من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: د. عبير بشر

يجب أن تفكرى مرتين قبل فتح صنبور المياة لأن هناك علامات وشواهد كثيرة فى جميع أنحاء العالم بأن أغلى مورد طبيعى نملكه على سطح كوكبنا وصل إلى حافة الهاوية. وفى الوقت الذى لم تصبح مشكلة المياة العالمية مشكلة ملحة داخل بيتك المريح حتى الآن فإننا ندق ناقوس الخطر عبر أربع حقائق بشأن أزمة المياة تستلزم برنامجا رشيدا عاجلا.

بحلول عام 2025 سيصبح نصف سكان الكرة الأرضية محرومين من مصدر للمياة النقية. ولا يزال العديد منا بمعزل عن تلك الأزمةبدليل حبهم لرشاشات المياة فى الحدائق وحمامات السباحة فى التجمعات السكنية ومحطات غسيل السيارات. والواقع يؤكد أن معدل إستهلاك الفرد الأمريكى يصل إلى 150 جالون من المياة يوميا.

قومى بدورك فى ترشيد الإستهلاك لأن المرحاض أصبح هو المكان الأكثر إستهلاكا للمياة فى كل منزل، حيث يستهلك 5 جالون فى كل مرة تتدفق فيها مياة السيفون. إستخدمى واحدا من المراحيض الحديثة المعتمدة من وكالة حماية البيئة والتى تستخدم صوان موفر للمياة. وإذا لم يكن لديك مرحاض منخفض الإستهلاك، إحضرى زجاجة وإملئيها بالرمل وأحكمى غلقها وضعيها فى خزان السيفون لتقليل كمية المياة المستخدمة فى كل دفقة مياة. لا تلقى بالنفايات أو السدادات القطنية أو الواقى الذكرى فى المرحاض لأنها يمكن أن تزيد إستهلاك المياة إلى 7 جالون مع كل دفقة.

كما يمكنك تجنب زيادة إستهلاك المياة فى حديقة بيتك بزراعة نباتات ملائمة لبيئة المنطقة التى تعيشين فيها بدلا من النباتات المستهلكة للمياة بكثرة، لأنها الأفضل فى حفظ المياة وتتطلب عناية أقل، وإذا كنت فى حاجة ملحة لزراعة عشب أخضر فى أرضية الحديقة، إرويه بالماء عند الحاجة فقط وفى الصباح الباكر أو عند المغرب عندما تعتدل درجة حرارة الجو حتى نقلل عملية فقد المياة بالتبخر.

يجب أن تعلمى عزيزتى المرأة أن إنتاج كيلو جرام من اللحم البقرى يستلزم 1800 جالون من المياة، ومع التسليم بالحقائق العلمية القائلة أن تقليل كمية البروتين الحيوانى التى يتناولها الإنسان يرتبط بطول عمره ويرشد الإستهلاك فى الوقت نفسه، وإذا أضفنا أن إنتاج لحم البقر يتطلب ثلاثة أضعاف كمية المياة اللازمة لإنتاج لحم الدواجن، لذلك يمكنك أن تقللى إستهلاكك أنت وأسرتك من لحوم الأبقار وإستبدالها بالبيض أو الدواجن.

لقد تلوثت بيئة كوكب الأرض إلى الحد الذى أصبحت السماء تمطر موادا كيميائية مستخدمة فى الزراعة مثل مادتى أترازين وجليفوسات وهما من أكثر المواد إستخداما فى القضاء على الأعشاب الضارة بالزراعة حتى أنهما ظهرا مؤخرا فى مياة المطر والصنبور. وفى الوقت الذى تصر فيه الشركات المنتجة للمبيدات الحشرية على أن تلك الكيماويات آمنة وغير ضارة، إلا أن أبحاثا مستقلة أجريت وأثبتت العكس: حتى مع الجرعات القليلة فإن تلك الكيماويات تؤثر على هرمونات الجسم. وأثبت بحث أجرى فى جامعة كاليفورنيا-بيركلى أن بعض ذكور الضفدع والتى تعرضت إلى جرعات منخفضة من الأترازين قد تحولت إلى إناث. بينما إرتبط الجليفوسات بإنعدام الخصوبة. وهنا يقع عليك عبأ البحث عن منتجات مزارع عضوية لإبعاد تلك الكيماويات السامة عن الماء والهواء فى مجتمعك الصغير.

المصدر: د. عبير بشر - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول