ردد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي اليمين الدستورية الجمعة في ميدان التحرير المكتظ بالمتظاهرين وذلك قبل يوم واحد من أدائه رسميا اليمين الدستورية امام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية وفقا للإعلان الدستور المكمل الذي يثير الجدل في مصر.
ويقول مراقبون إن مرسي يحاول بهذه الخطوة الشكلية وغيرذات أهمية من الناحية القانونية، امتصاص الغضب الشعبي من قبوله حل البرلمان عمليا بقبوله أداء اليمين الدستوري قانونيا غدا امام المحكمة الدستورية، بدلا من البرلمان "مجلس الشعب".
وقال مرسي في كلمة حماسية ترك خلالها المنصة ليواصل حديثه أمام الحشود مباشرة "يا رجال الثورة الصامدين.. يا أيها الشعب العظيم جئت اليكم اليوم لأنني مؤمن تماما بأنكم مصدر السلطة والشرعية التي تعلو على الجميع.. من يحتمي بغيركم يخسر ومن يسير مع ارادتكم ينجح ونريد للوطن أن ينجح".
وأضاف الرئيس المنتخب الذي تعهد بإقامة دولة مدنية حديثة دستورية "أتيت اليوم اليكم.. الى الشعب المصري بعد أن أولاني ثقته وحملني الامانة والمسئولية جئت لاجدد العهد معكم.. واذكركم أنكم وحدكم الجهة التي دائما سأبدا منها طالبا، بعد الله، دعمها وتأييدها. فهل انتم مستعدون لنحصل على كافة حقوقنا على كامل حقوقكم؟ ما دامت هذه ارادتكم بعد ارداة الله.. أنا أقف أمامكم ايها الشعب المصري العظيم قبل أي جهة أخرى".
وآخذ مصريون كثر مرسي على حماسته الكبيرة اليوم في ميدان التحرير والتي قالوا إنه ستخفت بالضرورة غدا بمجرد أن يخضع لتنفيذ ترتيبات تسلم الرئاسة أمام المحكمة الدستورية العليا، تنفيذا لأوامر الإعلان الدستوري للمجلس العسكري.
ولكن محللون يقولون انه لامعنى لهذا الوقوف أمام الشعب بعد أن قبل بالتنازل عن أهم صلاحياته للمجلس العسكري وإن كل خطابه اليوم كان في مجمله وعودا لن يقدر على تحقيقها بعد أن كبله المجلس العسكري بإعلان دستوري مكمل يحد بشكل كبير من قدرته على الحركة في الاتجاه الذي يريده.
واستطر قائلا "ايها الشعب المصري العظيم.. انتم الاصل وغيركم عنكم وكيل واذا زال الوكيل أو النائب أعود الى الاصل.. اقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن احترم الدستور والقانون وأن ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن احافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
وتعهد مرسي باقامة دولة ديمقراطية يتساوى فيها جميع المواطنين قائلا "يا من انتخبتمونني.. ويا من عارضتموني ومازلتم.. أنا لكم جميعا على مسافة واحدة. ولن ينتقص حق من حقوق من قالوا لا، كما لا ينتقص حق من حقوق من قالوا نعم. هذه هي الديمقراطية. انتهت الجولة لنمض الى البناء".
وقد خرج الرئيس المصري المنتخب ، الذي لم يرتد رابطة عنق ، عن نص كلمته ليؤكد للجماهير الغفيرة المحتشدة بميدان التحرير تلاحمه معهم وانتمائه لصفوفهم حيث كشف عن قميصه قائلا "لا ارتدي واق من الرصاص.. انا مطمئن معكم بفضل الله ".
وشدد مرسي على رفضه لاي محاولة للانتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية بالقول "أؤكد رفضي.. وأنا صاحب القرار بتوكيلكم وبارداتكم.. فلا مجال لانتزاع سلطة الشعب ولن أتهاون بأي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية ولن أفرط فيها.. وليس من حقي أن افعل ذلك"
وأوضح أن هذا الرفض يأتي ترسيخا "لمفهوم الدولة الحديثة"، مشددا على احترامه في الوقت نفسه للقانون والدستور والقضاء ومؤسسات الدولة.
وبالنسبة لعلاقات مصر الخارجية ، قال "سأعمل معكم على عودة حرية مصر في علاقاتها الخارجية وقراراتها الداخلية.. مصر حرة في علاقاتها الخارجية وسأحذف أي معنى للتبعية.. لن نعتد على أحد ولكننا قادرون بكم أن نرد ، بل نمنع ، أي عدوان علينا من أي جهة".
وأكد أن أمن مصر القومي يكمن في العمق الافريقي وفي العالم العربي والعالم الاسلامي وباقي دول العالم.
وحذر الرئيس المصري المنتخب من محاولة النيل من كرامة مصر وشعبها ، مؤكدا أن مصر لن تفرط في حقوقها أو حقوق أي من أبنائها سواء في الداخل أو في الخارج.
وشدد مرسي مجددا على استمرار دعمه للثورة ، مرددا في أكثر من موضع في الخطاب شعار دأب الثوار المصريون على ترديده وهو "ثوار أحرار.. هانكمل المشوار".
وأكد مرسي على استمرار الثورة حتى تحقيق كافة أهدافها والقصاص لشهدائها. وقال "إن الثورة يقودها أهدافها والثورة مستمرة وتتبلور اليوم على شكل ارادة واضحة للشعب كله برئيس منتخب للبلاد يقود سفينة الوطن ويقود هذه الثورة.. لتستكمل .. أهدافها".
وأضاف "سأعمل معكم في كل لحظة من أجل تحقيق كامل أهداف الثورة. لن أتهاون في أي من حقوقها أو حقوق شهدائها.. القصاص لهؤلاء دين في رقبتي لن اتهاون فيه".
وأكد الرئيس المصري المنتخب على أن حب الوطن فرض على الجميع ، داعيا الى ترديد نشيد الحرية والكرامة.
ودعا مرسي المصريون الى التوحد مرددا شعار حملته الانتخابية "قوتنا في وحدتنا"، كما اقتبس مطلع قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" التي شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم حيث قال "وقف الخلق ينظرون جميعا.. كيف أبني قواعد المجد وحدي".
وشدد على أنه سيبذل قصارى جهده من أجل اطلاق سراح المحكوم عليهم عسكريا منذ بداية ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011 ، وكذلك اطلاق سراح الدكتور عمر عبدالرحمن المحتجز بالولايات المتحدة والذي رفعت أسرته لافتة كبيرة بميدان التحرير تطالب باطلاق سراحه.
وقال مرسي "هؤلاء جميعا حقهم عليا.. وواجبي يحتم أن أبذل كل جهد حتى يتحرر هؤلاء".
كما وجه الرئيس المصري التحية الى العاملين بمجالات الفن والابداع والاعلام والسياحة حيث كانوا من بين الفئات التي لم يوجه اليها التحية في خطابه الاول مساء الاحد الماضي عقب اعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوزه في جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية وهو ما أثار امتعاض وتخف تلك القطاعات من سياسات الدولة الجديدة.
وقال "أؤكد على احترامي وحبي وتقديري لأهل الفن والابداع والثقافة ولرجال الاعلام المخلصين لمصر.. واخص الان العاملين بمجال السياحة والحريصين على نهضة هذا الوطن في كل المجالات".
ووجه أيضا التحية لأبناء عدد من محافظات مصر التى سقطت من كلمته يوم الأحد الماضي وهي دمياط والبحيرة والقاهرة والجيزة قائلا "هؤلاء هم بالضرورة أهلي وأحبابي كباقي من ذكرت من المحافظات.. يوم الاحد الماضي عشية تكليفي" بالرئاسة. <!--EndFragment-->
نشرت فى 30 يونيو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
276,748
ساحة النقاش