جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رحلة على شاطىء الأحلام
يا لجمال الطبيعة الأخاذ ، الذى لايدركه إلا من انحاز لروح طفولته ، ففاز بالانعتاق من ربق كهولته ، بإيعاز من استواء فطرته ؛ حينها ..تلمس الروح سحرها الفتان وتشعر بهجرة الأحزان وسعادة الأيام ... بانطلاقها البرىء على شاطىء الأحلام
هناك على رمال المعمورة ، كانت الصورة مليئة بمشاهد البهجة والابتسام ... فسرعان ما اتجه الأحفاد إلى البحر الذى عاد بمرحهم أمرح ، وبفرحهم أفرح .... أخذوا الدلاء والعوامات ، وانطلقوا فى مجموعات ... وما لبثت أن تعالت الصيحات ، والأغانى والرقصات ، فرفعت السعادة رايتها مؤذنة بميلاد يوم جديد ، على الشاطىء السعيد
رحلت الهموم وغادرت الغيوم والسحاب ، وتوقف الزمن وارتاح العقل من الحساب ؛ فانغمست نفسى فى تلك الطبيعة البكر ، ومنحتنى أجازة من كدر العمر والفكر
عادت طفولتى التى هجرتها وهجرتنى منذ زمن بعيد ـ عود حميد ـ فعانقتها وعانقتنى ، وفى عينيها نبرة حزن شديد ، تصالحنا فى هذا الجو البديع ، حيث الغناء والطرب الرفيع يعانق الأصداء من جديد
فهاهم أحبابى يصولون ويجولون ولا يمكثون على حال ، ثم هاهم يجلسون بكل سرور وجمال ، ليحولوا الخيال إلى قصور من رمال ، أحاطوها بأسوار عالية ، فإذا بموجة عاتية تهدم البنيان ... فتعالت الصيحات والصرخات
إنه اللهو البرىء ، والضحك المضىء الذى كسانى بالفرح ، وغسلنى من الترح ... فغمرتنى السعادة ، وشعرت بولادة طفولتى من جديد ، تلك الطفولة التى عادت ، بعد أن بادت الأحزان ، لتسقينى من سحر الطبيعة ، وانطلاقاتها البديعة ، كأس الفرحة الملآن
إن الخيال ينطلق فى هذا المكان بلا حدود ، والسعادة تكتب مواثيق العهود ، بكل حب وبراءة وحنان ، لتقف فى وجه الأحزان ، فيزيحها عنا الزمان
إن الجمال الفطرى فى الطفولة ، يبعدنا عن هم الكهولة ،فتعود النفس إلى سيرتها الأولى ... منطلقة ومعها جسد الإنسان، نحو آفاق تصلح ما أفسدته الأيام ،
إن اللعب ليس حكراً على الأطفال وحدهم ، كما أن السعادة ليست حكراً على أحد ، لهذا فمن حقنا أن نفرح ونمرح فالمرح استحمام فى نهر السعادة ، يمنحك طاقة ولادة ، وحيوية خلاقة ، وانطلاقة سباقة ، لتشارك فى الحياة ، بالقوة والنشاط ، والحب والانبساط
إن أبناء الطبيعة هم السعداء ، لأنهم أحرار طلقاء ، تجتمع فيهم براءة الأطفال وحكمة الكبار .... فلنحيا بروح الطفولة فى ضوء النهار ، ونغلق عنا باب الكهولة ، ونحن كبار ، فتبقى عقولنا تحكم أمورنا ، بنور وعلم ، وحسن اختيار
...........
موقعى الشخصى على الرابط :
http://drmervat.blogspot.com/
ساحة النقاش