ذكرت "البعث" انه "بعد يومين من إعلانه فشل خطته، أعلن المبعوث الدولي كوفي أنان في دمشق يوم أمس أنه أجرى مباحثات صريحة وبناءة مع الرئيس السوري بشار الأسد"، اضافت انه "بوسعنا هنا أن نسجل بادرة حسن نية جديدة، وفرصة إضافية، تقدمها سوريا في إطار دعمها لجهود المبعوث الدولي وخطته ذات النقاط الست، وبوسعنا أن نسجل لسوريا أيضاً حرصها على إنهاء الأزمة في أسرع وقت، ومرونتها في العلاقة مع حلفائها، وملاقاة هؤلاء الحلفاء في كل ما يمكن أن يدعم جهودهم لحل الأزمة، واستعدادها المتواصل للتعاطي مع أي طرح أو مقاربة يمكن أن تخدم إعادة الأمن والاستقرار وبما يضمن للشعب السوري حقه في إقرار مستقبله بنفسه بعيداً عن التدخلات الخارجية".
ولفتت الصحيفة السورية الى ان "أنان غادر دمشق بجرعة كبيرة من الدعم والأمل، وما عليه، بالمقابل إلا أن يترجم هذا الدعم عبر مزيد من الجرأة والصراحة في تسمية الأمور بمسمياتها، ومخاطبة الطرف - الأطراف الأخرى في صفوف ما يسمى معارضة خارجية، ومن خلال المزيد من الانعتاق من ضغوط جهات إقليمية وغربية، باتت معروفة له شخصياً، لاتزال تمعن في إفراغ مبادرته من مضمونها، أو الالتفاف عليها، باختلاق سياقات "حلول" هي خارج مجلس الأمن "وغير أخلاقية" كما وصفها وزير الخارجية الروسية، ولعلّ من المفارقة أن عليه العمل أيضاً لوقف اللغة الفاترة والمزدوجة التي يتحدث بها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تبدو متضاربة، أو غير منسقة، في أحيان كثيرة مع تصريحات أنان نفسه، ومع تصريحات رئيس بعثة المراقبين الجنرال مود، رغم أنه من المفترض أن يتحدث الجميع لغة واحدة".
واعتبرت انه يمكن القول: إن "أنان بات على دراية لا بأس بها بحقيقة الأوضاع في سوريا، وكوّن تصوراً واضحاً لأبعاد أزمة تعمل أطراف معروفة على استمرار تغذيتها في مؤامرة سافرة لتقويض الدولة السورية". ويمكن القول أيضاً: إنه "بات في وارد أن يشق لنفسه طريقاً مستقلاً، يقارب الموضوعية في تعاطيه مع الأزمة، لقد أعرب عن غضبه من التدخلات الخارجية التي تساهم مباشرة في مفاقمة الأزمة. لم ترفض سوريا، ولن ترفض أبداً، كل ما يمكن أن يدفع قدماً باتجاه الخروج من الأزمة، ذلك أن الخلاص هو خلاص لكل الشعب السوري بمختلف شرائحه ومكوناته السياسية على طريق استكمال بناء الديمقراطية التعددية، ولكن المشكلة ستبقى قائمة طالما أن هناك من يقبل المضي في تنفيذ أجندات مستوردة على حساب المصلحة الوطنية، وعلى حساب دور سورية ومكانتها كقوة إقليمية تنهض بأعباء العمل القومي في مواجهة الأطماع الإسرائيلية والمطامع الإقليمية الصاعدة، التي لم تعد تتردد في الكشف عن نفسها، وفي مواجهة الغرب الأطلسي الذي يسعى لترتيب نظام إقليمي جديد يكون ملحقاً بتطلعاته التوسعية العالمية".
واوضحت ان "سوريا لقد قدمت كل ما يسع لنظام وطني يحترم شعبه ويقدر تطلعاته ويحافظ على حقوقه، أن يقدمه. والكرة الآن في ملعب أنان، كما هي في ملعب "الآخر"، وعلى كل حال فسوريا تتصرف اليوم من موقع القوة السياسية والتفاوضية والميدانية دون أن يعني ذلك الاستقواء على أحد، ودون أن ينفي ذلك أيضاً أن الاحتمالات تبقى مفتوحة، وسوريا ستكون مستعدة لكل طارىء".
نشرت فى 11 يوليو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
276,671
ساحة النقاش