محمد شو

العالم بين يديك

يعتبر الحمل خارج الرحم حالة شائعة وخطيرة تحدث لإمرأة واحدة بين كل مائة امراة تقريباً، وفي العشرين سنة الماضية ارتفعت النسبة إلى ما يقرب من أربعة أضعاف، ويرجح الأطباء ذلك إلى زيادة نسبة التهابات الأنابيب، وفشل موانع الحمل بنسبة تصل إلى 3%، فضلاً عن تدخين السيدات الحوامل ووقت التبويض والتكوين غير الطبيعي لكروموسومات الجنين، وتعرض السيدات لجرعات عالية من الإستروجين، وهن أجنة، وانتشار الاعتماد على حبوب منع الحمل التي تحتوي على بروجيسترون فقط.

 

الدكتور سامح العزازي، استشاري النساء والولادة، يوضح هذه الظاهرة، ويقول:«يقصد بالحمل خارج الرحم انغراز البويضة الملقحة. ومن ثم نموها، خارج جسم الرحم، ويكون هذا النمو إما في الأنبوب الرحمي أو في المبيض أو في عنق الرحم، إلا أنه غالبا ما يحدث في الأنبوب الرحمي. وتنمو المشيمة في النسيج الأنبوبي المحيط فيتمزق مسببا نزيفا داخليا، ولأنه غير مؤهل لاستيعاب المشيمة والجنين، فمن غير الممكن أن يستمر الحمل الأكثر من عدة أسابيع مما يؤدي إلى تمزق جدار الأنبوب».

 

الأسباب

 

يشير الدكتور العزازي، إلى الأسباب الشائعة للحمل خارج الرحم، ويقول:«من العوائق التي تعيق أو تمنع، البويضة النازلة، من المبيض من دخول الرحم، الالتهابات الحوضية التي تصيب غشاء باطن القناة الرحمية، وتؤدي إلى إلغاء فاعلية أهدابه. وعيوب وتشوهات البوق التكوينية، وأورام المسالك التناسلية الداخلية. كذلك الالتصاقات الحاصلة حول المسالك التناسلية نتيجة التهابات أو جراحات سابقة. وقد تبين أن من بين أسباب الحمل خارج الرحم، تأتي الالتهابات في المرتبة الأولى، كما تبين أن نسبة 75% من النساء اللواتي حدث الحمل خارج أرحامهن أصبحن عواقر إلى الأبد، و 20% قد أنجبن، فيما بعد، طفلا واحدا فقط بينما 10% رزقن أكثر من طفل واحد».

الأعراض

 

يقول الدكتور العـزازي:«هناك بعـض الأعراض مثل انقطاع الحيض وكبر الثديين. ثم تنتاب المرآة أعراض الحمل كالقيء والغثيان والدوار وتغير المزاج بعدها تظهر من المجاري التناسلية أنزفه رحمية تتكرر وتزداد يوما بعد يوم.

 

عدا ذلك تصاب المرآة بآلام حادة في أسفل البطن، وتحديدا جهة الأنبوب المصاب الذي يحتوي على الحمل، يرافقها غثيان، وتتردى صحة المرأة وتتراجع مع آلام بطنية شديدة وقشعريرة نتيجة النزف الداخلي الحاد، فضلاً عن الاضطرابات البصرية وفقدان الوعي، وشجوب اللون والتعرق البارد. وقد تتحسن هذه الأعراض أحيانا تحسنا خادعا، لكن المريضة ما تلبث أن تصاب بنكسة شديدة تحتاج التدخل السريع».

 

التشخيص

 

يكمل الدكتور العزازي: «نلاحظ أن حجم الرحم يكبر ويلين، إلا أن هذا الكبر لا يتناسب وسن الحمل كما في الحمل داخل الرحم. كما يكتشف الطبيب في الفحص الطبي النسائي، وجود كتلة نابذة ملتصقة بجدار الرحم، أو خلفه، مما يدفعه لإجراء مزيد من الفحوص في مقدمتها التصوير الصوتي للحوض الذي يظهر، بوضوح، وجود العلة.

 

ويساعد التشخيص المبكر، في البدء، بالعلاج قبل تمزق الأنبوب، وقبل استفحال أمر النزيف، وفي حالة إن كان هذا الحمل في أوقاته الأولى، أي قبل تمزق الأنبوب الرحمي، على الطبيب شق البطن واستئصال الحمل والأنبوب. وفي حالة تمزق الأنبوب يكون الاستئصال السريع أجدى، يليه تنظيف البطن من النزيف الدموي وتعويض الحامل ما خسرته من دماء وسوائل».

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

271,984