية مستحدثة ك ( الزجل و النبطي و الملحون الى ما دون ذلك...) شخصيا انا مع التنوع و مع اختلاف المدارس و التجارب فقط ينبغي ان ترقى القصيدة الى مستوى الجمالية من حيث المعنى و المبنى.. و هذان العنصران يلزمهما مجهود و بحث و اذن موسيقية دون ان نغفل اهم عنصر ... الموهبة و القصيدة التي بين ايديكم ( أملي) اخدت شكل العمودي لكنها ليست عروضية و لم تنتمني لاي بحر من البحور ، لكن حين تقرؤها ستحس ان لها وزنا و ايقاعا و يمكنك ان تقرأها و انت تُدندنها بلحن داخلك... اما من حيث المضمون فهي جاءت برسالة موجهة من فئة مجتمعية لفئة اخرى.. و يبقى الحكم لكم طبعا
السؤال الخامس : سهولة التعبير ليست وقفا على التيارات الوجدانية الحديثة، إلا أنه يمكن اعتباره إحدى خصائص الشكل في القصيدة الوجدانية، ألا ترى شاعرنا أن هذا يضر ببناء اللغة العربية، ويؤدي بها إلى التيهان والتساهل في التعبير أكثر مما ينبغي.؟
سؤال وجيه جدا و هام ايضا ، و سأكون صريحا و موضوعيا كذلك انا اتفق معك استاذة سعاد... فالقصيدة اليوم لو وضُعت في مقارنة مع قصائد امس( مما قرأناه ، و ما احببناه ) سنجد ان القصيدة فقدت ذلك الزخم اللغوي و الحمولة المفرداتية الهائلة ... و هذا كما اشرت اليه في سؤال سابق له اسبابه. من وجهة نظري القصيدة في شكلها الجاهلى او الاموي او حتى العباسي لن تعود بذاك الوهج من حيث البلاغة و الفصاحة.... و السبب هو ان شاعر تلك الحقب كان يتكلم و يكتب بالفطرة و الفصحى كانت هي اللغة اليومية المستخدمة ، و هذا مكّن من ان يكون لهم رصيد كبير من المصطلحات الفصيحة( كان مخزون فطري لا يحتاج دراسة و لا تعليم لانها لغة عصره ).. بينما نحن نتكلم عدة لغات و نستخدم عدة لهجات كل حسب هويته و منطقته .. اما الفصحى فقد بتنا نتعلها في الفصل و المدارس ، و مهما تعلمنا فلن يصل متعلمنا لنصف ما كان عليه أمي الجاهلية... الدليل هو اننا لا نفهم بعض قصائد العصر القديم الا اذا استعننا بالمعجم و استندنا على المنجد... نعم هناك في وقتنا هذا بعض جهابدة اللغة و للاسف ليسوا شعراء... بينما هناك شعراء يملكون المَلَكةالشعرية ، لكن يفتقدون لمخزون لغوي ضخم... فيعبرون بما لديهم ، و انا من بين هؤلاء...اقولها دون خجل قصائدي في الفصيح بنات زمانها ، بكلام بسيط بساطة امة جِيلها او في اقل تقدير جل قرائها.
السؤال السادس : ألا ترى أديبنا أن لغة التعبير السهلة التي اتخذتها حللت القصيدة من لغة الشعر المشرقة ،وحولتها إلى حديث مألوف بين أي اثنين ( أي إلى لغة الحديث اليومي). ؟
الشعر استاذتي هو صلة وصل بين كاتب و قارئ ( و قد اشرت في الجواب السابق الى بعض جوانب هذا السؤال ) و تبقى القصيدة سلعة تُعرَض على الناس... لغة سهلة نعم معك حق ، لكن ربما يوما ما ستصبح صعبة على اجيال قادمة ( كل متعلق بالمستوى التعليمي الذي نتلقاه... و هذا انحدار تشهده كل العواصم العربية للاسف.) بالنسبة لقولك اساتذتي اني حللت لغة الشعر ، اقول لك ان اللغة هي من تصنع الشعر و ليس العكس... قد نرسم لوحة بقلم رصاص ثمنه دينار و نبيعها بثمن غالي... و قد نمتلك الوانا و نستخدم عدة صباغات في لوحة و لن تساوي دينارا.. اما بالنسبة كوني حولت القصيدة لحديث مألوف فهذا اراه نقطة قوة و ليس ضعف ، كون كل مألوف معروف و كل مكلوف متلوف. و الشعر لغة تواصل و ضروري يصل كل الناس بكل مستوياتهم. و كما سبق و قلت : لكل زمن لسان و الشاعر هو كائن يحمل مشاعر و هموم ، و لا يمكن ان نلبسه ثوب الفيلسوف لننتظر منه ان يقدم لنا خطابا مبهما فكل كلام قيل في عصر ما الا و كان مألوفا و سهلا حينها. الاثتثناء الوحيد هو كلام الله عز و جل حيث فيه ما هو مكشوف و ما هو يحتاج تدبر ليكشف و فيه ايضا ما لن يكشف الا حين يشاء سبحانه ان يكشف
السؤال السابع : يمكن تقطيع القصيدة إلى ثلاثة مقاطع، يبدو في أولها شاعرنا يزيد علوي وديعا هادئا،ثم ثائرا رافضا، وأخيرا محاربا مستميتا. كيف يربط شاعرنا بين هذه الصور، وماذا يقصد بها.؟
سؤال رائع استاذة سعاد ربما لم انتبه لهذا التقطيع لحظة الكتابة... لاني كنت اخيط رقعة القصيدة باحساس خال من التخطيط و بعيدا عن التقطيع كانت البداية تعبير عن ايمان بالامل و تشبت به و ثقة في امكان الوصول لغد افضل ( و هذا هو المنطق و تشخيص الانسان العادي للامل ) فجاءت مرحلة العمل لبلوغ الرجاء و ادراك المبتغى و معانقة النجاح و مناولة النصيب المستحق ،( و هو الطموح لتحقيق الامل ) تلتها مرحلة اليأس من الانتظار و الملل من الترقب و الضجر من الاقصاء و جاء التأكد من اللا امل( و هنا فقدان الامل و الدخول مرحلة اليأس) فاختتمت القصيدة بصيحة من الامل الغير موجود حيث اعلن العصيان كاعتذار منه لكل من تعلق به و انتظره طويلا دون ان يجده( و من هنا تبدأ نقطة الثورة )
السؤال الثامن : القصيدة عمودية اعتمد فيها الشاعر الأديب على وحدة الموضوع ،وعلى الرمزية ليبين صورا ولغة شعرية رائعةو بقدر جمالها لانشعر بالعنصر البلاغي واضحا في تركيبها. إلى أي حد استفاد شاعرنا من خصائص القصيدة العمودية ليخرج بهذا الشكل؟ وماذا يقول لنا الأستاذ يزيد علوي إذا قارننا بين هذا العمل وبين اعتماده لقصيدة النثر. ؟
اشكرك استاذتي الفاضلة سعاد جل قصائدي تعتمد على وحدة الموضوع قليلا ما اتناول مواضيع عدة في قصيدة واحدة ، و حين اقوم بدلك تكون متقاربة و مكملة لبعضها لكن الخلاصة تكون واحدة ، او تكون القضية هي العنوان و تدخل الاسباب و المسببات كعناصر اساسية في النص لتتضح الرؤية للقارئ و تكون الصورة موثَّقة للمستقبل اما الصورة البلاغية تبقى للقارئ و الناقد ان يجدها في النص او يفتقدها... لكن هنا في( املي) اشتغلت على تقمص شخصية الامل و لبست ثوب الامل و حامل الامل ، و ما يحسه المرء في غياب الأمل هو ما نطق به الامل اما في شق الاستفادة من القصيدة العمودية : فهذا امر بديهي ان اتأثر بكل ما قرأت و ما تعلمت من كل الالوان الادبية و هذا يعطينا فضاء واسعا نسبح فيه ، و حين تأتينا الفكرة و نأخد القلم بين ايدينا فهو من يصبح يتحكم في الشكل و القافية و الوزن ، بينما نحن لا نمتلك سوى الفكرة
السؤال الاخير :
مملكة تألقت و ارتقت ...بفضل أقلام عاهدت على الوفاء ....مارأيكم شاعرنا المتألق في مملكة روائع الشعر الأدبية لو سمحت ؟؟؟
بدون مجاملة و لا اطراء مملكة روائع الشعر الأدبية من احب المجلات الى قلبي.. بطاقمها و روادها.... باجتهادها و تطورها... ببرامجها و انشطتها... مجلة ناجحة بكل المقاييس كمّا و كيفا
مملكة روائع الشعر الأدبية مملكة رائعة استقطبت خيرة الاقلام و اجود المنشطين و الاداريين ، قريبة من الجميع و الجميع قريب منها... سكننا رحابها فسكنت وجداننا بدعمها و تشجيعاتها و قربها و متابعتها لكل حرف و كل قلم
سعيد كوني واحد من هذه اللمة الرائعة... قاسِمنا الادب.. رابطنا المحبة... هدفنا الرقي
اتمنى ان اكون عند حسن ظن روادها و ان تكون اجوبتي بمستوى جمالية و عمق استاذتنا سعاد
فعلا كانت راقية و رائعة بخبرتنها و تواصلها دون ان نغفل او نتناسى الدور الكبير الدي يقدمه العملاق منصور رسلان من اعداد و تنشبط و تواصل ليضمن النجاح لكل البرامج و الحلقات
اشكركم و اتمنى ان كنت ضيفا خفيفا على قلوبكم
تحياتي لكم جميعا رواد و رائدات مملكة روائع الشعر الأدبية