هي أديبة و شاعرة كبيرة.... جمعت بين الشمائل ..حرف بهي لحضور شجي إنها الهامة الأدبية اللامعة في سماء مملكتنا ..الأديبة والشاعرة :
الأستاذة فاطمة عواد تعالوا لنتعرف على ضيفتنا بلسان حالها ..لو تفضلتم شاعرتنا بإعطائنا نبذة عن شخصكم ،وألف الف مرحبا

نبذة من سيرتي فاطمة عواد شاعرة مغربية حائزة على الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس، اشتغلت بالتدريس ثم ملحقة تربوية، امارس الكتابة نثرأ و شعرا فصيحا و زجلا ،لي اهتمامات أخرى بالعمل الجمعوي الخيري.

السؤال الثاني : " خفة الرِّجْل" هو عنوان النص. هذا المعنى متشعب ويرمز إلى معاني متعددة في لغتنا الدارجة. فماذا تعني به شاعرتنا الأستاذة فاطمة ؟ ولماذا اختيارها لهذا العنوان؟

*الجواب الثاني اخترت هذا العنوان لقصيدتي الزجلية"خفة الرجل" لأن له إحالة شعبية و هو عنوان لأغنية مغربية معروفة اول ما سيتبادر لقارئه هو رمز الخفة و هو التسرع و التصرف دون تفكير مسبق، هو الاندفاع دون احتساب العواقب، فالقارئ سيذرك مسبَقا ان المضمون سيكون تنبيها من شيئ ما، وهو العجلة...

السؤال الثالث : في النص مجموعة من المواعظ توجهها شاعرتنا بشكل عام. ماسر بنائها للنص على الموعظة ،أو في مَ يمكن أن تخدم الموعظة الشاعر باعتمادها في تركيب النص؟

*الجواب الثالث لكل نص بُعد، يود الشاعر من خلاله تمرير خطاب ما للقارئ، قد يكون تربويا سياسيا او اجتماعيا، و انا اخترت البعد الوعظي الذي ينطلق من القيم التي يكونها الإنسان عامة و الأديب خاصة من خلال تجاربه التي اكتسبها في غمار الحياة...و يود استفادة القارئ منها دون ضرورة السقوط في المشكل ليحصل على النتيجة (النصيحة) و نجد هذا في الأدب العربي منذ العصر الجاهلي و اتذكر هنا شاعر من شعراء المعلقات و هو زهير بن أبي سلمى الذي تعتبر معلقته خلاصة تجاربه في حياة طويلة قال فيها: *سئمت تكاليف الحياة و من يعش ثمانين حولا لا ابا لك يسأمِ *رأيت المنايا خبط شعواء من تُصِب تُمِته و من تُخطئ يعمر فيَهرَمِ و كذلك الشاعرَان العباسيَانِ أبو الطيب المتنبي و ابو العلاء المعرى المشهورَان بالحِكَم التي تسري مسرى المثَل... فالوعظ و الحكمة ليسا جديدَين في الأدب و يأخذان غالبا شكل المثل الشعبي الذي يُذكَر كلما تشابه الموقف ،و لى نصيب فيه بميلي إلى الحكمة كقولي عن تأثير الكلمة في النفوس سلبا و إيجابا: "الكلمة عدو و لا احبيب تخرج من الفم علقم و لا زبيب.!" و هذا النوع من الأدب ميزته الاختصار و التركيز، حتى يسهل حفظه و تذكره فيما شابهه من المواقف. و من مواعظ هذا النص -التأني قبل اتخاذ القرار تجنبا للندم(ما ينقدوك عوامة ما تنفعك ندامة) -عدم الاستهانة بالأمور أشداك للتمزريك(التطاول و انت لا تدرك العاقبة) -لا تتجاوز إمكانياتك(مد لحافك قد رجليك) و غيرها.... بالنسبة لي إذا أدرك القارئ بعض هذه المواعظ اعتبرُ أن خطابيَ وصل.. خاصة وأن النص كتبته بعد فيضان وادٍ كان جافا لمدة ستين سنة و أغرق 14شابا كانوا في ملعب بُني في مجرى الوادي، خلف حزنا عميقا في المغرب ككل

السؤال الرابع:

للنص قيمة اجتماعية تربطه بالمجتمع وتبين علاقة الشاعر  بما يعانيه ويعيشه داخل المجتمع. كيف تعبر  القصيدة الزجلية عن هذا الواقع، وهل هناك صعوبات يواجهها شاعر القصيدة الزجلية في التعبير عنه بهذه الأداة.؟

*الجواب الرابع قيمة النص الاجتماعية تبدو من خلال ارتباط النص بحدث مأساوي إذ كتبته بعد فيضان وادٍ كان جافا لمدة تزيد عن ستين سنة و أغرق 14شابا كانوا في ملعب بُني في مجرى الوادي، خلف حزنا عميقا في المغرب ككل، كتبت عنه في حينه قصيدة تعتبر هذه تتمة له و خلاصة لما يجب الانتباه إليه و هي أن (النهر لا يغير مجراه ابدا)... انا اكتب بالفصحى و بالعامية معا، لكن أفضل عند طرحي لقضية اجتماعية تهم عامة الناس، اعتماد الزجل، بحكم انه اللغة اليومية التي نتحدث بها في البيت و الشارع، مما يجعل الخطاب يصل إلى ذهن القارئ و إلى قلبه أيضا، و هذا ما المسه في مثل هذه القضايا و يريح المتلقي كيفما كان مستواه الثقافي... شخصيا لا أجد صعوبة في الكتابة بالعامية، بل أجدني مرتاحة و انا اخاطب القارئ بلغة التي يتداولها في حياته اليومية.

السؤال الخامس : يعتمد النص على استعمال عدد من الصور البلاغية والتعبيرآت المجازية. أ-ما مدى استفادة النص من هذا؟ ب - ما مدى استفادة القصيدة الزجلية من هذا الجانب، وهل يعتبر هذا ركيزة من الركائز التي يعتمدها شعر الزجل أو القصيدة العامية.؟

*الجواب الخامس لا يخلو النص الشعري من الصور البلاغة فصيحا كا ام عاميا، إلا أن الزجل تكون الصور فيه بارزة و خفية بحكم قربه جدا من القارئ، لكن تبقى واردة في النص بوضوح، على اعتبار شبهها بالأمثال التي تكون كالغاز و نكتفي به كخلاصة او تعقيب... فهذا النص مثلا فيه صور متعددة منها الكناية "يفزگوا رجليك" (اي ان تقع في المشكل فعلا) و أيضا" مد لحافك قد رجليك" كناية عن عدم تجاوز إمكانيات. كذلك" احسب الخطوة" اي لا تتهوَّر كذلك "اجمع الوقفة" أي استعد و تأهَّب كذلك "الواد الناشف لا يغرك" اي لا تثق في المظهر الخدّاع الذي يوحي بالثقة... و يبقى الزجل قريبا جدا من القارئ بكل مستوياته، يدرك المعنى بالإشارة و التلميح و هذا جميل في هذا النوع من الأدب....

لسؤال السادس : النص الذي بين أيدينا نص زجلي طبعا. ماالذي دفع شاعرتنا الأستاذة فاطمة إلى استعمال اللغة الدارجة أو العامية للخطاب ؟ وهل هناك فرق بين توظيف اللغة الفصحى وبين استعمال الدارجة في التعبير؟

*الجواب السادس: أنا اكتب غالبا بالفصحى في المواضيع الرومانسية و النوستالجيا و كل ما يمت إلى الجانب العاطفي و الوجداني غالبا، و أفضِّل الزجل او العامية للتعبير عن ظاهرة اجتماعية صحية و حتى تربوية استهدف فيها فئة معينة و شريحة مهمة من المجتمع، إذ أجد انها أقرب للوجدان و تؤدي المطلوب بدقة و سهولة، َ لا تحتاج إلى كم معرفي كبير ليدرك القارئ المقصود منها... اظن ليس هناك فرق في الكتابة بالشكلين معا إلا شدة قرب العامية من المخاطَب البسيط و لا ننسى فن الملحون المشهور في المغرب و الذي يعتمد على العامية في النظم لكونه كان متداولا بين الحرفيين و الطبقة العاملة على العموم، و هي من أروع قصائد الزجل المغَنّاة منذ قرون إلى الآن... و يبقى التخصص في نوع من الكتابة هو المألوف، و قليلا ما نجد الشاعر يكتب الفصيح و الزجل معا و بنفس الجودة و القدرة...

السؤال السابع : باعتبار النص يستعمل اللغة المحكية أو اللغة المتداولة فهل يعكس هذا تطورا في مخياله وتفكيره وطرق التعبير لديه ليتجاوب مع فكر الفرد وقضاياه في نظر شاعرتنا الاستاذة فاطمة عواد. ؟

*الجواب السابع: اللغة المحكية او المنطوق اليومي المتداول في البيت و الشارع وحتى المدرسة احيانا، يتطور بتطور الأنماط الأخرى، وبل اكثر من الفصحى لكثرة تداوله (باعتبار الفصحى هي لغة التدريس و تلقى العلوم و المعارف يعني لها ضوابط من الصعب إقحام الجديد عليها كالمصطلحات الغربية بالوزن العربي(مكننة، مثلا) machine، في حين اللغة او اللهجة العامية منفتحة و يسهل خلطها بلغات أخرى او تطعيمها بها، بل أحيانا صارت تُكتب بحروف لاتينية كلغة الشات في وسائل التواصل الاجتماعي... كل هذا لأنها فضفاضة و ضوابطها طيِّعة جدا، بل هناك من يعتبرها لغته و الله العربية الفصحى لغة قائمة بذاتها للعلوم و المعرفة و قراءة القرآن و إقامة الشعائر الدينية فحسب. و بفعل انتشار الأمية في العالم العربي يبقى النص الأدبي الفصيح حكرا على المتعلمين مما يجعله محصورا نوعا ما...في حين العامي له قاعدة أعرض بفعل نظمه بالعامية المسمَوعة طول الوقت... و بالنسبة لي استعمالها رهين رغبة الكاتب و تمكنه منهما معا، بل هناك من يُسقط الفنية عن الزجل بحكم بساطته، و هو غير ذلك بالمرة. و الخلاصة ان الهدف هو حسن التبليغ و تبقى اللغة أداة فقط.

السؤال الثامن : ماقيمة اللفظ العامي في إشعاع الرسالة الأدبية وتقريب هذه الرسالة من القارئ شاعرتنا؟

السؤال التاس*الجواب الثامن

لا ننكر ان التواصل اليومي في كل البلاد العربية يكون بالعامية،و اللغة الفصحى هي لغة أكاديمية للتعلم و تلقي المعارف فقط... و كان من العيب بل مِن الضعف الكتابة بها ،على اعتبار ان من يتبنى الكتابة بها، يكون غير مؤهل للكتابة بالفصحى، لكن و في منتصف القرن الماضي بعد أن تبناها الروائي المصري نجيب محفوظ و كتب بلغة وسطية مع اعتماد العامية في الحوار بين الشخصيات في روايات و لم يلتفت الانتقادات... و نال جائزة نوبل للآداب، تغير الأمر و صارت العامية لغة الفن و الأدب إلى جانب الفصحى، بعد النجاح الذي لاقاه الشعراء الغنائيون اواحمد رامي و الشيخ إمام...و من غنت لهم السيدة ام كلثوم و غيرها من النجوم...

ومن هنا اكتسب الأدب العامي شعبيته و انتشارا واسعا، على اعتبار انه لا يحتاج ثقافة واسعة و لا شهادة علمية لفهمه و استيعابه.ع : مامدى تقريب النص الزجلي لمجهر الدرس الأكاديمي، وحضور التحليل النقدي بالنسبة لهذا النص شاعرتنا. ؟*الجواب التاسع:

مامدى تقريب النص الزجلي لمجهر الدرس الأكاديمي، وحضور التحليل النقدي بالنسبة لهذا النص شاعرتنا. ؟

طرح في المغرب هذا الإشكال ( للنقاش و قوبِل بمقاومة شديدة من الاكادميين و أنصار اللغة العربية التي لا يرون بديلا عنها لترريس العلوم و الحفاظ عليها لأنها لغة القرآن و لغة أهل الجنة و إلا لحساب يوم القيامة، يعنيي يطغى عليها الجانب الروحاني الديني المقدس، و هذا صحيح و بذلك يبقى النص الزجل بعيدا عن مجهر النص الأكاديمي لانه خارج عن المنظومة التعليمية، و له فئة معينة تكتب به و أخرى تحبه وتتذوقه، و حضوره باهت في في التحليل و النقد بحكم مقومات الخاصة، وحتى اكاديميا فالنصوص الزحلية لا تدخل في المقررات الدراسية، و تبقى من اختيار و تذوق كاتبها و قارئها ،و حتى للدراسات و الرسائل الجامعية عنها فهي تكتَب و تُناقش بالفصحى على اعتبار انها لغة العلوم التي يجب الحفاظ عليها كما اسلفت...

السؤال العاشر :

هل ترين أستاذة فاطمة عواد أن القصيدة الزجلية قد نالت حظها من البحث العلمي والأكاديمي.؟ أرجو تعليل الجواب.

*الجواب العاشر أرى انها لم تنل حظها و إن تحسن شيئا ما، و تبقى شبه غائبة عن البحث العلمي الأكاديمي و كما سبق في الجواب التاسع، فهي تُناقش و تطرح باللغة العربية... و أرى أنها قريبة جدا منها لكون معظم مفرداتها مأخوذة من الفصحى مع التخفيف في النطق من الإعراب و القواعد... لأنها تعتمد التسكين و عدم تحريك أواخر و لا حتى بدايات المفردات، و هذا ما تشير إليه اللغة العربية الزاخرة بقواعد الإعراب و الصرف و اتذكر قولا مشهورا لتجنب اللحن (الخطأ) في الإعراب(اجزم تسلم) و لهذا تبقى النصوص الزجلية شبه غائبة عن التحليل الأكاديمي، و النقد إلا اليسير و تحضر فيه اللغة العربية ، فهي الهوية الثقافية لدُوَلِنا...

السؤال الاخير : مملكة تألقت و ارتقت ...بفضل أقلام عاهدت على الوفاء ....مارأيكم شاعرتنا المتألقة في مملكة روائع الشعر الأدبية لو سمحت ؟؟؟

*الجواب الاخير : مجلة "مملكة روائع الشعر الأدبية" تحت إشراف مديرها الأستاذ منصور رسلان و كل الطاقم المشرف عليها بكل تفان و إخلاص، صارت منبرا أدبيا متميزا، بفضل الأقلام الكبيرة التي تنشر فيها إبداعاتها، و بفضل تشجيعها للشباب و المبتدئين، مما يجعلهم يتوَخَّوْنَ الدقة في اختيار النصوص مما يحتم على الجميع احترام المنهج العام و السعي للكتابة وفق ما تقدم، و تكون بذلك مجلة المملكة نبراسا وهاجا لرواد الحرف البديع و التعبير الجميل، من الجنسين. و اغتنم الفرصة لأبارك لها الاحتفال بمرور شنة كاملة على ميلادها، عيد ميلاد سعيد و كل عام و المملكةُ و ادباؤُها بخير و سلام. خاتمة: شكرا على استضافتي في برنامجكم "قصيدة تحت المجهر" وأرجو أن اكون قد أوفيت بما ينفع، و يفيد حول تجربتي في لكتابة الزجلية. دمتم في رعاية الله و إلى فرصة أخرى.

المصدر: التوثيق الكامل لفقرة (قصيدة تحت المجهر ) من اعداد وتقديم الاستاذة| سعاد الشقوري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2019 بواسطة mmansourraslan

عدد زيارات الموقع

99,115