من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ.

معاني الكلمات :
الآماد (م. الأمد): الغايات. والأمد والأبد متقاربان لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي لا حد لها ولا تتقيد. والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق

شرح الحكمة:
يفتح سيدي أحمد بن عطاء الله العقول لتري ما يحيط بها من أفاق في علاقتها مع الله ويأخذ بيد المريد إلي الحقائق في طريقه إلي الله

فما  أن أوضح علاقتك بالأسباب وأنها يجب ألا تحجبك عن المسبب حتى فتح باب أخر وهو حقيقة الدعاء فقد يظن العبد أنه إذا أخذ بالأسباب الكونية بجوارحه ثم ألح في الدعاء يكون لزاما أن يتحقق له مراده !!

وهنا يصحح سيدي أحمد هذا المفهوم فالدعاء أيضا لابد أن ننظر إليه أنه سبب من الأسباب لا يعمل بذاته ولكنه بإرادة الله الواحد الأحد ، فالدعاء هو طلب ورجاء من الله وليس والعياذ بالله أمر لله أن يفعل ما نريد في الوقت الذي نريد فيبين لنا أن الله سبحانه قـد  وعد بكرمه و فضله أن يستجيب الدعاء فقال عز من قائل : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر60  ولكن يبقي السؤال هل حدد لك كيف يستجيب أم متى يستجيب ؟؟

لا  .. إن الله قد تعبدنا بالدعاء كما تعبدنا بأخذ الأسباب المادية و لكنه عندما يستجيب يكون بما هو أهله و بصفاته فهو يختار لك ما فيه الخير بعلمه و لطفه ورحمته وصفاته سبحانه وفي الوقت الذي فيه الخير لك . نعم هو وعدك با لإجابة ولكنه يعطيك ما تحتاج إليه لا ما تطلبه فقد تطلب ما فيه شقاءك وهو يعطيك ما فيه سعادتك قال سبحانه: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً } الإسراء11 

فإذا أحب الله عبدا أعطاه الخير وفي الوقت المناسب، ثم بعد ذلك عوضه يوم القيامة حسنات عوضا عن تأخر الإجابة حتى ورد أن عندها يتمنى الإنسان  لو أن الله لم يستجب له دعاء.

اللهم فإنا نسألك يا عالما بحالنا وأحوالنا يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر ولا إلي أحد من خلقك .

                 أمين أمين أمين

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول