محمد شو

العالم بين يديك

ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة شكوى صيفية طبيعية نسمعها دائماً، ومن الطبيعي أن يؤثر الطقس في صحة الإنسان وحيويته وحالته النفسية والمزاجية، بما في ذلك عملية التغذية. وعادة في فصل الصيف يتسبب ارتفاع الحرارة التي يصاحبها غالباً رطوبة عالية، زيادة التعرق الذي يودي إلى فقدان السوائل والأملاح الحيوية بشكل كبير، مما يسبب الإصابة بالانهاك الحراري الذي يعتبر من أشد أمراض الصيف خطورة.

 

الدكتورة نرمين يوسف، أخصائية الأمراض الباطنية، تشير إلى أن الماء يشكل نحو 60 % من جسم الإنسان الذي يدخل في تكوين وتركيب جميع خلايا الجسم وإفرازاته وسوائله. وللماء أهمية حيوية كوسيط لنقل الطعام من الفـم إلى المعدة إلى الأمعاء حتى إخراجه كفضلات. ويساعد الماء على عملية هضم الطعام وامتصاصه داخل القناة الهضمية. فالرطوبة تؤثر على الإنسان بشكل أكبر من الارتفاع في درجات الحرارة، وأن ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة عن طريق العرق، وبالتالي يختزن الجسم الحرارة الزائدة، مما يؤثر عليه بشكل مضاعف. ففي حالة الارتفاع في نسب الرطوبة يكون الإنسان معرضا لهبوط في الدورة الدموية نتيجة اتساع الشرايين بفعل الحرارة.

 

التعرق

 

أما العرق الذي يفرزه الجسم بغزارة في فصل الصيف واستمرار تعرض جسم الإنسان للحرارة المرتفعة والرطوبة العالية يؤدي إلى فقد جسم الإنسان للسوائل والأملاح الحيوية ما يستلزم تعويضهم بالإكثار من تناول الماء والسوائل لتعويض هذا الفاقد.

وتقول الدراسة الطبية إن فقدان مقدار واحد في المئة فقط من ماء الجسم يؤثر على وظائف أعضاء الجسم الحيوية ويعمل على اضطرابها. كما أن هناك العديد من الأعراض التي قد تظهر على الفرد نتيجة للتعرض لحرارة الجو من بينها الصداع واضطراب ضربات القلب والشعور بالإجهاد العام. وقد تظهر بعض الأعراض الأخرى كارتفاع ضغط الدم أو وجود مشاكل في الكلى، لكن هذا يحدث للأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة حيث يفرز الجسم عند ارتفاع درجة الحرارة مادة الأدرينالين في الدم مما يؤثر على الضغط خاصة عند اتساع الشرايين.

 

أعراض أخرى

 

تكمل الدكتورة نرمين:» قد تظهر أيضا بعض الأعراض مثل الانتفاخ في الأعين لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى أو لديهم اضطرابات في عملية الأيض والعمليات الحيوية بحيث يصعب على الجسم التخلص من المياه الزائدة والتعامل معها بصورة طبيعية».

 

وتنصح الدكتورة نرمين بضرورة الابتعاد عن الأماكن التي بها رطوبة عالية مع ضرورة التواجد في أماكن جيدة التهوية وغسل الجسم بشكل متكرر سواء فى الوضوء أو في الاستحمام المتكرر حتى يستطيع الجسم التعامل مع حرارة الجو وعدم تخزينها وفى المقابل يجب أيضا تناقل كميات وفيرة من المياه كي يستعيض الجسم ما فقده من جراء حرارة الجو. فتناول كوب واحد من الشاي أو القهوة يكون مفيدا في إدرار البول، ويساعد على تخلص الجسم من المياه الزائدة لذا فهو يقلل من احتمالية التعرض بهبوط عام في الدورة الدموية. كما أن تناول الخضراوات الخضراء مهم للغاية، وذلك لمقاومة الشعور بإجهاد العضلات بالإضافة إلى ضرورة تناول الفاكهة المتنوعة في فصل الشتاء التي تساعد أجسامنا في التعامل مع الارتفاع في درجة الحرارة. وقد يودي الانهاك الحراري بحياة الانسان لذلك وجب الاكثار من تناول السوائل والخضراوات والفاكهة والعصائر التي تكافح المشاكل الصحية الخطيرة والشائعة نتيجة فقد هذه السوائل لسبب التعرق الغزير. كذلك يجب مراعاة الاقلال من تناول الاطعمة الدسمة لاحتوائها على كميات عالية من الطاقة والسعرات الحرارية وتشكل عبئا ثقيلا على الجهاز الهضمي الذي تخفف عصارته الهاضمة بسبب كثرة شرب الماء والسوائل في فصل الصيف. كذلك ينتج عن التمثيل الغذائي واحتراق السعرات الحرارية طاقة حرارية تشكل مضايقة للانسان في الجو الحار.

 

وأولى الناس الذين يجب عليهم الابتعاد عن الاطعمة الدسمة في فصل الصيف مرضى السكري وارتفاع الكوليسترول ومرضى ضغط الدم المرتفع ومرضى القلب والشرايين والمصابون بالتهاب الكلى المزمن ومرضى التهابات وقرح الجهاز الهضمي واصحاب السمنة المفرطة.

 

فاحتواء الاطعمة الدهنية والدسمة على كميات عالية من الطاقة والسعرات الحرارية يزيد من معاناة افراز العرق بكثرة وفقدان السوائل والاضطرار لشرب الماء والمثلجات لتعويض الفاقد وتحسين الهضم نتيجة تناول الاطعمة الدسمة صعبة الهضم والامتصاص.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 132 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

271,965