محمد شو

العالم بين يديك

قالت المعارضة السورية المسلحة إن طائرات الهليكوبتر الهجومية قصفت بلدة استراتيجية في شمال سوريا ليلا في حين زحفت الدبابات نحو مدينة حلب التجارية وإن ظلت الطائرات بعيدة عن مرمى نيران وسائل الدفاع الجوي التي نصبتها تركيا للتصدي لأي تحركات سورية قرب حدودها.

وتفقد قادة عسكريون اتراك بطاريات الصواريخ، التي نشرت على الحدود يوم الخميس بعد اسقاط سوريا طائرة حربية قبل اسبوع وهو ما ادى إلى تصاعد حدة التوتر بين البلدين بشكل خطير.

ويتزامن نشر الدفاعات التركية - في تحذير واضح للرئيس السوري بشار الأسد - مع تصاعد العنف في أنحاء سوريا وتكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق سلام مع انزلاق البلاد نحو حرب شاملة.

وقال الوسيط الدولي كوفي عنان اليوم الجمعة إنه "متفائل" بأن تثمر المحادثات الوزارية المقرر إجراؤها السبت في جنيف حول الأزمة السورية عن نتيجة مقبولة.

وقال محللون إقليميون إنه بينما لا ترغب تركيا أو حلفاءها في حلف شمال الأطلسي في فرض حظر جوي على سوريا أوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان الاسد يغامر بمواجهة "غضب" تركيا اذا حلقت طائراته قرب حدودها.

ووقعت اشتباكات قرب الحدود بين البلدين مؤخرا بين القوات السورية وقوات المعارضة المسلحة. وقالت دمشق الاحد الماضي ان "ارهابيين" اخترقوا حدودها من ناحية تركيا قتلوا وهناك تقارير تفيد بأن القوات السورية تطلق النار على مخيمات اللاجئين داخل الاراضي التركية.

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إن الاسد مسؤول عن أعمال العنف الذي قدرت الامم المتحدة عدد قتلاها بما لا يقل عن عشرة آلاف شخص وانه لم يعد صالحا لحكم البلاد. لكن روسيا والصين ترفضان ما وصفتاه بالدعوات الغربية لتغيير النظام.

وتستضيف تركيا نحو 34 الف لاجئ سوري وتقدم المأوى للجيش السوري الحر المعارض الذي يقود جهود اسقاط الاسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 190 شخصا من بينهم 125 مدنيا قتلوا يوم الخميس.

وقال لواء في الجيش السوري الحر المعارض الجمعة إن قوات الحكومة السورية حشدت نحو 170 دبابة إلى الشمال من مدينة حلب بالقرب من الحدود مع تركيا لكن لم يرد تأكيد للنبأ من مصدر مستقل.

وقال اللواء مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الأعلى -وهو تجمع لكبار الضباط الذين انشقوا عن قوات الأسد- ان الدبابات تجمعت في مدرسة المشاة بالقرب من قرية المسلمية الى الشمال الشرقي من مدينة حلب على بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية.

وقال الشيخ لرويترز هاتفيا من الحدود "الدبابات الآن في مدرسة المشاة. وهي إما تستعد للتحرك إلى الحدود لمواجهة نشر قوات تركية أو لمهاجمة البلدان والقرى السورية "المعارضة" في منطقة الحدود شمالي حلب وحولها". وأضاف قوله ان الدبابات في معظمها من الفرقة الميكانيكية السابعة عشرة.

وقال عمر عبد الله الناشط المقيم في إدلب الذي يقوم بالتنسيق مع الجيش السوري الحر "بعد تلقي ضربات في المناطق الريفية المحيطة بحلب وإدلب يعيد الجيش السوري تنظيم صفوفه... وهناك تكهنات بأن تحاصر هذه القوات حلب ابتداء من أول يوليو".

وقالت مصادر المعارضة المسلحة في إقليم هاتاي التركي ان طائرات الهليكوبتر السورية هاجمت سراقب - البلدة الاستراتيجية في عمق محافظة ادلب - لكنها ظلت بعيدة عن المنطقة المحازية للحدود مع تركيا في المناطق الريفية لمحافظتي حلب وادلب.

ولا ترغب تركيا - التي تخشى تحول الصراع في سوريا إلى صراع اقليمي طائفي واسع - ولا سوريا في خوض مواجهة بينهما.

ودعت تركيا - صاحبة ثاني اكبر جيوش حلف شمال الأطلسي - إلى اجتماع طارئ للحلف بعد اسقاط سوريا لطائرتها الحربية.

وكانت تركيا قد تحدثت فيما مضى عن فتح ممر انساني على الاراضي السورية اذا أصبحت غير قادرة على التعامل مع تدفق اللاجئين او اذا بات العنف والقتل غير محتملين.

وقال ديفيد هارتفيل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة "آي.إتش.إس" جينز "حلف شمال الأطلسي لا يبدو انه راغب "في شن حرب".. ما يمكن أن يحدث هو فرض الأتراك لحظر جوي بحكم الأمر الواقع".

وأعلن اردوغان في وقت سابق هذا الأسبوع انه حدد قواعد جديدة للاشتباك لقواته على الحدود وقال ان اي عناصر عسكرية سورية تقترب من الحدود التركية وتمثل خطرا سيتم التعامل معها كأهداف عسكرية. لكنه لم يحدد - ربما متعمدا - المسافة التي يقصدها بالاقتراب الذي يمثل خطرا.

وقالت مصادر بالمعارضة السورية إنها شاهدت طائرتي هليكوبتر هجوميتين الجمعة تحلقان على بعد نحو أربعة كيلومترات من الحدود التركية في محافظة إدلب وتحطان في قاعدة للجيش السوري في باب الهوى القريبة من الريحانلي حيث وضعت تركيا دفاعاتها المضادة للطائرات.

وهذه هي المرة الأولى التي ترصد فيها طائرات بالقرب من الحدود ويبدو أنه كان اختبارا لقواعد الاشتباك الجديدة التي تلقتها القوات التركية.

وقال مالكوم تشالمرز مدير الباحثين في معهد رويال يونايتد سيرفيسز البريطاني "من الممكن ان يقبل السوريون نطاقا ضيقا جدا على طول الحدود. ستظل سوريا محجمة عن الدخول في أي صراع مع تركيا لأن ذلك يضعهم أمام خصم شديد الخطورة".

وتتهم المعارضة السورية المجتمع الدولي بالبطء في الرد على اراقة الدماء في سوريا. وفشلت الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق بين القوى الغربية التي تدعم المعارضة وروسيا التي استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي لإعاقة خطوات غربية وعربية تستهدف ازاحة الاسد عن الحكم.

وعرضت سوريا قبل اجتماع السبت تعديلات على خطة عنان الخاصة بحكومة الوحدة الوطنية السورية على الرغم من انها سبق ان ايدتها لكن دبلوماسيين غربيين قالوا ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رفضت هذه التعديلات المقترحة.

وقالت روسيا ودول دائمة العضوية في مجلس الامن لعنان الأسبوع الماضي انها تدعم فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا من الممكن ان تضم اعضاء بالحكومة والمعارضة لكنها وفقا لنص مقترح عنان "تستبعد ... هؤلاء الذين يمثل استمرار وجودهم ومشاركتهم تقويضا لمصداقية الانتقال ويهدد الاستقرار والمصالحة".

وقال دبلوماسيون لرويترز إن فكرة عنان عن استبعاد اشخاص بعينهم تشير بوضوح إلى الأسد نفسه.

وعلى الرغم من اعلان روسيا تأييدها لخطة عنان الاسبوع الماضي بدا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يتراجع عن ذلك وقال دبلوماسيون ان الروس طالبوا عنان بان يحذف ما يتعلق باستبعاد بعض الاشخاص من حكومة الوحدة الوطنية السورية.

ومن المقرر ان تعقد وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون محادثات مع لافروف اليوم الجمعة في سان بطرسبرج من الممكن ان تكون حاسمة في كسر هذا الجمود. ومن المقرر ان يحضر كلاهما محادثات جنيف السبت.

واشترط عنان الموافقة المبدئية على مقترحاته بشأن الانتقال السياسي في سوريا كشرط لعقد اجتماع جنيف. ومن المقرر ان يضم الاجتماع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وتركيا والعراق والكويت وقطر. ولم توجه الدعوة للسعودية وايران.

وقال عنان لتلفزيون رويترز "أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا غدا. أنا متفائل."

ورفض الاسد يوم الخميس فكرة اي حل يأتي من الخارج للانتفاضة التي اندلعت منذ 16 شهرا ضد حكمه.

وقال "لن نقبل أي نموذج غير سوري وغير وطني.. سواء جاء من دول كبرى أو دول صديقة. لا أحد يعرف كيف تحل مشاكل سوريا مثلما نعرف نحن". <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 30 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

276,732