كتبت: الداعية ألفت مهنا
تَنَوَّعَتْ أَجْناسُ الأَعْمالِ لَتَنَوُّعِ وارِداتِ الأَحْوالِ.
معانى الكلمات:
الأعمال: العمل (ج. الأعمال): كل ما يُتقرب به إلى الله من عمل، كصلاة وصيام وصدقة وتلاوة وذكر وأمر بمعروف ونهى عن منكر.
واردات: هو كل ما يرد على القلب من المعانى الغيبية من غير تعمّد أو تعمّل من العبد، وقيل ما يرد من كل اسمٍ على القلب.
الأحوال: معنى يرد على القلب من غير تصنّع ولا اجتلاب ولا اكتساب من طرب أو حزن أو قبضٍ أو بسط أو هيئة، ويزول بظهور صفات النفس .
شرح الحكمة:
يتعرف الله سبحانه إلى عباده بأسمائه وصفاته فهو الودود يتودد إلى عباده فيرد على القلوب أحوال من أنوار هذه التجليات، فتارة تكون أنوار جمال، وتارة أنوار جلال، فينعكس ذلك على الحواس والأعضاء فتتنوع الأعمال.
أى أنه سبحانه يقدر أقدارا تكون موافقة لمراد العبد فيفرح، وهنا يكون الواجب عليه الحمد لله، ثم يقدر قدرا غير موافق لمراد العبد، هنا يكون واجب عليه الصبر والدعاء. وهكذا كل تجلى لاسم من أسمائه ينعكس على القلب بوارد فيكون واجب الوقت موافق لهذه الواردات أعمال تختلف وتتنوع، فمرة تكون صلاة ومرة دعاء، ومرة بكاء، ومرة فرح، وذلك مصداقا لقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} النجم43
يأتى وارد الطاعة فيطيع ويحمد الله ويتركه الله لنفسه ووارد النفس فيعصى، ثم يأتيه وارد الرحمة من الله فيتوب ويرجع إلى الله، وهكذا تتنوع الواردات فتتنوع الأحوال، وعليه تتنوع الأعمال.
والله اعلم
ساحة النقاش