حوارٌ في الإيقاع
قل: أريد نشيداً بلا آلة إيقاع ...... ولا تقل: أريد نشيداً بلا إيقاع
ليس الهدف من تناول موضوع الإيقاعات في النشيد الحديث عن حلال أو حرمة هذه المسألة لأن علماءنا قتلوا الموضوع بحثاً .
لكن البعض اضطر ، بسبب اختلاف الآراء ، إلى الحرص على عدم التعامل مع مسألة الإيقاع في النشيد خروجاً من الخلاف ، و إذا ما طلب أحدهم نشيداً قال: أريد نشيداً بلا إيقاع !! وهذه عبارة تُناقضُ بعضها لأنه: " لا نشيد بلا إيقاع " ...
يُعرّفُ أهل الاختصاص الإيقاعَ بالوزن الذي يضبط مقام النشيد ، تماماً كبحور الشعر التي تضبط الكلمات لتجعل لها جرْساً موسيقياً خاصاً يختلف عن القراءة التقليدية ، وهذا الوزن محكوم بأزمنة و أبعاد معينة ذات طولٍ وقصر ... فالنشيد هو توازنُ وانضباطُ الصوت البشري مع هذه الأزمنة و الأبعاد. أمّا آلة الإيقاع فهي الوسيلة التي تُظهر هذه الأزمنة و الموازين للسمع كي يستأنس بها المنشد و المستمع معاً ....
إن أي منشد يستطيع أن ينشد بدون آلة إيقاع لأنه مقيد بالموازين التي وُضعت للنشيد ، فنراه إن أردا أن يتوازن مع إيقاع نشيد ما راح يحرّك يده لضبط الدمّات والتكّات الخاصّة بهذا الإيقاع كي لا يخرج عن مسار اللحن .
أمّا مع عدم وجود الإيقاع فإن أداء الكلمات يصبح مجرد دندنة غير منضبطة من ناحية طول لفظها وقِصرها وطولِ النَفَسِ وقِصرهِ ، و تصير هذه الدندنة أشبه بما نسمعه من مآذننا قُبيل صلاة الجمعة وقبيل صلاة الفجر مما نطلق عليه بـ " التسميع " .... أما النشيد ، و بإجماع كل المختصّين في هذا العلم ، فمحكوم بإيقاع من كُلِّ بد. لهذا وجب التفريق بين الإيقاع و آلة الإيقاع .....
محمد جمال الدين السباعي
حلب
7/7/2009
ساحة النقاش