جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
صرخة من الأعماق
هبت عاصفة قوية على نفسى الأنثوية ، فمزقت أوصالى فجأة وبلا روية ، وغاصت بداخلى فحركت الأحزان ، واقتلعت أوتار العزف والحب والألحان ، وحطمت قيثارة الأشعار والأنغام. الشجية ..
تسلقت جدرانى ، حرقت وجدانى وتركتنى غثاءا أحوى ونثرت حطامى ، بعد أن سَبَحت فى خلجات نفسى على نحو مخيف ، وأشعلت الحرائق بداخلى من ثانٍ ، فتركتنى حطاما أعانى مرارة الحزن الكثيف
وها هى شمسى قد غابت عن نفسى وتوارت خلف سحب متكاثرة ، وآذنت بسماء ملبدة ماطرة ، وصقيع برد ثقيل يزلزل نفسى الحائرة
غرقت أحلامى فى محيط أحزانى ، فبددت أفراحى المتناثرة ، وألقت بها على ساحل الهموم ، تنهشها الجوارح الطائرة. فرحل ربيعى بزهوره وأشعاره ، وعطوره وأنواره ، وحل الشتاء بصقيعه وعواره ، ونهار ليله وليل نهاره ليجمد أوصالى ويتركنى أعانى من تلك الأمواج العاتية ، والراية السوداء بادية ، مرفوعة فى وجهى تخيفنى (إما أنا وإما هى) ... وإذا بموجة عاتية تلقى بى فى دوامة الهموم ، فهل أقاوم لكى أدوم ، أم أسبح وأعوم ضد التيار ، حتى أصل إلى شاطىء الأمان وأرى ضوء النهار ... فأنعم كما كان بظل ظليل ويعود الابتسام بعد ليل طويل
ها أناذا أخرج من أعماقى صرخة مدوية سائمة: هل من خلاص من تلك الأحزان المتعاظمة
فإذا بحكيم أمين ، يحاورنى بحكمة ولين ، ويوضح لى الأمور ، ويرشدنى إلى طريق النور ، بقوله المأثور : لا شىء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم
...........
موقعى الشخصى على الرابط :
http://drmervat.blogspot.com/
ساحة النقاش