من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

الجنة: تلك الكلمة التي تنقل الإنسان من الواقع إلي الخيال ومن الحاضر  - بكل ما فيه – إلي المستقبل  الجميل و إلي الماضي البعيد المخزون في باطن كل ذرية سيدنا آدم عليه السلام الذي عاش في الجنة ليعرفها و يختزن تلك المعارف في داخله حيث كانت كل ذريته في ظهره عليه السلام ثم عاش الشوق في العودة إليها فطرة في كل إنسان.

الجنة: تلك الكلمة التي تمثل الوعد الصادق الذي ينتظره  المؤمنين مكافأة علي الإيمان والتصديق والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالي  فقد  وعد الله بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر وهو سبحانه إذا وعد وفى.

ولكننا في هذه المقالات – إن شاء الله – لن نتحدث عن هذه الجنة لتبقي فى داخلنا بكل الجمال والخيال والجلال والشوق إليها والأمل فيما عند الله؛ قال الله تعالي   {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }الرحمن46

ومن أقوال العلماء    جنة الزخارف وهي جزاء الآخرة للعاملين لله

                         جنة المعارف وهي في الحياة الدنيا للعارفين بالله

فسوف نعيش – إن شاء الله – مع العارفين بالله في جنة المعارف في طريق أوله تصديق بوجود هذه الجنة وأخره تحقق بالحياة في هذه الجنة  ومتخذين التذكر والتفكر مطية الطريق وسألين الله التوفيق.                                                                     

قلب يعرفه ولسان يذكره

 جنة المعارف ... لن ترها بعينك  أو تسمعها بأذنك أو تشمها هي ليست للحواس ولكنها إحساس. خلق الله سبحانه و تعالي الخلق أنس وجان وعالم مشــاهد قـال لـه كــن فكان فسمى كون ولكن هناك عوالم أخرى منها عالم الملكوت وهو غيــب لا يري بالحواس لكن بالقلوب،  قال تعالي  {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46. ولذلك قال العارفون أن الله القريب لا يحجبه شيء ولكن الإنسان هو الذى يحجب نفسه برؤية الدنيا والنفس والهوى فيتبع الشيطان فيصاب بعمي القلب، وما خلق الله الخلق لهذا ولكن خلقهم وخلق لهم كل شيء وسخر لهم كل شيء لكي يسخروا هم أنفسهم له قال تعالي {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56.

قال العارفون: أي ليعرفوه، قال ابن عطاء: لا يعرفون ولا يعرفه حقيقةً من وصفه بما لا يليق به سمعت أبا بكر الرازى يقول، سمعت محمد بن موسى الواسطى رحمة الله عليه يقول: إن الله تعالى خلق الدنيا إظهاراً لقدرته وخلق الآخرة جزاء لخلقه ورفع السماء تبياناً لملكه ونصب الجبال تعظيماً لجبروته ومدّ الأرض إعلاماً ببطشه وأجرى الأنهار إخباراً برأفته وخلق الجنة لأوليائه بياناً لفضله وخلق النار لأعدائه إظهاراً لعدله وخلق الأنبياء تأكيداً لحجته وخلق ما فى الدنيا إظهاراً لبره ولطفه واستشهاداً لربوبيته وكبريائه ثم قال: { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.

وقال الجنيد رحمة الله عليه: ألزمهم دوام العبادة وضمن لهم عليها فى العاجل الكفاية وفى الآخرة جزيل الثواب.

وقد ورد ان احد العارفين مر علي رجل في البادية وقد فقد بصره ويعيش فى كوخ وليس له زوجة ولا ولد  قد اصيب بالبرص وليس معه من المال شيء و يعيش بما يرزقه الله علي يد المحسنين، فسمعه يذكر الله ويقول " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرا من خلقه، فقال له : (يختبره)  يارجل يرحمك الله  مما عافاك وقد ابتليت بفقد البصر ولا مال ولا ولد ولا زوجة ولا بيت وزادك البرص فمما عافاك، فأجاب بثقة العارف بالله : انصرف عني يا بطال، ألم يرزقني لسان يذكره و قلب يعرفه.

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول