كتبت: د. عبير بشر
تؤكد الأبحاث الطبية الحديثة أن جراحات زراعة الثدى بريئة من إرتفاع مخاطر تعرض المرأة للإصابة بسرطان الثدى، إلا أن النتيجة الصادقة أنها تزيد من معدلات الإنتحار بين النساء بسبب لجوء السيدات إلى إجرائها تحت وطأة إنعدام الثقة بالنفس والقلق وإنخفاض الإحساس بتقدير الذات.
ولذلك ينصح الخبراء ألا تلجأ المرأة إلى زراعة الثدى إلا فى حالات الضرورة القصوى، وأن تجعل ثقتها بنفسها طريقا لإظهار جمالها الداخلى بدلا من الجرى وراء جراحات التجميل المختلفة. وقد أثبتت أحدث دراسة علمية أجريت فى الولايات المتحدة الأمريكية أن النساء اللاتى أجريت لهن عمليات زرع للثدى لا يتعرضن لمخاطر زائدة عن المعدل الطبيعى للإصابة بسرطان الثدى كما كان يعتقد فى الماضى.
إلا أن النتيجة المثيرة للدهشة إنهن يتعرضن لنسبة متزايدة من حالات الإنتحار. ولا يزال السبب وراء إنتحارهن غير واضح. إلا أن دراسات سابقة ناقشت الموضوع نفسه، ويعتقد الباحثون أن الصلة واضحة ويمكن تفسيرها من خلال إرتفاع معدلات الإكتئاب والقلق وإنعدام تقدير الذات والثقة بالنفس بين النساء اللاتى أجريت لهن عمليات تكبير الثدى.
ويؤيد هذه النظرية دراسة حديثة أخرى أثبتت أن النساء اللاتى خضعن لعمليات تجميل فى الثدى لديهن تاريخ فى العلاج النفسى داخل مستشفيات ومصحات نفسية أكثر من اللاتى خضعن لعمليات تجميل فى مناطق أخرى من أجسادهن. وبناء على تلك النتائج أوصت مجموعة من الخبراء بضرورة فحص النساء ومعرفة حالتهن النفسية وتاريخهن مع الأمراض النفسية قبل إجراء عمليات زرع الثدى بهدف التجميل. وقد شملت الدراسة الأخيرة، التى نشرت فى الجريدة الطبية لعلم الأوبئة أن 2144 سيدة أمريكية أجرين عمليات زرع فى منطقة الثدى بين عامى 1960 و 1988 ومقارنتهن مع 3614 سيدة خضعن لعمليات تجميل فى مناطق أخرى من أجسادهن فى نفس الفترة الزمنية وقام العلماء بدراسة معدلات الوفيات فى المجموعتين والناتجة عن أسباب مختلفة على مدى عشرين عاما، كما قورنت النتائج الخاصة بكل مجموعة مع معدلات وفيات النساء فى المجتمع الأمريكى.
وبصفة عامة أثبتت الدراسة أن النساء اللاتى خضعن لعمليات زرع وتجميل أقل عرضة لخطر الموت عند مقارنتهن بالنساء عامة، ويشمل هذا إنخفاض خطر الموت بسبب سرطان الثدى، وهو مرض ظل مصدر قلق وإهتمام النساء اللاتى أجرين عمليات تكبير للثدى فى الماضى، ورغم فشل البحث فى إثبات أن زرع الثدى يسهم فى الإصابة بسرطان الثدى، فلا يزال هناك دليل على أن زراعة الثدى تعوق الكشف بإستخدام أشعة "الماموجراف" التى تستخدم فى فحص الثدى للتأكد من عدم وجود أورام.
كما يزداد إحتمال تعرض من لجأت إلى زراعة الثدى لخطر الوفاة بسرطان الجهاز التنفسى وسرطان المخ، ولم تتضح علاقة سببية بينه وبين الأنواع الأخرى من السرطان. وفى نتيجة غير مسبوقة، لاحظ الأطباء أن النساء اللاتى أجرين عمليات زرع للثدى يزيد إحتمال وفاتهن فى حوادث سيارات أكثر من النساء اللاتى أجرين عمليات تجميل أخرى، وعند ربط تلك النتيجة الغريبة مع نتائج الإنتحار يمكن إستنتاج أن بعض تلك الوفيات فى حوادث المرور لم تكن مصادفة.
جراحات تجميل الثدى
عندما تكون جراحة رفع الثديين ضرورية، كذلك فى حالة وجود أورام حميدة تستوجب إستئصالها قبل ان تتحول إلى أورام خبيثة، وفى أحيان أخرى عندما تحدث إلتهابات فطرية أسفل الثديين نتيجة كبر حجمهما من هنا نقول يجب أن تجرى جراحة تصغير للثديين.
تتطلب هذه الجراحات فصل الحلمة وعنق الحلمة عن الغدة والنسيج الصدرى الموجودين فى الداخل ويتم فيها عمل فتح على شكل حرف "T" من الحلمة وحتى أسفل الصدر ويكون مكان الفتح والخياطة ظاهرا ثم يختفى بعد مرور الوقت، وهذة الجراحة تستغرق وقتا طويلا يمتد من 3 إلى 5 ساعات، وهى أكثر صعوبة من تكبير الصدرالتى يتم فيها إستئصال الجلد المترهل والدهون وجزء من غدد الثدى ثم يتم إعادة الحلمة فى وضع أعلى مما كانت عليه، والغريب فى هذه الجراحة – جراحة تصغير الصدر– أنها تقلل من نسبة الإصابة بالسرطان!!لأن الجراح أثناء إجراء هذه الجراحة و هو داخل غرفة العمليات يقوم بإستئصال جزء من الثدى ويرسل عينة لتحليلها، فإذا ما ثبت وجود ورم خبيث يتم إستئصاله فى الحال، من هنا تصبح إيجابيات هذه الجراحة مهمة جدا للمرأة.
مضاعفات هذه الجراحة مثل مضاعفات أية جراحة أخرى ولكن تبقى الخطورة القصوى فى جراحة تصغير الثدى بالنسبة للمرأة التى لم تتزوج بعد أو التى لم تنجب لأنه من الممكن أن تؤثر جراحة التصغير على عمليات الرضاعة وبالتالى لابد من توخى الحذر فى إجراء هذه الجراحة لدى هذه النوعية من النساء حرصا على مستقبلهن.
إعادة بناء الثدى
هذه الجراحات التى تحدثنا عنها ليست بجديدة ولكن الجديد والذى ظهر على الساحة الطبية هو جراحات بناء الثدى،والمقصود بها إعادة تكوين الثدى بدلا من الثدى الذى تم إستئصاله نتيجة وجود أورام به. ففى الماضى كان يتم الإستئصال ولا يكون هناك بديل عن الثدى المفقود. وهذا الوضع يسبب ألاما نفسية للمريضة، ولكن منذ فترة تم التوصل إلى إجراء جراحة إعادة بناء للثدى الذى تم إستئصاله عن طريق الإحتفاظ بالجلد والحلمة وإعادة بناء الثدى بإستخدام جلد وعضلات من البطن وهذه الجراحة لها فوائد أخرى غير تكوين ثدى جديد، فهى تفيد المريضة فى شد البطن وإزالة الترهل به.
وأهم شروط نجاح هذه الجراحة أن تتم فى الوقت الذى يتم فيه إستئصال الورم أو إستئصال الثدى، أى أن طبيب التجميل يعمل مع جراح الأورام بعد عملية الإستئصال، لأن اجرائها بعد فترة قد يعرض الجراحة للفشل نتيجة حدوث تليف يعوق من إجراء جراحة التجميل.
الفحص هو السلاح الوحيد للحماية من أية مخاطر ولابد من إجراء هذا الفحص بعد سن الخامسة والعشرين، وليس فى سن متقدمة عن ذلك لأنه من الممكن الإصابة بأورام الثدى فى هذا السن الصغيرة وبالتالى إكتشاف هذه الأورام مبكرا يكون أفضل فى زيادة فرص الشفاء.
ساحة النقاش